فريتيوف نانسن

العالم والدبلوماسي النرويجي فريتيوف نانسن (Fridtjof Nansen) - الموسوعة

مستكشف ودبلوماسي نرويجي، تراوح اهتمامه العلمي ما بين علميْ الحيوان والاجتماع، وترأس البعثة النرويجية لدى "عصبة الأمم" منذ تأسيسها حتى وفاته. وُصف بأنه "ضمير أوروبا" وأنشئت باسمه "جائزة نانسن للاجئين".

المولد والنشأة
ولد فريتيوف نانسن يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول 1861 في ستور فروين بالقرب من العاصمة النرويجية أوسلو (كان اسمها آنذاك كريستيانا)، لأسرة سياسية وتجارية تنحدر من أصول دانماركية.

الدراسة والتكوين
التحق نانسن عام 1881 بجامعة كريستيانا (جامعة أوسلو حاليا) لدراسة علوم الحيوان، وفي 11 مارس/آذار 1882 بدأ -باقتراح من أحد أساتذته- رحلة دامت خمسة أشهر إلى منطقة القطب الشمالي لدراسة الحياة الحيوانية فيها، وبعد عودته منها تخلى عن إكمال دراسته الجامعة.

وكانت أول رحلة استكشافية قطبية نرويجية، وكان نانسن أول شخص قارب الوصول إلى القطب الشمالي.

الوظائف والمسؤوليات
عمل بعد عودته من رحلة القطب الشمالي في متحف بيرغن للتاريخ الطبيعي عام 1882، ثم أستاذاً لعلم الحيوان عام 1896 وكرس جهوده العلمية لدراسة النظام العصبي عند الحيوانات المائية فقام برحلات علمية.

أصبح محاضراً في جغرافية المحيطات عام 1908 بجامعة فريديرك الملكية، وخصص جزءا من وقته لمساعدة الطلبة الراغبين في اكتشاف عالم البحار، كما ترأس عدة لجان دولية لدراسة البحار.

التجربة الدبلوماسية
قام نانسن بدور بارز في انفصال النرويج عن السويد عام 1905 فعينه ملك النرويج هاكون السابع سفيرا في لندن 1906-1908، ثم في واشنطن خلال الحرب العالمية الأولى، وعُين في سنة 1919 رئيسا للبعثة النرويجية لدى عصبة الأمم، وظل محتفظا بهذا المنصب منذ الدورة الافتتاحية وحتى وفاته.

وأثناء عمله في عصبة الأمم عُهد إليه بمسؤولية القيام بأول مهمة إنسانية كبيرة قررتها العصبة بعد الحرب العالمية الأولى، وهي إعادة نحو 450 ألفا من أسرى الحرب من 26 بلدا إلى أوطانهم -وكان معظمهم في جنوب شرق أوروبا والاتحاد السوفياتي- فنجح في تنظيم عودة أسرى الحرب إلى أوطانهم في "زمن قياسي".

وفي 1 سبتمبر/أيلول عام 1921 أصبح نانسن أول مفوض سام لشؤون اللاجئين في عصبة الأمم، فعمل على مساعدة مئات الآلاف من اللاجئين في البقاء على قيد الحياة، واكتساب نوع من الوضع القانوني، وتحقيق الاستقلال الاقتصادي، وذلك من خلال العودة الطوعية إلى الوطن، أو إعادة التوطين، أو الاندماج المحلي.

وتحقيقا لذلك أنشأ نانسن منظمة كاملة مهمتها شراء الأغذية، واستئجار وسائل النقل بما فيها السفن، وجمع ما يلزم من أموال.

وأُقِر بإشرافه أول نظام قانوني للاجئين في 5 يوليو/تموز 1922، وصادقت عليه 52 دولة. وأنشأ هذا النظام "جواز سفر نانسن" الذي يسمح للأشخاص المهاجرين بالحصول على هوية، وحدد وضع اللاجئين، وامتد فيما بعد ليشمل جماعات جديدة من الأشخاص النازحين.

وقد طُلِب منه عام 1922 أن يبحث عن حل للصراع بين تركيا واليونان فاقترح خطة ترحيل برعاية دولية، تقوم على فكرة التبادل السكاني بين الطرفين.

لجأت إليه اللجنة الدولية للصليب الأحمر -التي عمل معها (1921-1923) مسؤولا عن التغذية- وعدد من الحكومات، للمساعدة في إنقاذ 30 مليون نسمة في الاتحاد السوفياتي كانوا مهددين بالموت جوعا، فاستطاع أن يجمع ما يلزم من أموال وأتم مهمته في غضون عامين.

وُصف نانسن بأنه "يمثل الضمير الأوروبي..، ونصير مصالح الدول الصغيرة وجماعات الأقليات، وحقوق الإنسان".

المؤلفات
ألف كتاباً عن منطقة الأسكيمو نشره عام 1891، وله كتابان بعنوان "أقصى الشمال"، و"السديم الشمالي".

الجوائز والأوسمة
مُنح جائزة نوبل للسلام لعام 1922 تكريما له وتثمينا لجهوده في معالجة الصراع بين تركيا واليونان. كما قدمت هذه الجائزة إلى مؤسسته المسماة "مكتب نانسن" عام 1938.

وبعد تأسيس الأمم المتحدة 1945 أُنشِئت عام 1954 "جائزة نانسن للاجئين" التي طُورت أكثر من مرة، ومنذ عام 2001 يقام حفل لمنح هذه الجائزة في يوم اللاجئ العالمي الذي يحل في 20 يونيو/حزيران من كل عام.

الوفاة
توفي فريتيوف نانسن يوم 13 مايو/أيار 1930.

المصدر : الجزيرة