تعرف على قطار الشمال السعودي

أطلقت الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) يوم 26 فبراير/شباط 2017 المرحلة الأولى من تشغيل "قطار الشمال" الذي يخترق صحراء المملكة من وسطها إلى أقصى شمالها بسرعة تصل إلى مئتي كيلومتر بالساعة، ليسجل قفزة نوعية على مستوى نقل الركاب في المملكة.

وبدأت شركة "سار" تجاربها على قطارات الركاب منذ منتصف 2015، للتأكد التام من مدى سلامة كامل أجزاء بيئة المشروع التي تشمل البنية التحتية والقطارات وأنظمة الإشارات والتحكم، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس).

المحطات
تنطلق رحلات قطار الشمال بسعة 444 راكبا، مما يشكل قفزة نوعية على مستوى نقل الركاب في السعودية، كما يؤكد للجزيرة نت مدير إدارة التسويق والعلاقات العامة في شركة "سار" سليمان الخويطر.

وتبدأ المرحلة الأولى للتشغيل الفعلي لقطار الشمال برحلة واحدة يوميا ذهابا وإيابا من محطة الرياض حتى القريات، مرورا بالمجمعة والقصيم وحائل والجوف بمسافة تصل إلى 1250 كيلومترا.

لكن شركة "سار" تؤكد أنها ستقوم خلال المرحلة الثانية بزيادة عدد رحلاتها بشكل تدريجي، كما ستدخل ثلاث محطات أخرى في كل من حائل والجوف والقريات إلى الخدمة تدريجيا، إلى أن تصل طاقتها التشغيلية لثلاث رحلات صباحية يوميا ورحلة أخرى ليلية للمسافات الطويلة باتجاه شمال المملكة.

وتطرح الشركة تذاكر شهرها الأول على جميع الرحلات بأسعار رمزية لتشجيع الركاب، حيث يكون سعر التذكرة للرحلة بالاتجاه الواحد خلال هذه الفترة أربعين ريالا للكبار وعشرين للأطفال، وذلك بهدف تشجيع المواطنين والمقيمين للسفر على متن القطارات واكتشاف ما تتميز به من راحة وأمان.

وتطرح الشركة تذاكر الرحلات بأسعارها الثابتة في الثاني من أبريل/نيسان 2017، ويشير الخويطر إلى أنها حرصت عند تحديد أسعار التذاكر على أن تكون أقل من تذاكر الطيران، فهي تذاكر مدعومة من الدولة وأقل تكلفة.

الأهداف
ويهدف مشروع قطار الشمال، بحسب وزير النقل السعودي رئيس مجلس إدارة "سار" سليمان الحمدان -في تصريح نقلته وكالة الأنباء السعودية- إلى ما يلي:

– المساهمة في رفع مستوى السلامة وخفض نسب الحوادث على الطرق، إلى جانب توفير حلول نقل بديلة بين وسط المملكة وشمالها، داعمة لوسائل النقل البرية والجوية القائمة حاليا.

– رفع جودة الحياة في المدن التي يمر خلالها، إذ سيشكل محركا اقتصاديا مهما لدعم قيام استثمارات خارج المدن الرئيسة لأنشطة تجارية وصناعية متنوعة، إضافة إلى توفير وسيلة آمنة ومريحة لنقل الركاب من المناطق وإليها.

– يعمل قطار الشمال على دعم توجه الدولة السعودية في تنمية المدن الصغيرة والمتوسطة من خلال نقل عدد من النشاطات الصناعية خارج المدن الرئيسة إليها، وذلك لإيجاد تنمية متوازنة بما يضمن تخفيف العبء على المدن الرئيسة.

– يدعم  مشروع القطار تحقيق أحد أهداف رؤية 2030المتمثل في تحقيق تصنيف متميز لثلاث مدن سعودية، لتكون بين أفضل مئة مدينة في العالم.

الشبكة
وأنشأت شركة "سار" الشبكة بأكملها بطول تجاوز 2750 كيلومترا، حيث اكتمل خط التعدين ومن ثم تشغيله عام 2014، وتلاه إكمال خط الركاب (1250 كلم) الذي دشن يوم 26 فبراير/شباط 2017 أولى رحلاته رغم الصعوبات التي واجهته، والمتمثلة في الطبيعة الصحراوية والتضاريس الجبلية والمساحات الشاسعة من الرمال المتحركة.

وأمنت الشركة شبكة الخطوط الحديدية بأكملها بسياج للحماية ولمنع دخول المواشي والمركبات إلى حرم السكة حفاظا على الأرواح والممتلكات.

وأوضح يوسف العبدان نائب الرئيس للتخطيط والتطوير في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية للجزيرة نت، أن المؤسسة مستمرة في تطوير خدمات نقل الركاب بالخطوط الحديدية، فخلال عام 2015 حتى مطلع 2017 تم تطوير وإضافة عدد من الخدمات الخاصة بالعملاء، أبرزها خدمات الحجز والمبيعات إلكترونيا.

كما تم تطوير الخدمات أثناء الرحلة بقطارات الركاب، والمتمثلة في خدمات الضيافة والمبيعات والأغذية والمشروبات، "ونتطلع لمزيد من الخدمات قريبا".

يذكر أن شركة "سار" أنشئت عام 2006 بهدف تنفيذ وتشغيل شبكة خطوط حديدية تربط بين مناطق المملكة، من بينها مشروع قطار الشمال وقطارات التعدين ونقل المعادن, وهي مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة.