مطار أتاتورك بإسطنبول.. رحلة فاشلة لدبابات الانقلاب

A Turkish Airlines aircraft taxis at Ataturk International Airport in Istanbul, Turkey, June 29, 2016. REUTERS/Murad Sezer/File photo
مطار أتاتورك سجل عبور ستين مليون مسافر عام 2015

مطار أتاتورك يقع في مدينة إسطنبول التركية، ويحتل الرتبة الرابعة أوروبيا. سيطر عليه الانقلابيون ليلة 15 يوليو/تموز 2016، وعطلوا حركة الملاحة فيه قبل أن تعود الأمور إلى نصابها بعد فشل الانقلاب.

الموقع
يقع مطار أتاتورك -الذي يعرف أيضا باسم مطار إسطنبول الدولي- في منطقة يشيل كوي، في الجانب الأوروبي من مدينة إسطنبول التركية، على بعد 24 كيلومترا من مركز المدينة.

المطار هو واحد من مطارين اثنين قيد الخدمة في إسطنبول، إلى جانب مطار صبيحة غوشكن الواقع في الجزء الآسيوي من المدينة، بينما ينتظر أن ينضم إليهما المطار الثالث الذي يجري العمل على تشييده في منطقة أرناؤوط كوي ليدخل الخدمة عام 2018.
 

يتبع المطار سلطة المطارات الوطنية التركية، وتشغله منذ يناير/كانون الثاني 2000 شركة "تاف" القابضة التي تأسست عام 1997.

التشييد
تأسس المطار مع تأسيس الجمهورية التركية عام 1924، لكن بناءه بدأ عام 1949، وافتتح للمسافرين عام 1953، وكان يحمل اسم "مطار يشيل كوي"، قبل أن يحمل عام 1980 اسم أتاتورك تكريما لمؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك.

المساحة والمرافق
تبلغ مساحة المطار -وهو الميناء الجوي الأكثر استخداما في تركيا– تسعة ملايين و470 ألفا و554 مترا مربعا، بينها 179 ألف متر مربع للمدارج والساحات الخارجية، و62 ألفا و500 متر مربع للمساحات الداخلية.

وفي المطار مدرجين لإقلاع الطائرات من الخرسانة بطول ثلاثة آلاف متر لكل منهما، ومدرج من الإسفلت بطول 2580 مترا.

ويضم 23 جسرا للركاب و224 نافذة لتسجيل الدخول و74 نافذة لتسجيل جوازات السفر، وهو يتألف من أربع محطات رئيسية للرحلات الداخلية والدولية والشحن والنقل العام.

ويشتمل على صالات لخدمات الاستراحة والمطاعم وتأجير السيارات وتبديل العملات والفندقة، ومرآبا يتسع لأكثرمن سبعة آلاف سيارة.

يتصل مطار أتاتورك من صالاته الداخلية بمحطة القطار الأرضي "المترو" الذي يتنقل بين المطار وبين محطة "يني كابي"، مرورا بعدد كبير من المحطات الأرضية التي توزع الركاب على مناطق مختلفة من إسطنبول، كما يتنقل الركاب إليه بحافلات مخصصة للمسافرين وبسيارات النقل.

الأهمية
يعتبر مطار أتاتورك من المطارات النشطة عالميا، فقد سجل عبور 60 مليون مسافر عام 2015 ليكون بذلك المطار رقم 11 على مستوى العالم والرابع على مستوى أوروبا من حيث نقل المسافرين، بعد مطارات: هيثرو في العاصمة البريطانية لندن، وشارل ديغول في العاصمة الفرنسية باريس، ومطار فرانكفورت في ألمانيا.

والمطار هو القاعدة الرئيسية لأسطول شركة الطيران الجوي التركية ولطائرات شركتي أونور وأطلس غلوبال التركيتين الناشطتين في النقل الداخلي، ومنه يعبر المسافرون عبر أكثر من سبعين شركة نقل عالمية إلى 153 وجهة ذهابا وإيابا وفي رحلات المواصلة (الترانزيت).

هجوم دموي
شهد مطار أتاتورك هجوما نفذه ثلاثة مسلحين ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية يوم 28 يونيو/حزيران 2016، أسفر عن سقوط 36 قتيلا و147 جريحا، إضافة للمهاجمين الثلاثة.

فتح المسلحون في هجومهم النار على المسافرين داخل المطار، قبل أن يقوموا بتفجير عبوات ناسفة كانوا يضعونها على أجسادهم بعد الاشتباك مع رجال الشرطة وأمن المطار.

أطلقت وسائل الإعلام التركية على الهجوم اسم "11 سبتمبر التركي"، كناية عن عمق الهزة التي أحدثها في البنية الأمنية والسيادية التركية.

في عين الانقلاب
وفي ليلة الجمعة 15 يوليو/تموز 2016، سيطرت قوة من الجيش التابعة للانقلاب الفاشل بتركيا عدة ساعات على المطار، وعطلت حركة الملاحة الجوية فيه واستولى عناصرها على برج المراقبة.
 
وشهد مطار أتاتورك تدفق آلاف الأتراك الذين حاصروا دبابات الانقلابيين ومنعوها من التحرك وسيطروا على طواقمها واعتقلوهم، بينما تمكنت وحدة من الشرطة الخاصة التركية من اقتحام برج المراقبة واعتقال الجنود الانقلابيين وتأمين هبوط آمن لطائرة أردوغان.

وشهدت ساحة مطار أتاتورك أول ظهور للرئيس التركي رجب طيب أردوغان فجر اليوم التالي للمحاولة الانقلابية، حيث جدد دعوته للأتراك البقاء في الشوارع ومواجهة الانقلاب إلى أن يزول.

ومن المواقف الطريفة أن عناصر الشرطة التركية حاولوا بعد يومين من المحاولة الانقلابية إخراج إحدى الدبابات من مكانها، وكان ذلك يتطلب أن تعبر من تحت قوس مدخل المطار الخارجي، لكن المواطنين الذين واصلوا الاحتجاج في المكان ظنوا أن الآلية تتحرك بتعليمات من الانقلابيين، فمنعوا مرورها رغم استجداء عناصر الشرطة لهم ومحاولاتهم الحثيثة إقناعهم بأن العربة لا تتبع للانقلابيين.

المصدر : الجزيرة