"الطبقة".. مدينة "السد" على طريق الرقة

مدينة الطبقة السورية
تتبع مدينة الطبقة إداريا لمحافظة الرقة، وتبعد 55 كلم عن مدينة الرقة باتجاه الغرب (ناشطون)

ثاني أهم مدينة في محافظة الرقة بشمال ووسط سوريا، وتنقسم إلى قسمين: المدينة القديمة وتعرف باسم الطبقة، والمدينة الجديدة التي أنشئت بعد بناء سد الفرات عام 1968 وتعرف باسم مدينة الثورة.

الموقع
تتبع مدينة الطبقة إداريا لمحافظة الرقة، وتقع في ريفها الغربي على الضفاف الجنوبية لنهر الفرات بجوار سد الطبقة.
 
وتقع المدينة على بعد 55 كلم غرب مدينة الرقة، معقل تنظيم الدولة الإسلامية الأبرز في سوريا، كما تبعد عن مدينة حلب بنحو 180 كلم باتجاه الشرق.
 
السكان
كان عدد سكان الطبقة يقارب 240 ألف نسمة قبل اندلاع الثورة منتصف مارس/آذار 2011، لكن أعدادا كبيرة من السكان فروا على وقع المعارك والحروب التي عاشتها المدينة خلال السنوات الأخيرة، وأصبح عددهم في حدود 85 ألف نسمة.
 
التاريخ
مثلت أجزاء واسعة من محافظة الرقة -التي تعتبر الطبقة مدينتها الثانية بعد عاصمتها الرقة- منذ القدم مركزا لجذب السكان بسبب موقعها على نهر الفرات وخصوبة سهولها، كما كانت في العصور القديمة مركزا للتبادل التجاري وتجميع المحاصيل الزراعية وتصديرها عبر الفرات، واستخدم النهر لنقل البضائع إلى الخليج العربي وبابل والهند.

وتبادلت عليها حضارات وتعاقبت عليها إمبراطوريات، ودخلتها جيوش الفتح الإسلامي عام 639 ميلادية.

الثورة السورية
تمكنت المعارضة السورية (الجيش السوري الحر) يوم 12 فبراير/شباط 2013 من السيطرة على مدينة الطبقة بعد اشتباكات دامت أكثر من أسبوع سيطر خلالها الجيش الحر على كامل المدينة بعدما كانت في قبضة النظام السوري. وفي نهاية العام 2013، تمكن تنظيم الدولة الإسلامية من بسط سيطرته على المدينة، وأكمل سيطرته لاحقا (في العام 2014) على محافظة الرقة بالكامل.

وأطلقت قوات سوريا الديمقراطية المشكّلة أساسا من "وحدات حماية الشعب" الكردية معركة السيطرة على مدينة الطبقة ضمن عملية أطلق عليها "غضب الفرات" يوم 22 مارس/آذار 2017 بإنزال بري لقوات أميركية يرافقها عناصر من قوات سوريا الديمقراطية جنوب نهر الفرات.

وبدأت العملية بالاستيلاء على قرى مجاورة وتكثيف حصار المدينة ثم اقتحام الأحياء الشرقية والغربية من مدينة الطبقة، بعد سيطرتها على قرى عايد الصغير والإسكندرية، وبعد عزلها عن مدينة الرقة.

الاقتصاد
يعتمد اقتصاد مدينة الطبقة مثل العديد من مدن وبلدات محافظة الرقة منذ سبعينيات القرن العشرين على الزراعة المرتبطة بنهر الفرات، وعلى عدد من الحقول النفطية المجاورة.

المعالم
يعد سد الفرات من أهم معالم مدينة الطبقة ويسمى أيضا سد الطبقة، وهو من أهم السدود في سوريا والوطن العربي، ويستفاد منه في مشاريع زراعية وتوليد الكهرباء.

ويعود تاريخه إلى العام 1955 حين طرحت فكرة بناء السد، وتوقف أثناء الوحدة السورية المصرية عام 1958، وتجددت عملية البناء عام 1962.

وبعد استلام حزب البعث السلطة في سوريا، تم الاتفاق مع الاتحاد السوفياتي سابقا على تمويل المشروع وتنفيذه. وبدأ الخبراء والفنيون السوفيات بناء السد عام 1968، وانتهى العمل به في مارس/آذار 1978.

يبلغ طول سد الفرات 4.5 كلم، وعرضه من الأعلى 20 مترا وعند القاعدة 60 مترا، وبني جسمه من الإسمنت والحديد الصلب، وصمم لمقاومة هزة أرضية تصل قوتها إلى سبع درجات.

وقد حذرت عدة جهات من انهياره بفعل القصف والمعارك التي شهدتها المدينة وضواحيها أثناء محاولة قوات سوريا الديمقراطية انتزاعها من تنظيم الدولة. ويعني انهيار سد الفرات غمر ثلث مساحة سوريا, فضلا عن تأثر مناطق واسعة في العراق تصل إلى مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار.

ومن معالمها أيضا مسجد "فاطمة الزهراء" الذي هدمه عناصر تنظيم الدولة منتصف يوليو/تموز 2014 بحجة أنه مزار للطائفة الشيعية، وذلك بعد عدة أشهر من هدم مقام عمار بن ياسر في الرقة للسبب ذاته أيضا.

ومن معالمها الحديثة مطارها العسكري الذي يبعد عنها سبعة كيلومترات، وأطلق عليه سكان مدينة الطبقة وضواحيها اسم "مطار الموت" خلال سنوات الثورة الأولى، حيث كان يشكل المعقل الوحيد الذي كان يعتمد عليه النظام لتغطية معاركه مع فصائل المعارضة في المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية من سوريا.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية