شعار قسم مدونات

إسماعيل هنية.. "الله يسهل عليهم"

إسماعيل هنية
رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية (الجزيرة)

تصدر خبر استشهاد 3 من أبناء رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) السيد إسماعيل هنية وعدد من أحفاده وسائل الإعلام، حيث نال إعجاب وثناء الشارع العربي والإسلامي بما رأوه وسمعوه من الرجل من ثبات ورسوخ وتضحية في سبيل قضيته، وكان مما سمعناه من قلب الرجل قبل لسانه: ( أشكر الله على هذا الشرف الذي أكرمنا به باستشهاد أبنائي الثلاثة وبعض الأحفاد ، بهذه الآلام والدماء نصنع الآمال والمستقبل والحرية لشعبنا ولقضيتنا ولأمتنا).

في لحظات الحزن والألم ووهن العزيمة التى تصيب الأفراد والمجتمعات يأتى دور القائد بأن يشعل جذوة الأمل في نفوس من خلفه وأن يحافظ عليها بمواقفه قبل كلماته.

ولأن الطريق كما وصفه الإمام ابن القيم: (يا مخنث العزم: الطريق تعب فيه آدم، وناح فيه نوح، وألقي في النار إبراهيم، وتعرض للذبح إسماعيل ، ونشر بالمنشار زكريا، وذُبح السيد الحصور يحيى).

وهنا نقول أنه من المهم بمكان أن تكون القيادة على قدر المسئولية متحلية بقوة العزيمة ورباطة الجأش في مواجهة الصعاب مما يكون له أكبر الأثر على من خلفها فيورثهم طمأنينة ورضا بما في الطريق.

وفي لحظات الحزن والألم ووهن العزيمة التى تصيب الأفراد والمجتمعات يأتى دور القائد بأن يشعل جذوة الأمل في نفوس من خلفه وأن يحافظ عليها بمواقفه قبل كلماته.

ونبينا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كان قدوة في هذا، فها هى مكة وقد اشتد الاضطهاد على أتباعه وأصبحت جحيما فالتعذيب في كل مكان وكله مباح في حق أصحابه فلا حرمة ولا أمان لهم حتى قضى نحب بعضهم تحت سياط التعذيب وأمام كل هذا يأتىي ثبات القائد صلى الله عليه وسلم فلا يتراجع ولا يتواني بل ثبات أرسخ من الجبال، ومما ورد في هذا ما جاء عن أبي عبدالله خباب بن الأرت رضي الله عنه قال: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، فقلنا ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو لنا؟ فقال: قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون. رواه البخاري

ويوم حنين وقد وقع ما وقع من أمر جلل واهتزاز الصف يقف النبى القائد عليه أفضل الصلاة والسلام ثابتا يدير المعركة بحكمة بالغة رغم أن الهزيمة من كل جانب ولكن عون الله ثم ثبات ومتانة أعصاب القائد حتى يكون النصر المبين

والقائد الحكيم هو الذي يوجد حيث مواطن الخطر يسبق جنوده ليعرف النبأ  بل ويسعى إلى إزالة ما فيه خطر ويبث الطمأنينة فيمن خلفه فقد سمع الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم كأهل المدينة صوتا أفزعهم فخرجوا يبحثون عن مصدره وإذا بهم يجدون قائدهم يستقبلهم فقد سبقهم إلى مصدر الصوت واطمأن وعاد يطمئنهم عن أنس، قال:( كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ، وَأَجْوَدَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ، وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ المَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَانْطَلَقَ النَّاسُ قِبَلَ الصَّوْتِ، فَاسْتَقْبَلَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ سَبَقَ النَّاسَ إِلَى الصَّوْتِ، وَهُوَ يَقُولُ: لَنْ تُرَاعُوا لَنْ تُرَاعُوا ، وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ مَا عَلَيْهِ سَرْجٌ، فِي عُنُقِهِ سَيْفٌ، فَقَالَ: لَقَدْ وَجَدْتُهُ بَحْرًا. أَوْ: إِنَّهُ لَبَحْرٌ ). رواه البخاري

ويوم حنين وقد وقع ما وقع من أمر جلل واهتزاز الصف يقف النبى القائد عليه أفضل الصلاة والسلام ثابتا يدير المعركة بحكمة بالغة رغم أن الهزيمة من كل جانب ولكن عون الله ثم ثبات ومتانة أعصاب القائد حتى يكون النصر المبين.. ففي صحيح البخاري عن أبي إسحاق قال: سأل رجل البراء رضي الله عنه فقال: يا أبا عمارة أوليتم يوم حنين! قال البراء: وأنا أسمع، أما رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يولِّ يومئذ، كان أبو سفيان بن الحارث آخذا بعنان بغلته فلما غشيه المشركون نزل فجعل يقول: أنا النبي لا كذب أنا ابن عبدالمطلب، قال: فما رئي من الناس يومئذ أشد منه.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.