هافيلانج.. السباح الذي قاد الفيفا 24 عاما يصل "للنهاية"

Joao Havelange, the President of FIFA, the world governing body of soccer, speaks at the organisation's 51st congress in Paris June 7, 1998. REUTERS/Ian Waldie/File photo

سبّاح برازيلي، وأول رئيس غير أوروبي للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، قضى 24 عاما في منصبه عمل فيها على تحديث رياضة كرة القدم وتحويلها إلى صناعة عالمية، لكن مسيرته تلطخت بقضايا فساد.

المولد والنشأة
ولد جواو هافيلانج يوم 8 مايو/أيار 1916 في ريو دي جانيرو البرازيلية، لأب بلجيكي عاش في البرازيل وكان يعمل في بيع الأسلحة النارية والذخيرة.

تلقى هافيلانج تربية رياضية لخصها في تصريح للجزيرة بالقول "منذ كنت صغيرا كنت رياضيا، والدي قال لي إن الصحة هي أساس كل شيء، وعلينا أن نستعد، فالعلاجات والفيتامينات لا تحافظ على صحتنا، ولذلك يجب ألا ينقصنا شيء صحيا، والرياضة هي الأصل في ذلك".

الدراسة والتكوين
كان هافيلانج تلميذا متميزا، فقد حصل على شهادة الدكتوراه في القانون في سن مبكرة. مساره الدراسي لم يحل بينه وبين التألق في رياضة السباحة.

الوظائف والمسؤوليات
بدأ حياته المهنية مستشارا قانونيا ثم محاميا، قبل أن يتقلد وظائف عدة أبرزها عضوية اللجنة الأولمبية الدولية ومنصب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بين 1974 و1998، قبل أن يخلفه السويسري جوزيف بلاتر.

التجربة الرياضية
مثّل هافيلانج البرازيل في مسابقة السباحة بـالألعاب الأولمبية في برلين عام 1936، وفي مسابقة كرة الماء في أولمبياد هلسنكي 1952، حيث حمل ألوان قميص بلاده في سباقي 400 متر و1500 متر سباحة حرة ولعب في فريق كرة الماء بعد 16 عاما.

ترأس البعثة البرازيلية في أولمبياد 1956 في ميلبورن، ودخل عالم التسيير الرياضي حيث لعب دورا أساسا في عمل اللجنة الأولمبية الدولية خلال الفترة التي شغل عضويتها بين 1963 إلى استقالته عام 2011.

وفي اجتماع اللجنة في كوبنهاغن عام 2009، كان عنصرا رياديا في ملف ترشيح مدينة ريو دي جانيرو التي حصلت على حق استضافة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2016، متفوقة على مدن شيكاغو الأميركية ومدريد الإسبانية وطوكيو اليابانية.

كما كان رئيسا للاتحاد البرازيلي لكرة القدم طوال 15 عاما، فاز خلالها المنتخب بكأس العالم ثلاث مرات.

وفي مستوى آخر، وعلى مدى 24 عاما دامت خلالها رئاسة هافيلانج للفيفا (1974 و1998) خلفا للبريطاني السير ستانلي راوس، شهدت كرة القدم العالمية تطورا كبيرا وتحولا إستراتيجيا ملحوظا في عهده.

فمن مقر متواضع للفيفا وبضعة موظفين، إلى مبنى مميز وأكثر من ستين موظفا، وميزانية قفزت بأرقام الفيفا إلى مليارات الدولارات، وبطولات عالمية لكل الفئات العمرية من الرجال والسيدات، وللأندية وأبطال القارات.

وفي عهده، أضحت بطولة كأس العالم أكبر حدث جماهيري، وتزايد اهتمام الناس والإعلام باللعبة الأكثر شعبية وبنجومها، وتطورت قوانينها.

ومن حيث المداخيل، أصبحت كرة القدم من أكبر مصادر المال للاتحاد الدولي، سواء عبر الدعاية والإعلان من الشركات العملاقة، أو عبر الحقوق التلفزيونية، أو تذاكر المباريات، خصوصا في البطولات الكبرى.

قاد هافيلانج توسع كأس العالم باعتباره رئيسا لفيفا من 16 فريقا إلى 32 فريقا، وأعاد الصين وجنوب أفريقيا إلى حظيرة الفيفا، وأبعد إسرائيل من آسيا إلى أوروبا، واجتذب الولايات المتحدة واليابان للاهتمام المحموم بكرة القدم.

قدم الدعم لسكرتيره العام جوزيف سيب بلاتر ليكسب حملة الترشيح ويصبح خليفة لهافيلانج في رئاسة الفيفا، وأنهى مهمته بتسليم كأس العالم للرئيس الفرنسي في نهاية مونديال 98، بينما ظل الرجل الكبير عضوا في اللجنة الأوليمبية الدولية.

في السنوات الأخيرة من عمره، تلطخ اسم هافيلانج باتهامات فساد فتحت على إثرها اللجنة الأولمبية الدولية في يونيو/حزيران 2010 تحقيقا ضده كعضو فيها.

وكان موضوع التحقيق رشوة تلقاها عام 1997 وسلط الإعلام البريطاني الضوء عليها، ليقدم الرجل استقالته من اللجنة عام 2011.

وتركزت المزاعم على تلقي هافيلانج رشوة من الشريك التسويقي السابق للفيفا شركة "أي أس أل" التي أفلست عام 2001، بيد أن الاتحاد الدولي لكرة القدم رفض فتح تحقيق في هذا الموضوع.

اضطر هافيلانج إلى الاستقالة من الرئاسة الفخرية للفيفا عام 2013، وأوقف على إثر ذلك أي إجراء تأديبي في حقه.

الوفاة
تردد لاعب منتخب البرازيل السابق لكرة الماء على المستشفى لمعاناته من مشاكل في التنفس، قبل أن يفارق هافيلانج الحياة في مسقط رأسه ريو دي جانيرو يوم الثلاثاء 16 أغسطس/أب 2016 عن عمر بلغ مئة عام.

وقال رئيس الفيفا جياني إنفانتينو "خلال 24 عاما قضاها في رئاسة الفيفا، أصبحت كرة القدم عالمية حقا، بعدما وصلت إلى مناطق جديدة وبلغت كل أنحاء العالم".

ونعاه جوزيف بلاتر -الذي عمل 17 عاما أمينا عاما للفيفا تحت إمرة هافيلانج- بالقول "تدين له كرة القدم بقدر كبير من العرفان بالجميل. كان طموحه أن يجعل من كرة القدم رياضة عالمية. كان يصفها بأنها لغة عالمية، وقد نجح".

المصدر : رويترز + وكالات