اللغة الصومالية

اللغة التي يتحدث بها الصوماليون (نحو 99%) هي اللغة الصومالية ولكن باختلاف في اللهجات بين بعض المناطق.
 
الماي والمحاتري
هناك عدة لهجات بعضها متقاربة جدا وبعضها متباعد ولكن لا تصل إلى عدم الفهم من الآخر، فهناك لهجتان اتفق على تسميتهما بلهجة "ماي" و"محاتري" وكلتاهما تنقسم إلى لهجات فرعية.
 
فلهجة الماي يتحدث بها معظم أهل الجنوب ولا سيما قبائل الدجل ومريفلي وسكان ضفاف النهرين جوبا وشبيلي.
 
وهناك لهجة مدينة بركة وهي شبيهة بلهجة الماي ولكنها مختلفة عنها قليلا.
 
أما لهجة المحاتري فيتحدث بها معظم أهل الصومال، وهي أيضا تتفرع إلى لهجات فرعية منها لهجة الشماليين ولهجة أهل الوسط.
 
وفي معظم الأحيان هناك اختلاف في اللهجات أو في طريقة نطق الكلمات بحسب المناطق وليس بحسب القبائل.
 
أما اللغة المكتوبة حاليا والتي تستخدم رسميا منذ كتبت الصومالية بحروف لاتينية، فهي لغة تغلب عليها لهجة أهل الوسط وهي من فرع المحاتري، ويسعى المتحدثون بالماي أن يقروا لهجتهم كلهجة رسمية أيضا.

 
بدأت أول دراسة علمية للغة الصومالية عام 1814م من قبل المستشرق الإنجليزي ديفيد سولت، ومنذ ذلك الوقت صدرت دراسات كثيرة في الغرب.
 
وصنف الغربيون هذه اللغة ضمن اللغات "الكوشية الشرقية" و"الأفروآسيوية" أو اللغات السامية الحامية.
 
وللغة الصومالية علاقة باللغة القبطية أو الفرعونية القديمة نظرا للعلاقة التاريخية التي ربطت بين الشعبين. وتبرز هذه العلاقة أكثر في  التسميات الأساسية للحياة كأسماء الشمس والماء وصفات الملكية.
 
وللعربية الفصحى نصيب وافر في اللغة الصومالية نظرا لأصول القبائل الصومالية وقربها من الجزيرة العربية.
 
وقد كانت العربية لفترة طويلة وإلى عهد قريب جدا لغة الحكم والتعامل التجاري والتدوين حتى قبل قيام الإمارات الإسلامية على أرض الصومال.
 
ويبرز للمتتبع بوضوح العلاقة القريبة بين اللغتين الصومالية والعربية لا سيما مع لهجة قريش ففيها نسبة كبيرة من الكلمات العربية وهناك بعض التشابه في القواعد الصرفية (كالقلب والإبدال) والنحوية (كرفع الفاعل ونصب المفعول به) والحروف الحلقية التي يصعب على الأعاجم النطق بها كالحاء والعين.
 
ولا يمكن حصر الكلمات العربية في اللغة الصومالية التي قد تصل إلى 40% من مجموع الكلمات.
 
وقد حوى "المعجم الكشاف عن جذور اللغة الصومالية في العربية" وهو من مجلدين كبيرين لمؤلفه الشريف صالح محمد علي، أكثر من خمسة آلاف كلمة، وذكر أنه لم يحصر كل الكلمات بل استبعد الكلمات الدينية والسياسية وهي كثيرة جدا.
 
الأبجدية الصومالية
كانت اللغة الصومالية غير مدونة رسميا، ولكن المثقفين في المجتمع اعتادوا كتابة لغتهم بالحروف العربية بصفة عامة، وهناك الكثير من المخطوطات المكتوبة بهذه الصورة ولا سيما مدونات ومكاتبات العلماء.
 
وعندما بدأ التفكير بالتدوين الرسمي للغة حدث سجال فكري وسياسي كبير في عهد الاستعمار وما بعد الاستقلال حول الحروف التي ستعتمد في كتابة اللغة الصومالية.
 
وقد تصدى العلماء والمثقفون لمحاولة كتابتها بالحروف اللاتينية فلم تستطع السلطات إلزام الناس بها.
 
ولكن بعد الانقلاب العسكري بثلاث سنوات أعلن قائد الانقلاب محمد سياد بري في أكتوبر/ تشرين الأول 1972 كتابة اللغة الصومالية بالحروف اللاتينية وألزم الناس بها. ومنذئذ وهي تكتب بالحروف اللاتينية بأبجدية معدلة.

اللغات الأخرى
اللغة العربية، ويتحدث بها معظم العلماء والمثقفين كما يفهمها الناس عموما بسبب نظام التعليم غير الرسمي في حلقات المساجد. أما الحديث اليومي بها فينحصر على من يسكنون المدن الساحلية ولا سيما في العاصمة مقديشو، وفي مدينة "جماما" القريبة من كسمايو حيث يتحدث الجميع باللهجة اليمنية الحضرمية لتأثرهم بالمهاجرين الذين ساكنوهم.


اللغة السواحلية، ويتحدث بها سكان مدينة براوة وبعض سكان مدينة كسمايو ولا سيما الباجون، ولها آدابها الخاصة.
المصدر : الجزيرة