فرقة بريطانية تجعل المسرح منبرا للاجئين يتيح لهم التعبير عن أنفسهم

Ibrahim Chibou, member of the Phosphoros Theatre, stands in front of a window during a rehearsal of the play 'Tender' at the Rich Mix arts centre in London, on April 12, 2024. - In a darkly lit arts studio in east London, five young actors highlight their scripts and go over their lines. They are the latest cast assembled by "Phosphoros Theatre", a company that empowers refugees and asylum seekers to tell their own story on stage. Phosphoros Theatre was co-founded by Duffy-Syedi and her TV and playwright mother Dawn Harrison in 2015, after drama workshops in a housing project hosting refugees gained momentum. (Photo by BENJAMIN CREMEL / AFP) / TO GO WITH AFP STORY BY JAMES RYBACKI -- RESTRICTED TO EDITORIAL USE
إبراهيم شيبو، عضو مسرح الفوسفور، يقف أمام النافذة أثناء بروفة مسرحية "عطاء" في مركز ريتش ميكس للفنون في لندن (الفرنسية)

يوفّر مسرح "فوسفوروس ثياتر" في شرق لندن فرصة للمهاجرين، شبابا وطالبي لجوء، لاعتلاء خشبة المسرح والتحدث عن تاريخهم، في سياق سياسي تشهد فيه المملكة المتحدة زيادة في حدّة المواقف العدائية تجاه المهاجرين.

في الأستوديو الخافت الإضاءة، ينكبّ عدد قليل من الممثلين على وضع ملاحظات على نصوصهم والتدرّب همسا على حفظ الجمل الموكَلة إليهم. ومن هؤلاء إسماعيل محمد (20 عاما) الذي كان شابا خجولا، لا يجرؤ على التحدث بصوت عالٍ أمام زملائه في الجامعة، لكنه بات اليوم يقدّم عروضا على مسارح في كل أنحاء المملكة المتحدة.

وهذا اللاجئ الشاب وصل إلى الأراضي البريطانية عندما كان في الـ16، بعد أن قام بالرحلة بمفرده من شرق أفريقيا.

وقال لوكالة فرانس برس "لا أحد يستطيع أن يروي قصتك بالجودة التي ترويها بها، ولا أن يتحدث كما تفعل عن الطريقة التي عشت بها (الرحلة) أو التي وصلت بها إلى هنا".

Abel (L), Ismael Mohammed (C), Ibrahim Chibou (2ndR) and Klevina Moriqi, members of the Phosphoros Theatre, take part in a rehearsal of the play 'Tender' at the Rich Mix arts centre in London, on April 12, 2024. - In a darkly lit arts studio in east London, five young actors highlight their scripts and go over their lines. They are the latest cast assembled by "Phosphoros Theatre", a company that empowers refugees and asylum seekers to tell their own story on stage. Phosphoros Theatre was co-founded by Duffy-Syedi and her TV and playwright mother Dawn Harrison in 2015, after drama workshops in a housing project hosting refugees gained momentum. (Photo by BENJAMIN CREMEL / AFP) / TO GO WITH AFP STORY BY JAMES RYBACKI -- RESTRICTED TO EDITORIAL USE
أبيل (يسار)، إسماعيل محمد (وسط)، إبراهيم شيبو (الثاني يمين) وكليفينا موريكي، أعضاء مسرح الفوسفور، يشاركون في بروفة مسرحية "عطاء" في مركز ريتش ميكس للفنون في لندن (الفرنسية)

وتروي مسرحية "ليّن" (Tender)، وهي أحدث إنتاجات الفرقة، قصة مجموعة من الأصدقاء اللاجئين الذين يعيشون في لندن، والصعوبات المالية التي يواجهونها، والتضامن الذي يجمعهم للتغلب على المحن.

واستوحت هذه المسرحية القصص الشخصية للممثلين، وهم أنفسهم لاجئون أو طالبو لجوء، والقصص التي رووها عن رحلتهم ووصولهم إلى المملكة المتحدة.

ولاحظ لاجئ إثيوبي شاب يدعى أبيل أن لظهوره أمام الآخرين وإسماع صوته مفعولا "علاجيا".

إبداع لدعم المهاجرين

وأملت المديرة الفنية المشاركة للفرقة كيت دافي سيدي التي عملت سابقا كأخصائية اجتماعية للاجئين، في أن تساعد مسرحيتُهم على مكافحة بعض الأحكام المسبقة السائدة في المملكة المتحدة، حيث شهدت سياسة مكافحة الهجرة تشددا متزايدا في السنوات الأخيرة.

وأقرّ البرلمان البريطاني أخيرا مشروع قانون مثيرا للجدل يهدف إلى ترحيل المهاجرين الذين وصلوا بشكل غير قانوني إلى الأراضي البريطانية، إلى رواندا.

وكشف رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن من المرتقب أن تبدأ عمليات الترحيل في خلال 10 إلى 12 أسبوعا. ولا يعرف طالبو اللجوء الموجودون في بريطانيا ما سيحلّ بهم في الأشهر المقبلة.

ورأت كيت دافي سيدي أن هؤلاء الشباب الذين شاءت إشراكهم في العملية الإبداعية "إما يُنظر إليهم على أنهم مجرمون، أو ضحايا لا يتمتعون بأية إرادة خاصة".

شاركت دافّي سيدي في تأسيس مسرح "فوسفوروس ثياتر" عام 2015 مع والدتها الكاتبة المسرحية دون هاريسون. ومن الواضح أن التدريبات، بعد مرور 8 سنوات، لم تعد تجري في نفس الأجواء على الإطلاق.

وبعد إقرار القانون الخاص برواندا، نددت الأمم المتحدة بالقوانين البريطانية التي "قوّضت فرص الانتفاع من الحماية في أوساط اللاجئين في بريطانيا منذ 2022″، وفق البيان المشترك.

واعتبر إسماعيل محمد أن الأشخاص الذين يأتون إلى المملكة المتحدة "ليس من أجل عيش حياة رخاء، ولكن ببساطة من أجل أن يكونوا آمنين"، واصفا ذلك بأنه "محزن جدا".

واعتبر أبيل أن المسرح "يستطيع على الأقل أن يساعد الناس على إدراك هذا الواقع، ويسمح للمشاهدين باكتشاف" ما عاشه اللاجئون خلال رحلتهم.

وسيتم قريبا عرض "ليّن"، وهو العمل الخامس للفرقة، في لندن وديربي (وسط) ومانشستر (شمال غرب إنجلترا).

وفي كل مكان ذهبت إليه الفرقة في السنوات الأخيرة، كانت تتلقى استقبالا إيجابيا.

وتؤكد سيدي: "حتى لو نسهم في تحقيق تقدّم في ملفاتهم أو إجراءاتهم القانونية، فإننا نوفّر مساحات يمكن أن توجد فيها قصص عن الهجرة القسرية والأمل في مستقبل أفضل وتمثيل أكثر إيجابية للمهاجرين واللاجئين".

المصدر : الفرنسية