الأردن.. ليلة عصيبة لأهالي ضحايا حادثة البحر الميت

نقل احد الأطفال المصابين للمستشفى بعد انقاذه من حادثة البحر الميت
نقل أحد الأطفال المصابين للمستشفى بعد إنقاذه من حادثة البحر الميت (الجزيرة)

أيمن فضيلات–عمان

أمضت عائلات الطلبة المشاركين في رحلة البحر الميت غربي الأردن ليلة عصيبة وهم يبحثون عن أبنائهم بين المستشفيات الحكومية وسيارات الإسعاف التابعة للدفاع المدني التي نقلت الأطفال المصابين والمتوفين.
 
ومنذ ليلة الجمعة، بدأت حالة الترقب المشوبة بالخوف في صفوف عائلات لم يهدأ لها بال ولم يكد أغلبها يستفيق من هول الصدمة بعد أن وصل لمسامعها نبأ جرف سيول -ضربت المنطقة- حافلة مدرسية تقل فلذات أكبادهم، فهنا أم تنوح على ابنتها، وغير بعيد أب يحاول الاتصال بهاتف ابنه الذي غرق معه، بعدما جرفته السيول.
 
تجمعات أولياء وأقرباء الضحايا توزعت بين المدرسة الخاصة التي نظمت الرحلة بإحدى ضواحي عمان، ومستشفيات محافظة البلقاء -شمالي غربي الأردن- والسلط والشونة الجنوبية التي اكتظت بالعائلات، فيما جرى نقل المصابين بالحادثة من تلاميذ ومشرفات للمستشفيات الخاصة في العاصمة عمان لاستكمال علاجهم هناك.
‪تجمع أولياء الضحايا عند المدرسة التي غرق أطفالها في البحر الميت وقوات الأمن تفرضت طوقا أمامها‬ (الجزيرة)
‪تجمع أولياء الضحايا عند المدرسة التي غرق أطفالها في البحر الميت وقوات الأمن تفرضت طوقا أمامها‬ (الجزيرة)

نقل الجثامين
أما الذين قضوا في الحادث من التلاميذ والمعلمين والمعلمات، فقد نقلت جثامينهم إلى مركز الطب الشرعي في مستشفى البشير الحكومي، لتشرح وتعرف أسباب الحادث، ثم تسلم لذويها للقيام بإجراءات الدفن.

وحسب مصدر في وزارة الصحة سلمت 15 جثة من ضحايا حادثة البحر الميت لذويهم حتى الساعة 10 صباحا، ولا يزال في قسم الطب الشرعي في مستشفى البشير ثلاث حالات لم تسلم لذويهم.

وأشار المصدر إلى أن المستشفى لا يزال بانتظار وصول حالات الوفاة التي عثر عليها صباح اليوم الجمعة، وتم التعرف على 17 من أصل 18 جثة وصلت قسم الطب الشرعي. وبينما وصل عدد المصابين إلى حوالي 40 شخصا تواصل فرق الإنقاذ البحث عن آخرين جرفتهم السيول للبحر مساء الخميس.

تهاطل الأمطار
وزاد الطين بلة الأمطار الرعدية التي تهاطلت على الأردن خلال ساعات الليل حيث تعقدت إجراءات الإنقاذ والبحث عن المفقودين، بعد أن أدت لانهيار الجسر الرئيسي في منطقة البحر الميت، مما تسبب في إغلاق الطريق بالاتجاهين.

ورغم هول الحادث فإن قصصا إنسانية رسمت نماذج فريدة من التضحية، فالغطاس في جهاز الدفاع المدني الأردني زاهر سعد الذي كان بإجازة، هرع لموقع الحادث بسيارته الخاصة مرتديا بدلة الغوص، وقفز في الماء المضطرب لينتشل في ظرف ثلاث ساعات أربعة أشخاص على قيد الحياة.

وتشهد مساجد محافظات المملكة تشييع الطلبة المتوفين بعد صلاة الجمعة في مختلف محافظات، بينما أعلن الديوان الملكي تنكيس العلم الأردني والحداد لمدة ثلاثة أيام على أرواح الضحايا.

المصدر : الجزيرة