آريفا.. الذراع الصناعية للنووي الفرنسي

General view shows the chimney of the Areva combustible fabrication plant in Saint-Paul-Trois-Chateaux in this April 20, 2011 file photo. Areva is expecetd to report full-year results this week. REUTERS/Benoit Tessier/Files GLOBAL BUSINESS WEEK AHEAD PACKAGE - SEARCH "BUSINESS WEEK AHEAD FEBRUARY 22" FOR ALL IMAGES
تشغل آريفا ومختلف فروعها أكثر من 41 ألف مستخدم، يوجد 75% منهم في مواقع إنتاج وإدارات ومراكز في أوروبا (رويترز)

آريفا مجموعة صناعية فرنسية تعمل في مجال الطاقة خاصة منها النووية، كما أن لها فرعا مختصا في الطاقات المتجددة، وتُمثل الذراع الصناعية للبرنامج النووي الفرنسي المدني بتفرعاته الإستراتيجية والتجارية.

لمحة تاريخية
في عام 1983 سمحت الحكومة الفرنسية للمفوضية الوطنية للطاقة الذرية بتوكيل مجمل مساهماتها في المقاولات الصناعية إلى شركة مساهمة تابعة لها سُميت مفوضية الطاقة الذرية الصناعية. وتولت هذه الشركة إدارة الأنشطة الصناعية والتجارية للمفوضية إلى عام 2001، تاريخ دمج مختلف فروع الشركة في شركة واحدة أُطلق عليها "توبكو"، ثم ما لبثت أن تخلت عن هذه التسمية لتصبح آريفا.

وبالتالي، فإن آريفا في المحصلة هي نتاج تحول الشركة الصناعية لمفوضية الطاقة الذرية من شركة قابضة مالية إلى قابضة صناعية تتمتع بمجلس إدارة مشتركة ومجلس رقابة. والدولة الفرنسية ومفوضية الطاقة الذرية هما المساهمان الأساسيان في المجموعة بحصة قدرها 90% من الأسهم.

النشأة
أنشئت مجموعة آريفا عام 2001 بوصفها شركة قابضة صناعية ذات مساهمات خاصة، لكنها تحت إشراف المفوضية الوطنية للطاقة الذرية التي تتولى الشق المدني في البرنامج النووي الفرنسي والمتعلق أساسا بالبحث العلمي والأغراض الطبية وكذلك بتحلية المياه وتوليد الطاقة الكهربائية، إذ تعد فرنسا رائدة في مجال توليد الكهرباء من الطاقة النووية وتوجد بها أكثر من سبع محطات نووية تُوفر نحو نصف حاجة البلاد من الكهرباء.

الهيكلة
تتوزع آريفا إلى ستة فروع رئيسية، تتنوع تخصصاتها بين إنتاج الوقود النووي، وإنشاء وصيانة المحطات النووية، وتوفير أعمدة الوقود النووي، والطاقات المتجددة والاستشارات في مجال الطاقة، كما تتوفر المجموعة على فرع مختص في البحث العلمي المتعلق بمعالجة السرطان وإنتاج الأشعة السينية الموجهة للاستخدام الطبي.

وتشغل شركة آريفا ومختلف فروعها أكثر من 41 ألف مستخدم، يوجد 75% منهم في مواقع إنتاج وإدارات ومراكز في أوروبا ويتوزع الباقون بين أفريقيا وأميركا، حيث تتوفر المجموعة على مواقع لاستخراج اليورانيوم أهمها في النيجر بأفريقيا حيث استهدفه تنظيم القاعدة بهجوم عام 2014، كما تتوفر المجموعة على مصانع للتصفية والتنقية ومعامل لتخصيب وتحويل اليورانيوم.

وتتوفر آريفا على فروع ومواقع إنتاج وفروع إدارية وتجارية في 43 دولة، كما تمتد شبكتها التجارية في أكثر من بلد حول العالم.

صعوبات بالتمويل
واجهت شركة آريفا متاعب مالية على نحو مزمن منذ تأسيسها تقريبا، ففي 2010 لجأت بسبب الخسائر الكبيرة إلى بيع فرعها المتخصص في نقل وتوزيع الكهرباء (آريفا تي دي) لشركة آلستوم، وهو قرار بررته إدارة المجموعة حينها بتحول إستراتيجي قوامه التخلي عن الطاقات الملوثة والتخصص في الطاقات النظيفة، وهو توجه قاد الشركة إلى إحداث فرع خاص بالطاقات المتجددة خاصة الشمسية والهوائية عام 2012.

وفي عام 2015 أعلنت آريفا أنها تكبدت خسائر مالية ناهزت 5 مليارات يورو عن عام 2014. وفي مايو/أيار 2015 أعلنت المجموعة نيتها خفض كلفة المستخدمين بمعدل 15% في فرنسا و18% في بقية أرجاء العالم بحلول عام 2017. ويعني هذا المخطط تسريح ما بين 5000 و6000 من مستخدمي المجموعة.

وفي عام 2016 أعلنت آريفا عن خسائر مالية بلغت ملياري يورو، وهو ما رفع خسائر المجموعة إلى أكثر من 10 مليارات يورو في خمس سنوات.

ويُرجع مهتمون بشؤون الطاقة هذا المنحى التنازلي إلى عوامل متعددة أهمها فضيحة "يورام مين"، وهي شركة كندية مختصة في الاستكشاف المعدني اشترتها آريفا في 2007 وكَشفت الصحافة الفرنسية أنها مسجلة في أحد الملاذات الضريبية، وفضلا عن ذلك تبين أن اقتناء الشركة الكندية بنحو ملياري دولار مكلف للغاية، فآريفا كانت تعول على آفاق استكشاف الشركة لمناجم في ناميبيا وجنوب أفريقيا وجمهورية أفريقيا الوسطى، لكن استغلال تلك المناجم اكشف أنه أكثر كلفة من المتوقع.

أدت الفضيحة إلى إقالة الرئيسة المديرة العامة والسيدة القوية آن لوفيرجون.

أما السبب الثاني فهو تعثر أحد أهم مشاريع المجموعة ويتعلق بدراسات تُجرى على مفاعل نووي من الجيل الجديد، أما السبب الثالث فهو كارثة فوكوشيما النووية في 2011 وما أذكته من جدل بشأن سلامة المنشآت النووية في أوقات الكوارث الطبيعية.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية