هجوم طهران المزدوج نفذه إيرانيون من تنظيم الدولة

من محيط البرلمان الإيراني
الهجوم خلف 12 قتيلا وجرح العشرات (ناشطون)

هجوم مزدوج استهدف البرلمان الإيراني وضريح آية الله الخميني في طهران يوم 7 يونيو/حزيران 2017 وخلف 12 قتيلا 39 جريحا، وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية. وأقر رضا سيف الله نائب رئيس مجلس الأمن القومي بأن المتورطين في الهجومين إيرانيون انضموا لتنظيم الدولة، بينما لم يتردد الحرس الثوري الإيراني في اتهام السعودية والولايات المتحدة بالوقوف خلف الهجوم.

تفاصيل الهجوم
وفي تفاصيل الهجوم المزدوج، قام أربعة مسلحين بالهجوم على مبنى البرلمان في طهران، وفتحوا النار على قوات الأمن في أحد أروقة المجلس، ما أدى إلى إصابة ثلاثة منهم، توفي أحدهم لاحقا متأثرا بإصابته، وذلك طبقا لما نقلته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) عن نائب بالمجلس.

المهاجمون تنكروا في ملابس نسائية ودخلوا مبنى البرلمان من البوابة الرئيسية، كما نقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء عن محمد حسين ذو الفقاري نائب وزير الداخلية.

وانتهت العملية بمقتل المهاجمين الأربعة، بعد حوالي خمس ساعات.

بينما كشفت وزارة الاستخبارات الإيرانية أن قوات الأمن ألقت القبض على "فريق إرهابي" آخر كان يخطط لهجوم ثالث. وقال نائب رئيس مجلس الأمن القومي إن إيران أحبطت 58 هجوما مماثلا، دون أن يحدد فترة زمنية.

تنظيم الدولة
تنظيم الدولة سارع في نفس اليوم إلى إعلان مسؤوليته، وقال إن خمسة من مقاتليه نفذوا الهجومين، مستخدمين بنادق هجومية وقنابل وسترات ناسفة، وقتلوا وأصابوا قرابة ستين شخصا قبل مقتلهم.

ونشر تنظيم الدولة فيديو يظهَر فيه مسلحون داخل مبنى البرلمان، وهدد إيران بمزيد من الهجمات قائلا إن "دولة الخلافة لن تترك فرصة سانحة للانقضاض عليهم وإراقة دمائهم حتى يقام شرع الله". مع العلم أنها المرة الأولى التي يعلن فيها التنظيم مسؤوليته عن هجمات بإيران التي تحارب التنظيم في العراق المجاور لها وفي سوريا.

وأقر سيف الله -في مقابلة مع التلفزيون الرسمي- بأن المتورطين في الهجومين إيرانيون انضموا لتنظيم الدولة.

ولم يتردد الحرس الثوري الإيراني في اتهام السعودية والولايات المتحدة بالوقوف وراء الهجومين، ونقلت وكالة رويترز عن بيان للحرس قوله إن "من الواضح أن لأميركا والسعودية دورا في هجوم طهران". وأشار إلى أن الهجوم المزدوج جاء بعد أسبوع فقط من اجتماع الرئيس الأميركي دونالد ترمب والقادة السعوديين في الرياض.

غير أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال إنه "لا يوجد دليل على أن متطرفين سعوديين مسؤولون عن هجومي طهران" مضيفا أنه لا يعلم من المسؤول.

واستغل المسؤولون الإيرانيون الحادث لتوجيه أصابع الاتهام لجهات يقولون إنها تحيك المؤامرات ضد بلادهم، وهو ما ألمح إليه الرئيس حسن روحاني الذي صرح بأن إيران "ستبرهن مرة أخرى أنها ستسحق مؤامرات الأعداء بمزيد من الوحدة ومزيد من القوة".

ورأى روحاني أن الهجومين من شأنهما زيادة التطرف والعنف في المنطقة، وقال في بيان نشرته وكالة الطلبة للأنباء إن "الهجمات الإرهابية في طهران ستجعل الجمهورية الإسلامية الإيرانية أكثر عزما في الحرب ضد الإرهاب العالمي".

بينما نقل التلفزيون الرسمي عن مرشد الثورة آية الله علي خامنئي قوله "هذه الألعاب النارية ليس لها أي تأثير على إيران. ستتلاشى قريبا.. إنها أصغر من أن تؤثر على إرادة الأمة الإيرانية ومسؤوليها".

ومن جهته، قال رئيس البرلمان علي لاريجاني إن ذلك الهجوم المسلح لن يؤثر على سياسات بلاده التي قال إنها ستواصل حربها على الإرهاب داخل أراضيها وخارجها.

ووفق تحليل الباحث الإيراني المتخصص بالشؤون الإقليمية حسين رويوران لحلقة 7 يونيو/حزيران 2017 من برنامج "ما وراء الخبر" على قناة الجزيرة، فإن توقيت الهجوم المزدوج جاء بعد "إعلان الحرب" على إيران في مؤتمر الرياض بحضور الرئيس الأميركي.

وخلص رويوران إلى أن اتهام الحرس الثوري للرياض لم يكن بلا خلفية، بعد اجتماعات مسؤولين سعوديين مع زعيمة منظمة مجاهدي خلق المقيمة في فرنسا، وتصريحات سعودية بنقل المعركة إلى الداخل الإيراني وصولا إلى مؤتمر الرياض.

إدانات خارجية
ونددت عدة دول بهجومي طهران، وقالت الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة تدين الهجمات في طهران، مؤكدة أن "الإرهاب لا مكان له في عالم آمن متحضر".

كما أدانه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والخارجية الفرنسية، والرئيس العراقي، إضافة إلى وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش الذي قال إن "أي هجوم إرهابي في أي بلد أو عاصمة موجه ضد المدنيين الأبرياء، نحن نرفضه وندينه".

undefined

المصدر : الجزيرة