من هو عبد الحكيم بلحاج؟

The former president of the Libyan military council Abdelhakim Belhadj attends talks with representatives of Libyan political leaders and activists, hosted by Algerian minister for African and Maghreb affairs Abdelader Messahel (not in picture) and United Nations Special Representative and Head of the United Nations Support Mission in Libya Bernardino Leon (not in picture), as part of an effort to resolve the conflict in Libya, in Algiers , Algeria on March 2015. Messa

المولد والمنشأة
ولد عبد الحكيم بلحاج في الأول من مايو/أيار 1966 في العاصمة الليبية طرابلس.

الدراسة والتكوين
درس في جامعة الفاتح في طرابلس، وحصل على شهادة في الهندسة المدنية.

الوظائف والمسؤوليات
عرف بلحاج مسيرة طويلة من التحركات والمسؤوليات، بدأت بذهابه عام 1988 إلى السعودية، ثم إلى أفغانستان حيث شارك في الجهاد الأفغاني ضد السوفيات، وبعد سقوط نظام كابل عام 1992 انتقل إلى السودان وبقي فيها حتى عام 1996.

غير أن القذافي شن حربا على أعضاء الجماعة وقتل منها أكثر من 150 شخصا واعتقل المئات منهم، قضى معظمهم في مذبحة سجن أبو سليم عام 1996.

الاعتقال والتسليم
وفي ظل تلك الأجواء، اضطر بلحاج لمغادرة ليبيا واتجه إلى السودان ومنها إلى تركيا، وبقي يتنقل بين أكثر من عشر دول حتى ألقي عليه القبض في بداية مارس/آذار 2004 من طرف وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) في مطار العاصمة التايلندية بانكوك، وبعد تحقيق وتعذيب سلمته إلى المخابرات الليبية التي نقلته إلى طرابلس.

وأكد بلحاج أن ضباطا في وكالة المخابرات الأميركية خطفوه هو وزوجته الحامل من تايلند عام 2004، ثم نقلوهما إلى طرابلس بمساعدة مسؤولين أمنيين بريطانيين، واستند محامو بلحاج إلى وثائق عثر عليها في ليبيا بعد سقوط القذافي.

وبدأ بلحاج عام 2011 مسعى قضائيا ضد وزير الخارجية البريطاني السابق جاك سترو وجهازي المخابرات الداخلية والخارجية البريطانيين، وضد رئيس سابق للمخابرات وإدارات حكومية ذات صلة، بشأن مزاعم عن تورط أجهزة المخابرات البريطانية في تعذيبه وترحيله وزوجته إلى ليبيا بطريقة غير قانونية عام 2004، فيما باتت تعرف بـ"الرحلات السرية".

وصرح في مقابلة مع الجزيرة في يناير/كانون الثاني 2017 بأن الحكومة البريطانية عرضت عليه أموالا كبيرة مقابل تسوية ملف القضية التي رفعها على السلطات البريطانية، وأضاف أنه طالب الحكومة البريطانية بالاعتراف بالخطأ والاعتذار دون الحاجة لدفع أموال له.

وجاءت تصريحات بلحاج بعدما خسرت الحكومة البريطانية استئنافها في قضيته، بعد أن قضت أعلى محكمة في بريطانيا بأن من حقه مقاضاة لندن.

وبعد تسلميه لنظام القذافي، سجن بلحاج لمدة سبع سنوات وتعرض لأشد أنواع التعذيب، وأُخلي سبيله عام 2010 بموجب عفو بعد موافقته على المشاركة فيما يعرف ببرنامج اجتثاث التطرف والمصالحة الذي أطلقه نجل القذافي سيف الإسلام، بإشراف ورعاية من العلامة الليبي الدكتور علي الصلابي.

وساهم بلحاج بفعالية في الثورة التي أطاحت بالقذافي، وكان من أبرز قادة معركة طرابلس التي قضت بشكل شبه كامل على نظام القذافي، وتولى منذ ذلك التاريخ رئاسة المجلس العسكري للمدينة قبل أن يستقيل ويعلن تأسيس حزب الوطن رفقة آخرين.

التجربة السياسية
يعتبر بلحاج من قيادات الحركة الليبية للتغيير التي تعود بذور تأسيسها لمجموعة من طلاب الجامعات وبعض المقاتلين في أفغانستان، والتي أصبحت تعرف باسم الجماعة الليبية المقاتلة التي ركزت جهودها على الإطاحة بنظام القذافي.

خضع بلحاج ورفاقه لمراجعات فكرية خلال وجودهم في السجن برعاية الشيخ علي الصلابي ومجموعة من العلماء وبموافقة النظام الليبي، وبدأت الجماعة تتجه للعمل مع المجتمع والتأثير فيه.

وبعد سقوط نظام القذافي، ظهر بلحاج لاعبًا في الحياة السياسية الليبية من خلال حزب الوطن الذي يقول عن نفسه إنه استطاع تحقيق انتشار واسع في الساحة الليبية رغم حداثة نشأته.

دعا بلحاج إلى إشراك الإسلاميين في المشهد السياسي الليبي، ففي مقال كتبه بصحيفة غارديان في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 قال إن إسلاميي ليبيا لن يسمحوا بإقصائهم أو تهميشهم في معركة حكم ليبيا ما بعد القذافي، وهاجم الليبراليين والمنافسين الذين يدعمهم الغرب في مفاوضات تشكيل الحكومة.

ورأى أن معالجة ظاهرة الإرهاب في بلاده تكون بتحقيق الوحدة الوطنية، ونقلت وكالة الأناضول عن بلحاج قوله إن "اللحمة الوطنية هي الوحيدة التي يمكن أن تحول دون أن يخترقنا أي متطرف يحمل شذوذا فكريا".

وصف في تصريح سابق للجزيرة نت تنظيم الدولة الإسلامية بأنه "منظومة فكرية منحرفة ليس لها علاقة بسماحة الإسلام ولا مجال للتعاطي مع هذه الأفكار".

كما أوضح في حوار مع الجزيرة نت في أبريل/نيسان 2014 أن ثورة 17 فبراير/شباط 2011 كسرت القيود وسمحت للناس بأن يعبروا عن آرائهم، غير أن جزءا من هامش الحرية هذا استغل مناخ الحرية للدعوة إلى أفكار لا تمثل الشعب الليبي الوسطي والمعتدل، حسب رأيه.

وقال "نحن قمنا في ليبيا بثورة ضد الدكتاتورية، ولن يسمح بدكتاتورية جديدة تحت أي مسمى حتى لو كان دينيا".

كما يعتقد بلحاج -الذي كان محكوما عليه بالإعدام في عهد القذافي- أن خليفة حفتر من أقوى عوامل وجود وتدعيم "الإرهاب في المنطقة، فهو الذي رفع لواء الحرب، ووضع عدوا وهميا، وجعل المتطرفين يلتفون وينادون بأن يكون هناك تنظيم الدولة الإسلامية ليقاتل ويقاوم".

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية