شوقي الماجري

المخرج التونسي شوقي الماجري

مخرج تلفزيوني وسينمائي تونسي، خاض غمار العمل السينمائي بفيلمه الوحيد "مملكة النمل" عن المقاومة الفلسطينية لكنه قدم أعمالا مهمة في الدراما العربية، وأخرج عددا من المسلسلات التاريخية والمعاصرة الشهيرة أهلته لنيل عدد من الجوائز العربية والعالمية.

المولد والنشأة
ولد شوقي الماجري يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1961، في منطقة باب سويقة بالعاصمة تونس حيث ترعرع في عائلة متواضعة تتكون من تسعة إخوة كان هو أصغرهم.

الدراسة والتكوين
درس علم الاجتماع في بداية الثمانينيات في الجامعة التونسية، لكنه انقطع عن التعليم وقرر الذهاب لتعلم الإخراج السينمائي في المدرسة العليا للسينما والمسرح "لودز" في بولندا حيث تخرج فيها عام 1994.

التجربة الفنية
لم تكن أسرة شوقي الماجري تسمح له بدراسة الإخراج السينمائي لما كان طالبا، لكن منطقة باب سويقة الشعبية -التي كانت تزدهر فيها الحياة الثقافية وتنتشر فيها نوادي السينما- جعلته يتوق إلى عالم الفن والإبداع.

وبعد نجاحه في البكالوريا اختار التوجه لدراسة علم الاجتماع في مطلع الثمانينيات، لكنه كان مهتما إلى جانب ذلك بمتابعة الأفلام وانخرط في أنشطة بعض نوادي السينما والفوتوغراف.

في إحدى عروض أيام قرطاج السينمائية التي حضرها أواخر الثمانينيات شد انتباهه فيلم وثائقي عن المدرسة السينمائية البولندية فقرر الانقطاع عن التعليم في تونس والتوجه لدراسة الإخراج في بولندا.

درس شوقي الإخراج السينمائي على يد  ثلة من المخرجين البولنديين المعروفين في المدرسة العليا للسينما والمسرح "لودز" في بولندا التي عرفت بالتركيز على الجوانب التقنية والجمالية والرمزية للصورة.

لكن على إثر عودته إلى تونس واجه ظروفا صعبة حيث لم يجد المناخ الذي يناسبه لتطبيق ما تعلمه وليكون فاعلا في ساحة السينما فاكتفى بتصوير أفلام قصيرة منها "مفتاح الصول" و"أورليانو" و"البريد".

ورغم ذلك لم يفقد طموحه وظل يبحث عن فرصة، حتى جاءه عرض من الفنان أيمن زيدان مدير شركة "الشام" لإنجاز مسلسل تلفزيوني عام 1998 اسمه "تاج من شوك" تم تصويره في سوريا.

وفتح له ذلك المسلسل باب النجاح خلال تجربته في سوريا حيث نال عددا من العروض على الأعمال الدرامية، وتمكن من تجسيد موهبته في الإخراج والتصوير مما أوصله لدرجة العالمية وأهله للفوز بجائزة "الأيمي" المقابلة لجائزة الأوسكار عن  مسلسله "الاجتياح" الذي صوره عام 2007.

خلال مشواره الفني الذي قطع أشواطه في سوريا أخرج شوقي 13 مسلسلا دراميا تاريخيا ومعاصرا وحظيت أغلب أعماله بنجاح كبير خاصة في مسلسل "أسمهان" بفضل تركيزه على رمزية الصورة وجماليتها.

وفي عام 2012 خاض تجربة الإخراج السينمائي من خلال فيلمه الروائي الأول بعنوان "مملكة النمل" الذي يحكي قصة معاناة الشعب الفلسطيني ودفاعه عن كرامته وحياته وتاريخه ومستقبله.

وفي عام 2014 أخرج مسلسل "حلاوة الروح" عن نص للكاتب والممثل السوري رافي وهبي وهو مسلسل يتناول أحداث الربيع العربي في مجموعة من الدول ويركز على النموذج السوري.

الأعمال
أخرج شوقي الماجري عددا من المسلسلات الدرامية التي تناولت في أغلبها الأحداث التاريخية، ففي عام 2004 أخرج "شهرزاد الحكاية الأخيرة" وأتبعها بـ"الطريق الوعر" عام 2005 و"الأمين والمأمون" عام 2006 و"الاجتياح" عام 2007 و"أبو جعفر المنصور" و"أسمهان" عام 2008.

وفي 2012 أخرج فيلم "مملكة النمل" ومسلسل "نابوليون والمحروسة"، وفي 2014 مسلسل "حلاوة الروح".

الجوائز والأوسمة
نالت جل أعماله نجاحا جماهيريا كبيرا وخاصة مسلسل "الاجتياح" الذي يصور معاناة الشعب الفلسطيني خلال اجتياح الضفة الغربية ومجزرة جنين عام 2002، والذي حصل على  جائزة "إيمي أووردز" الأميركية لأفضل مسلسل عربي عام 2007.

كما توج بعدد من الجوائز العربية منها جائزة "تايكي" الأردنية لأفضل مخرج عربي عن مسلسله "نابليون والمحروسة"، وجائزة مهرجان "أدونيا" للدراما السورية  عامي 2008 و2009 عن "أسمهان" و"هدوء نسبي".

المصدر : الجزيرة