أبو يعرب المرزوقي

أبو يعرب المرزوقي

فيلسوف تونسي، دافع في مؤلفاته عن الحضارة الإسلامية وعن قيم الإسلام وتعاليمه، ولكنه في نفس الوقت انتقد التصورات التقليدية عن الفكر الإسلامي. أصدر الكثير من الدراسات الفلسفية باللغة العربية والفرنسية والإنجليزية.

المولد والنشأة
ولد أبو يعرب المرزوقي يوم 29 مارس/آذار 1947 في مدينة بنزرت شمال تونس. 

الدراسة والتكوين
أكمل تعليمه الابتدائي العام في منزل بورقيبة من محافظة بنزرت وحصل على شهادة البكالوريا في شعبة الآداب ثم على الأستاذية في الفلسفة من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس عام 1966.

نال شهادة الدراسات المعمقة ثم الدكتوراه في الفلسفة اليونانية، وحصل على الدكتوراه عام 1991 من جامعة السوربون، وعلى شهادة في القانون من جامعة "آساس" باريس الرابعة، وعلى شهادة في الفلسفة الألمانية من "القصر الصغير" باريس الأولى.

الوظائف والمسؤوليات
درّس مادة الفلسفة في المعهد الثانوي بمنزل بورقيبة من محافظة بنزرت من 1970 إلى 1971 ثم في المعهد الثانوي بن شرف في العاصمة من 1974 إلى 1980، كما درّس أيضا الفلسفة في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس من سنة 1980 إلى 2002 ومن 2005 إلى 2007.

درّس في المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون بيت الحكمة في قرطاج بالعاصمة ثم سافر إلى ماليزيا ليعمل أستاذا للفلسفة في الجامعة الإسلامية العالمية في كوالا لمبور من 2002 إلى 2005.

خلال مرحلة تعليمه الجامعي كان عضوا في الحزب الاشتراكي الدستوري الذي كان يتزعمه الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وذلك بين سنوات 1964 و1966 ثم انقطع عن ممارسة النشاط السياسي.

لم تمنعه أنشطته الفكرية وولعه بالكتابة عن العودة إلى عالم السياسية في 2011 حيث انتخب عضوا في المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) عن حركة النهضة الإسلامية في دائرة تونس 1.

التوجه الفكري
له توجه فلسفي إسلامي، وقد دافع في مؤلفاته عن الحضارة الإسلامية وعن قيم الإسلام وتعاليمه، ولكنه في نفس الوقت انتقد التصورات التقليدية للفكر الإسلامي.

التجربة الفكرية
أصدر أبو يعرب أول كتاب له بعنوان مفهوم "السببية عند الغزالي" وتطرق فيه إلى المنطق الفكري لدى أبي حامد الغزلي حيث اعتبره أول مؤسس للعقل العربي وأنه بدل العقلانية اليونانية الساذجة المنغلقة بالإرادية المسلمة المنفتحة.

وخلال دراسته في فرنسا لم ينقطع عن الكتابة الفلسفية، فأصدر العديد من المؤلفات منها "الاجتماع النظري الخلدوني" 1983 و"الأبستمولوجيا البديل" 1986 و"إصلاح العقل في الفلسفة العربية" 1994 و"آفاق النهضة العربية" 1991 وغيرها.

وفي مسيرته الفكرية الطويلة تكون لأبي يعرب فكر يجمع بين الفكر الفلسفي النقدي والفكر الإسلامي، وهو ما جعل البعض يعتبره مؤسس الفلسفة العربية الحديثة، التي تقوم على وحدة الفكر الإنساني بين ما هو فلسفي وديني.

تأثر بابن تيمية وابن خلدون حتى إنه أحدث ضجّة كبيرة في أوساط  بعض المفكرين والمثقفين العرب حينما قال إن ابن تيمية وابن خلدون أكثر فلاسفة الإسلام حداثة، وهما الوحيدان اللذان تجاوزا أفلاطون في ميدان التاريخ وأرسطو في ميدان المنطق.

 لكن فكره واجه نقدا من قبل بعض المفكرين الذين اعتبروه مفكرا أصوليا متأثرا بأفكار ابن تيمية الذي يصفونه بالفقيه المكفر للفلاسفة.

لم يكن أبو يعرب مفكرا بعيدا عن السياسة فقد انتخب نائبا في أول انتخابات عقب الثورة الشعبية لعضوية المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) عن حزب حركة النهضة الإسلامي عام 2011. لكنه استقال من المنصب بعد عام واحد وأعلن اعتزال السياسة.

ورغم ابتعاده عن السياسة لم يتوان في انتقاد أطراف سياسية في المعارضة التونسية واتهامها بمساندة قوى الثورة المضادة، وواصل دعوته من أجل ترسيخ نظام سياسي يقوم على الفصل بين الدين ومؤسسات الدولة لكن يقوم على مرجعية إسلامية.

المؤلفات
اهتمت مؤلفات أبي يعرب بقضايا الفكر الإنساني والفكر الإسلامي وتطرقت إلى التوجهات الفكرية والفلسفية لعدد من الفلاسفة اليونانيين والعرب.

من أعماله: "مفهوم السببية عند الغزالي" 1979، و"تجليات الفلسفة العربية" 2001، و"التكامل العربي سبيلا إلى نهضة إنسانية" 2003، و"أزمة الحضارة العربية المترددة" 2009.

المصدر : الجزيرة