انطلقت أعماله اليوم في سويسرا.. ماذا تعرف عن "منتدى دافوس"؟

منتدى دافوس العالمي - الموسوعة

انطلقت اليوم الاثنين 23 مايو/أيار 2022، أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في مدينة دافوس السويسرية، في أول لقاء مباشر بعد عامين من الاجتماعات الافتراضية بسبب تفشي جائحة كورونا.

ويشارك في أعمال المنتدى، نحو 50 رئيس دولة وأكثر من 2500 شخصية سياسية واقتصادية ورجال أعمال.

النشأة والتأسيس

ـ دافوس مؤسسة دولية غير حكومية ولا ربحية، اشتهرت بالملتقى الذي تنظمه في شهر يناير/كانون الثاني من كل عام بمدينة دافوس في سويسرا.

ـ يجمع بين نخبة من رجال الأعمال والسياسيين والأكاديميين للتباحث بشأن التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه العالم وسبل حلها.

ـ عام 1971: تأسس المنتدى الاقتصادي العالمي بمبادرة من الاقتصادي الألماني كلاوس شواب لخلق فضاء للحوار يجمع بين رواد الأعمال وممثلي الشركات الكبرى في أوروبا.

ـ كان المنتدى يسمى "المنتدى الأوروبي لإدارة الأعمال"، لكن الأحداث التي شهدها العالم 1973 والمتمثلة في انهيار آلية أسعار الصرف الثابتة التي أرساها نظام بريتون وودز سابقا واندلاع الحرب العربية الإسرائيلية في 6 أكتوبر/تشرين أول 1973، جعلت المنتدى يوسع دائرة اهتماماته التي انتقلت من هموم إدارة الأعمال في أوروبا إلى الإشكالات الاقتصادية والسياسية التي تؤرق العالم.

ـ يناير/كانون الثاني 1974: استدعى المنتدى القادة السياسيين للحضور إلى ملتقى دافوس لأول مرة لمناقشة هذه التطورات، فانفتح على رجالات السياسة منذ ذلك التاريخ ولم يعد حكرا على أصحاب الشركات العالمية فقط.

ـ عام 1979: بدأ اهتمام المنتدى بقضايا القدرة التنافسية فعمل على تطوير مؤشره الخاص لقياس تنافسية الاقتصادات كما دأب على نشر تقرير سنوي حول التنافسية العالمية أصبح مرجعا في هذا المجال.

ـ عام 1987: غير القائمون على المنتدى اسمه ليصبح "المنتدى الاقتصادي العالمي" انسجاما مع دوره واهتماماته الجديدة.

انسحاب أردوغان

ـ 28 يناير/كانون الثاني 2009: انسحب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من منصة إحدى ندوات منتدى دافوس احتجاجا على منعه من التعليق على مداخلة مطولة  لبيريز بشأن الهجوم الإسرائيلي على غزة، قائلا: " بالنسبة لي دافوس انتهى".

ـ أنحى الزعيم التركي -الذي كان يجلس بجوار البروفسور كلاوس شوب أثناء مؤتمر صحفي عقد بعد ذلك السجال- باللائمة في انسحابه على رئيس الجلسة ديفد إيغناتيوس كاتب العمود الشهير بصحيفة واشنطن بوست الأميركية، لعدم السماح له بالتعقيب على تعليقات بيريز حول الحرب التي شنتها إسرائيل أكثر من ثلاثة أسابيع على قطاع غزة.

ـ يناير/كانون الثاني 2019: انطلقت أعمال منتدى دافوس بغياب عدد من قادة الدول الكبرى، وعلى رأسهم رؤساء كل من روسيا والولايات المتحدة وفرنسا ورئيسة وزراء بريطانيا لانشغالهم بقضايا ملحة في بلدانهم.

ـ يناير/كانون الثاني 2018: حضر الرئيس الأميركي دونالد ترامب منتدى دافوس رغم أن زيارته لسويسرا أثارت احتجاجات من قبل معارضين لخطابه وسياساته إزاء المهاجرين واللاجئين.

ـ يعد ترامب أول رئيس أميركي يشارك في منتدى دافوس منذ مشاركة الرئيس السابق بيل كلينتون عام 2000.

دافوس 2022

ـ يحمل منتدى هذا العام عنوان "التاريخ يقف عند نقطة تحول.. السياسات الحكومية واستراتيجيات الأعمال"، ويتزامن مع حرب روسية على أوكرانيا، أثرت على مفاصل الاقتصاد العالمي.

ـ يواجه المنتدى هذا العام انتقادات من شخصيات بارزة حول المفاهيم التي طالما تبناها المنتدى خلال العقود الخمسة الماضية، كالليبرالية والعولمة والسوق المفتوحة.

ـ مردّ هذه الانتقادات يعود إلى كيفية تعامل دول العالم – خاصة المتقدمة – مع أزمات عالمية كالتوزيع غير العادل للقاح كورونا اعتبارا من مطلع 2021، إلى جانب الحمائية التجارية والانعزالية التي نفذتها دول خلال الحرب الروسية الأوكرانية.

ـ من المنتظر أن تكون الحرب الروسية الأوكرانية حاضرة خلال جلسات المنتدى التي سيتجاوز عددها 200 جلسة تمتد حتى انتهاء أعماله، الخميس المقبل.

مجالات العمل

يركز المنتدى الاقتصادي العالمي (منتدى دافوس) عمله على ثلاث قضايا كبرى هي:

ـ التحكم في الثورة الصناعية الرابعة: حيث يهتم المنتدى باستشراف التحولات التي سوف يعرفها الاقتصاد العالمي في السنوات القادمة على مستوى نظم الإنتاج والتوزيع والاستهلاك، وكيف ستؤثر هذه التحولات على حياتنا وعلى الأجيال القادمة، وتعيد تشكيل واقعنا الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والثقافي.

ـ حل الإشكالات المتعلقة بالمشاعات العالمية: ويرى المنتدى أن التحديات المشتركة التي تواجهها البشرية مثل التغيرات المناخية  تستدعي بناء توافقات عالمية أكثر من أي وقت مضى، وتتطلب مواجهتها تحفيز نماذج جديدة من التعاون بين القطاعين الخاص والعام وإبداع حلول تكنولوجية جديدة.

ـ معالجة قضايا الأمن العالمي: إذ يعمل المنتدى على تطوير إستراتيجيات لفائدة قادة العالم، تؤهلهم للتعاطي مع التحولات السريعة المتعلقة بالأمن.

الهيكلة

ـ يتكون المنتدى الاقتصادي العالمي من مجلس للأمناء ولجنة تنفيذية، ويضم مجلس الأمناء مجموعة من الشخصيات القيادية في مجالات الأعمال والسياسة والمجتمع المدني والأكاديميين، مهمتهم هي حراسة قيم المنتدى وتنفيذ رسالته.

ـ اللجنة التنفيذية فتعمل على إدارة مختلف أنشطة المنتدى بإشراف من الرئيس التنفيذي، وتضم العشرات من الموظفين المنحدرين من جنسيات مختلفة.

اللقاءات السنوية

ينظم المنتدى الاقتصادي العالمي أربعة ملتقيات سنوية رئيسية هي:

ـ الملتقى السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي بمدينة دافوس السويسرية، ويجمع نخبة من رجال الأعمال والقادة السياسيين والأكاديميين في شهر يناير/كانون الثاني من كل عام، للتباحث والنقاش بشأن التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه العالم وسبل حلها.

ـ الملتقى السنوي للأبطال الجدد، وهو ملتقى سنوي يعقد في الصين لمناقشة قضايا الابتكار والعلوم والتكنولوجيا.

ـ قمة الأجندة العالمية، وهي ملتقى بين الجماعات الرائدة عالميا في مجال المعرفة لتبادل الأفكار حول التحديات الكبرى التي تواجه العالم اليوم، ويعقد في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ـ ملتقى الإستراتيجية الصناعية، ويجمع الجهات المعنية بوضع الإستراتيجيات الصناعية لصياغة الأجندة الصناعية في العالم.

التمويل والانتقادات

ـ تتمثل مصادر تمويل المنتدى في واجبات العضوية السنوية (40.000 يورو)، والمساهمات التي تؤديها الشركات لحضور الملتقيات (18.000 يورو)، بالإضافة إلى الهبات التي يتلقاها من الجهات الراعية للملتقيات.

ـ تبلغ الميزانية السنوية للمنتدى الاقتصادي العالمي حوالي 200 مليون فرنك سويسري، يخصص نصفها للإنفاق على الملتقيات التي ينظمها، ونصفها الآخر لأداء أجور الموظفين.

ـ لا يحظى ملتقى دافوس بسمعة طيبة في الأوساط اليسارية التي تعتبره اجتماعا لرأسماليي العالم من أصحاب النفوذ والثروة، توحدت غاياتهم في الدفاع عن نموذج اقتصادي الرأسمالية، فهو يحمي مصالحهم ويضاعف ثرواتهم. ويرى آخرون أن الملتقى لم يحدث أثرا في واقع العالم.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية