من واشنطن

لماذا قدمت واشنطن المساعدات لإسرائيل رغم خلافاتهما؟

ناقش برنامج “من واشنطن” دلالات موافقة إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما على تقديم حزمة مساعدات غير مسبوقة إلى إسرائيل، رغم خلافه الكبير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ناقشت حلقة (2016/9/20) من برنامج "من واشنطن" موضوع المساعدات الخارجية التي تقدمها الولايات المتحدة كأداة من أدوات إدارتها لعلاقاتها الثنائية مع بعض الدول.

وخصت بالاهتمام اتفاقية التفاهم الموقعة مؤخرا في واشنطن والتي تقضي بمنح الولايات المتحدة إسرائيل 3.8 مليارات دولار سنوياً لمدة عشر سنوات، وهو أكبر حجم مساعدات وأكبر التزام مالي يضعه رئيس أميركي على الولايات المتحدة تجاه إسرائيل على مر تاريخ الولايات المتحدة الأميركية.

واستعرض البرنامج خلفيات هذه الاتفاقية ونظرة الساسة والمواطنين الأميركيين لها، ولماذا تم توقيعها الآن مع نهاية عهد الرئيس باراك أوباما الذي عُرف عنه خلافه الشديد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؟

وفي هذا الإطار استعرضت أستاذة العلوم السياسية في جامعة هاورد في العاصمة واشنطن عبير كايد تاريخ المساعدات الأميركية لإسرائيل، مذكّرة بأنها "نهج مستمر يعود إلى بدايات إنشاء إسرائيل"، مؤكدة أن هذه المساعدات "ارتبطت بالتزام الولايات المتحدة بضمان تفوق إسرائيل".

سياسة أزلية
واعتبرت كايد أنه "لا يمكن الحديث عن أن أوباما هو الرئيس الأكرم تجاه إسرائيل، فهذا الدعم ليس له علاقة بشخص أوباما، بل هو سياسة أزلية للولايات المتحدة تجاه إسرائيل".

بدوره تحدث الكاتب والمحلل السياسي محمد السطوحي عن خصوصية توقيع هذه الاتفاقية في ظل الخلاف المعروف بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وفي هذا التوقيت من عمر إدارة أوباما.

وقال "كان من الممكن أن يتم ترحيل ملف هذه الاتفاقية للإدارة المقبلة كما هدد نتنياهو غير مرة، لكن استعجاله بالتوقيع عليها في نهاية إدارة أوباما هو لتوجيه رسالة مفادها بأن العلاقات الأميركية الإسرائيلية أكبر من الخلافات الشخصية". 

وأكد السطوحي أنه "من غير المنطقي اتهام أوباما بأنه الأكثر كرماً مع اسرائيل، فقد سبق للرئيس جورج بوش أن وقع على تقديم 3.1 مليارات دولار إضافة إلى نصف مليار لنشر الدرع الصاروخية في إسرائيل، وبالتالي تصبح الزيادة الحقيقية في اتفاقية اليوم هي حوالي 200 مليون دولار، بينما كان الإسرائيليون يطلبون مبلغ 5 مليارات سنوياً".

ردود فعل إسرائيلية
مدير مكتب الجزيرة في رام الله وليد العمري تحدث عن ردود الأفعال حول الاتفاقية في إسرائيل، وأكد أن "الإسرائيليين والعديد من القيادات الإسرائيلية مثل إيهود باراك وجّهوا لوماً شديداً لنتنياهو بسبب رفعه سقف العداء مع الرئيس الأميركي وتحدّيه في عقر داره، وأنه لولا ذلك ما كان من الممكن تحصيل مبلغ خمسة مليارات دولار سنوياً التي كانت تطلبها إسرائيل".

وأكد العمري أن "الإسرائيليين ينظرون لعلاقات بلادهم مع الولايات المتحدة على أنها علاقة شريك وليس تابع"، مذكراً أن "الولايات المتحدة قدمت منذ العام 1973 وحتى نهاية العام 2015 أكثر من 100 مليار دولار لإسرائيل على شكل أموال ومساعدات عسكرية".

انطباعات أميركية
مراسل الجزيرة في واشنطن محمد العلمي تحدث من مقر وزارة الخارجية عن انطباعات الإدارة والشعب الأميركي تجاه هذه المساعدات، مؤكداً أن "هناك شبه إجماع على أن أوباما هو من أكثر رؤساء أميركا سخاء تجاه إسرائيل، لكن رغم ذلك هناك من استخدم الاتفاقية الجديدة في المزايدات الانتخابية الحالية".

وأضاف العلمي أن "الاتفاقية أبرمت وفق الشروط الأميركية وبعضها مهين للحكومة الإسرائيلية، فهذه المفاوضات استمرت لأكثر من عشرة شهور، ثم في نهاية المطاف وقعها موظف صغير في الخارجية الأميركية في صورة لا تخلو من دلالات".