بيشاور

epaselect epa04289966 Pakistani Muslims offer special prayers of Taraveeh, during the Muslims Holy Fasting month of Ramadan in Peshawar, Pakistan, 29 June 2014. Muslims all over the world are observing Ramadan, which prohibits food, drinking, smoking and sex from dawn to dusk. EPA/ARSHAD ARBAB
يشكل المسلمون السُنة 99% من سكان بيشاور (الأوروبية)

مدينة باكستانية وعاصمة مقاطعة بيشارو أو خيبر بختون خوا، تعتبر من أقدم مدن جنوب آسيا، ووصفها أهلها قبل الثمانينيات بباريس البشتون.

وهي العاصمة الاقتصادية للمنطقة، ومركز المناطق القبلية المتاخمة التي تتمتع بنوع من الحكم الذاتي، وتلتقي فيها القوافل التجارية البرية عبر باكستان وأفغانستان.

الموقع
تقع بيشاور في الشمال الغربي من باكستان على مقربة من الحدود الأفغانية، وتقع من جهة الشرق بمحاذاة ممر خيبر الجبلي الذي يمتد على مسافة خمسة كيلومترات في سلسلة جبال هندوكوش التي تصل باكستان بأفغانستان، وترتفع المدينة 347 مترا عن سطح البحر.

السكان
قدر عدد سكان بيشاور ونواحيها عام 2010 بأكثر من ثلاثة ملايين نسمة، يشكل البشتون 60% تقريبا منهم. وتنتشر قبائل البشتون أيضا في المناطق الجنوبية والشرقية من أفغانستان.

يشكل المسلمون السُنة 99% من سكان المدينة، وهي تضم عددا كبيرا من اللاجئين الأفغان الذين هربوا إليها من الحروب التي شهدتها بلادهم منذ ثمانينيات القرن العشرين، بما في ذلك الحرب التي خاضتها المقاومة الأفغانية ضد القوات السوفياتية.

ومنذ بداية الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد ما تسميه "الإرهاب" والغارات على عدد من مناطق أفغانستان، لجأ أفغانيون كثر مع أسرهم إلى بيشاور طلبا للأمن والرزق.

يعاني أطفال المدينة -أكثر من أي منطقة في العالم- من شلل الأطفال، ووصفت تقارير إعلامية بيشاور بأنها أكبر مستودع لفيروس هذا المرض.

الاقتصاد
اشتهر أهلها بالتجارة، وكانت بحكم موقعها الجغرافي على الحدود الباكستانية الشمالية الغربية مركزا تجاريا مهما منذ قرون عديدة، ومعبرا ومحطة استراحة على طريق الحرير من الصين إلى أوروبا.

التاريخ
لها تاريخ عريق يعود لأكثر من 25 قرنا، وعرفت بمدينة الزهور وكانت معبرا للهجرات، وحوصر جيش الإسكندر الأكبر في شمال شرقها أربعين يوما عام 327 قبل الميلاد.

تعاقبت عليها حضارات مختلفة من اليونان والفرس والأتراك والمغول، وتنتشر حولها قبائل تشكل أكبر مجتمع قبلي في العالم، وكان سكانها يحمون أنفسهم من الغزوات المستمرة بالحصون.

كانت المدينة حتى منتصف الخمسينيات من القرن العشرين محاطة بسور كبير له ست عشرة بوابة للتصدي للغزاة، يسمى "بال حصار" يقع في طريق روالبندي وممر خيبر، بني في عهد الإمبراطور المغولي "بابور" في الفترة 1526-1530 وجدد عام 1830.

خضعت -مثل أغلب المناطق الباكستانية- للاستعمار البريطاني، وعرفت في العصر الحديث تطورا عمرانيا وخاصة فيما يعرف ببيشاور الحديثة التي توجد بها حديقتان كبيرتان، الأولى مغولية قديمة، تعرف بحديقة "خالد بن الوليد"، والثانية "شاهي باج".

توجد في المدينة جامعة إدواردز نسبة للملك البريطاني "إدواردز"، وألحق بها فيما بعد الكلية الإسلامية لتدريس علوم الدين الإسلامي والفقه والتاريخ الإسلامي.

اهتم العالم بالمدينة أكثر بعد الاحتلال السوفياتي لأفغانستان وانطلاق حرب الولايات المتحدة مع حلفائها على "الإرهاب" وملاحقة "طالبان" و"القاعدة"، لأن بيشاور تشكل بوابة أفغانستان على العالم.

وصفت المدينة أنها مركز لتجارة السلاح، واعتبرتها بعض التقارير الاستخبارية أحد المعاقل التي يتم الإعداد فيها لهجمات تستهدف مدنا باكستانية أخرى منها العاصمة إسلام آباد، ولا يستبعد بعض الباحثين والمحللين أن يكون تنظيم "القاعدة" قد نشأ في بيشاور أواخر تسعينيات القرن العشرين.

عرفت أحداثا أمنية وتفجيرات في إطار الحرب بين حركة طالبان الباكستانية وحكومة إسلام آباد، أدت لمقتل وجرح المئات.

المعالم
تضم بيشاور معالم تاريخية كثيرة، منها: ممر خيبر الذي يعد من أبرز المزارات السياحية، ويقع في مرتفعات سليمان، ويبدأ من حصن "جامرود" على بعد 18 كلم من بيشاور ويمتد عبر حدود باكستان لمسافة 58 كلم.

ومن المعالم أيضا جامع مشتاق أو "جامع محبات خان"، شيد عام 1630 خلال حكم السلطان "شاه جهان خان المغولي"، وهو تحفة معمارية له منارات عالية.

تعرف المدينة بحرفة النقش على الخشب وكانت تجارة رائجة فيها، لكنها تعرضت بعد الحرب على "الإرهاب" عقب أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 للركود. تأسّف الصحافي البيشاوري رحيم الله يوسفزاي على حال المدينة بعد هذه الحرب، فقال: "كانت بيشاور تعني مدينة الزهور، وهي الآن مدينة الجواسيس والغبار والمقاتلين".

المصدر : الجزيرة