عمر إسماعيل مصطفاي.. "انتحاري" كشفته بصمته

French special police forces secure the area as shots are exchanged in Saint-Denis, near Paris, France, November 18, 2015 during an operation to catch fugitives from Friday night's deadly attacks in the French capital. REUTERS/Christian Hartmann TPX IMAGES OF THE DAY
الأمن الفرنسي حدد هوية مصطفاي بواسطة بصمة إصبعه التي عثر عليها بمكان الحادث (رويترز)
مواطن فرنسي فجر نفسه في مسرح "باتكلان" في إطار أحد هجمات باريس، وكان الوحيد الذي حُددت هويته من بين المهاجمين بواسطة بصمة إصبعه التي عثر عليها بمكان الحادث.

المولد والنشأة
ولد عمر إسماعيل مصطفاي يوم 21 تشرين الثاني/نوفمبر 1985 في بلدة كوركورون بمقاطعة إيسون جنوب شرق العاصمة الفرنسية باريس، لأسرة جزائرية الأصل مكونة من ستة أولاد. وهو أب لطفلة.

الدراسة والتكوين
انتظم مصطفاي في دراسته الأولية حتى بلغ المرحلة الثانوية التي درسها في مدرسة جورج براسان الثانوية بمدينة كوركورون حيث قضى جزءا من شبابه. وقد عُرف في هذه المدرسة بأنه "تلميذ صعب"، ووصف أحد مدرسيه فترة دراسته فيها بأنها كانت "سيئة".

التجربة القتالية
تقول السلطات الفرنسية إن مصطفاي صاحب سوابق قانونية، وإنه أدين بين عاميْ 2004 و2010 ثماني مرات بارتكاب مخالفات وجنح، منها السياقة بدون رخصة والاعتداء على الغير بالشتم، لكنه ارتكب أكثرها -إن لم يكن كلها- حين كان قاصرا ولذلك لم يدخل السجن، حسب صحيفة "لوباريزيان".

وقد أقام خلال الأعوام الأخيرة في مدينة شارتر (جنوب غرب باريس) التي يمتلك فيها أحد أشقائه مقهى للشيشة، ويقول عمدتها إنه ربما بدأ "مسيرته نحو التطرف" عام 2010 إثر انتقاله منها إلى مدينة أور إيلوار.

وتؤكد السلطات الفرنسية أن مصطفاي كان ضمن قائمة الأشخاص المشتبه بهم الموضوعين تحت المراقبة وبحوزتها ملف عدلي له، وأن اسمه مدرج على سجل "أمن الدولة" المعروف بـ"السجل أس"، على اعتبار أنه "من المحتمل أن يكون متشددا إسلاميا لاعتناقه أفكارا جهادية".

ومع ذلك فإن المدعي العام الفرنسي فرانسوا مولين وصفه بأنه "لم يتورط أبدا في أي ملف يتعلق بشبكة أو عصبة أشرار على صلة بتنفيذ عمل إرهابي".

ورغم أنه كان تحت مجهر المخابرات الفرنسية منذ عام 2010، فإنه اختفى فجأة عن الأنظار في عام 2012 بعد أن قطع علاقات بأقاربه. ووفقا للسكان المحليين فإنه قد غادر بلدته منذ سنتين أو ثلاث من ذلك التاريخ.

وعندما وقعت هجمات باريس مساء الجمعة 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 التي خلفت 132 قتيلا وقرابة 350 جريحا، كان مصطفاي ضمن مجموعة من ثلاثة رجال اقتحموا مسرح باتاكلان في قلب باريس، مسلحين ببنادق كلاشنيكوف ومرتدين سترات واقية من المتفجرات، وشرعوا في إطلاق النار عشوائيا على جمهور حفل موسيقي مما أسفر عن 89 قتيلا والعديد من الجرحى.

وأثناء تحقيق الأمن الفرنسي في الحادثة تعرف على هوية مصطفاي من بصمة إحدى أصابعه عثر عليها مبتورة في مكان الهجوم، وهو الوحيد -من بين "الانتحاريين" الذين نفذوا الهجمات- الذي حُددت هويته سريعا.

وأفادت صحيفة لوموند الفرنسية بأن مصطفاي سافر إلى سوريا وأقام هناك أشهرا ما بين خريف عام 2013 وربيع 2014، وهو ما أكدته صحيفة "السنتر" نقلا عن بعض سكان مدينة شارتر.

وبينما يسعى المحققون الفرنسيون لإثبات هذه المعلومات بعد أن اكتشفوا أنه دخل سوريا عبر تركيا عام 2013، صرح مسؤول تركي -إثر هجمات باريس التي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية– بأن الاستخبارات التركية خاطبت نظيرتها الفرنسية مرتين في ديسمبر/كانون الأول 2014 ويونيو/حزيران 2015 تريد معلومات عن مصطفاي وسفره إلى سوريا، لكنها لم تتلق منها أي رد.

وأوضح المسؤول التركي -في حديث لقناة "سي أن أن"- أن مصطفاي دخل تركيا من الغرب عام 2013 لكن لا يوجد سجل لمغادرته، وأن بلاده لم تتلق أي طلب من فرنسا للحصول على معلومات عنه إلا بعد هجمات باريس.

وأضاف أنه "في 2014 مررت الاستخبارات الفرنسية أسماء أربعة أشخاص لنظيرتها التركية وبعد التحقيق ظهر اسم مصطفاي كشخص خامس على صلة بالمجموعة".

وفي اليوم الموالي لهجوم مسرح باتاكلان بادرت السلطات الفرنسية إلى اعتقال والد مصطفاي وشقيقه على ذمة التحقيقات. وفتش المحققون منزلين أحدهما لوالده في منطقة روميي سور سين، والثاني يقع بمنطقة بوندوفل في باريس ويملكه شقيقه (34 عاما) الذي سلم نفسه للشرطة قبل وضعه تحت المراقبة. كما اعتقل الأمن الفرنسي أقارب آخرين له في المنطقتين وأماكن أخرى.

الوفاة
قتل إسماعيل عمر مصطفاي يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 أثناء الهجوم الذي شنه رفقة آخرين على مسرح باتاكلان في باريس.

المصدر : رويترز