ديار بكر

epa01070310 Thousands of supporters of the independent candidates gathered during a rally in Diyarbakir, Turkey on 18 July 2007. Pro-Kurdish party DTP 'Democratic Public Party' supports independent candidates for the upcoming general election in Turkey which will be held on 22 July 2007. EPA/STR
أصبحت ديار بكر جزءا من الأراضي الإسلامية منذ انتصار الأتراك السلاجقة في معركة ملاذ كرد عام 1071م (الأوروبية)

عاصمة كبرى الولايات ذات الأغلبية الكردية في تركيا، تقع جنوب شرقي البلاد ويمر من محافظتها نهرا دجلة والفرات، وهي نقطة وصل تاريخية بين الأناضول وإيران والعراق وسوريا.

الموقع
تقع محافظة ديار بكر على ضفاف نهر دجلة جنوب شرقي تركيا، وتعد الحد الشمالي الشرقي للأقاليم السورية الشمالية التي خضعت لتركيا بموجب معاهدة لوزان الموقعة بين تركيا والحلفاء نهاية الحرب العالمية الأولى.

تبلغ مساحتها 15 ألفا و272 كيلومترا مربعا، وتصنف إداريا ضمن إقليم الأناضول الجنوبي الشرقي، وجغرافيا تعد جزءا من الجزيرة الفراتية التي تتميز بخصوبة الأرض ووفرة المياه، حيث يخترقها دجلة والفرات وفروعهما وروافدهما.

تقع على الخط الفاصل بين المناخ المتوسطي والمناخ القاري، جوها جافّ حار صيفا مع رياح حارة جافة، بارد ممطر شتاء، وتساقط الثلوج فيها شائع سنويا بين شهريْ ديسمبر/كانون الأول ومارس/آذار.

السكان
يبلغ عدد سكان المحافظة مليونا و607 آلاف نسمة (حسب إحصاء 2013)، بينما يصل عدد سكان مدينة ديار بكر إلى 875 ألف نسمة (حسب إحصاء 2011)، غالبيتهم من الكرد المسلمين السنة، ومعظم سكانها هم من السكان الأصليين للمدينة، ويتحدثون الكردية والتركية وتوجد أقلية عربية وأرمنية.

التاريخ
عرفت المدينة عبر التاريخ بأسماء عدة منها آميد وآميدا وقارا وآمد وديار بكر، وكانت مكانتها مهمة جدا في مختلف الحضارات التي استوطنت المنطقة بحكم موقعها الذي يشكل معبرا بين الأناضول وإيران وبلاد الشام والعراق.

تظهر الحفريات وجود آثار حياة بشرية في المدينة منذ أكثر من عشرة آلاف سنة، وأول حضارة كبيرة تركت آثارها واضحة في ديار بكر هي حضارة الحوريين الذين جعلوا منها عاصمتهم العسكرية والتجارية، وقد حكمت من قبل السومريين والميديين والحثيين والآشوريين والأرمن والسلوقيين والبارثيين.

وقد سيطر عليها الرومان عام 66 قبل الميلاد وأطلقوا عليها اسم آميدا، وبعد الرومان وقعت تحت سيطرة الفرس عام 359 للميلاد، ثم انتقلت من أيديهم إلى أيدي المسلمين العرب عام 639 في فترة الحكم الأموي، فتغير اسمها إلى ديار بكر لأن غالبية من استوطن المدينة هم من قبيلة بني بكر بن وائل.

تنقلت المدينة تحت سيطرة الدول والإمارات الإسلامية التي تعاقبت على المنطقة، وبعد معركة ملاذ كرد عام 1071 للميلاد سيطر عليها الأتراك السلاجقة، ثم الأراتقة، ثم الأيوبيون الذين حكموها مدة قرن كامل قبل أن يسيطر عليها المغول ثم التركمان.

احتدمت المنافسة على المدينة بين الصفويين -إثر صعود دولتهم مع مطلع القرن السادس عشر الميلادي- والعثمانيين، حيث سيطر كل من الفريقين على المدينة مرات عديدة حتى منتصف القرن السابع عشر الميلادي، بسبب وقوعها على نقطة تماس مع الدولة الصفوية، وكان لها مركز إداري كبير حيث صنفت عاصمة لمقاطعة عثمانية كبرى.

شهدت المدينة في فترة الجمهورية التركية بعد عام 1923 زيادة كبيرة في عدد السكان ومستوى النشاط الاقتصادي، وخلال فترة إعادة تشكيل الولايات التركية في ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين اختيرت ديار بكر باعتبارها مدينة كبرى لتكون عاصمة لكبرى الولايات ذات الأغلبية الكردية في تركيا.

الاقتصاد
يعتمد اقتصاد المدينة بشكل كبير على الزراعة إذ تشتهر بزراعة القمح والسمسم، كما تصدر الزبيب والمشمش واللوز إلى أوروبا.

تنتج ديار بكر شعر الموهير المصنوع من شعر ماعز الأنجورا وتصنعه وتصدره، كما يصنع الحرير في المدينة بتربية دودة القز.

توجد في المدينة ستة مناجم للنحاس ثلاثة منها نشطة، والنحاس المستخرج يصدر في معظمه إلى بريطانيا. كما يستخرج من المدينة عدد من الثروات المعدنية كالحديد والجص والفحم والجير والكوارتز، لكنه يبقى للاستهلاك المحلي ولا يذهب للتصدير.

معالم
من أبرز معالم ديار بكر المساجد التاريخية، مثل جامع ديار بكر الكبير من عهد السلطان ملك شاه السلجوقي وجامع بهرام باشا العثماني وجامع إسكندر باشا ومنارة الأقدام الأربعة.

تضم المدينة أيضا كنائس تاريخية منها كنيسة جرجيس الأرمنية الأرثوذوكسية من القرن التاسع عشر، والكنيسة السريانية من القرن الميلادي الأول، وفي المدينة عشرات المتاحف من أهمها متحف العصور التاريخية الممتدة من العصر البرونزي إلى نهاية العهد العثماني.

المصدر : الجزيرة