دعوات لتكثيف مشاركة مسلمي ألمانيا بالانتخابات البرلمانية

المسلمون بأكثر الدول الأوروبية يتطلعون لأعتراف حكوماتها رسميا بالإسلام. الجزيرة نت
الجالية المسلمة بألمانيا تواجه تحريضا متناميا من اليمين المتطرف (الجزيرة)

خالد شمت-برلين 

طالب مسؤولون بمؤسسات إسلامية بألمانيا أفراد جاليتهم بالمشاركة بكثافة في الانتخابات البرلمانية المقررة غدا السبت، ومنح أصواهم للأحزاب المعتدلة المتفهمة لقضاياهم والمتعاطفة معهم.

واعتبر رئيس منتدى الإسلام في أوروبا بنيامين إدريس أن الاقتراع لاختيار نواب البرلمان يعني المساهمة في اختيار الحكومة الجديدة، وبالتالي يعد واجبا على مسلمي ألمانيا تجاه الدولة مقابل ما تمنحهم من حقوق.

وقال للجزيرة نت إن الامتناع عن التصويت من شأنه تقوية المعادين للإسلام والأجانب في ألمانيا، ويعكس تفريط المسلمين في حقوقهم في الحرية والديمقراطية.

أما رئيس الاتحاد الإسلامي الألماني برهان كيسكين فحث الألمان المسلمين على استخدام حقهم الدستوري والتصويت في الانتخابات لصالح الأحزاب الأقرب إلى قضاياهم والأقل ضررا بهم.

واعتبر كيسكين أن الامتناع عن التصويت سيمثل خطأ فادحا يستفيد منه اليمين المتطرف المحرض على الإسلام.

وأبدى كيسكين أسفه لتعامل الحملة الانتخابية الحالية مع الإسلام بأسلوب سلبي وخطير. وأوضح أن البرامج الانتخابية للأحزاب أعطت صورة للإسلام تراوحت بين المشكلة والخطر، خلافا "للحملات السابقة التي اتسمت بقدر أكبر من الموضوعية".

‪الجالية المسلمة دأبت على المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية بألمانيا‬ (الجزيرة-أرشيف)
‪الجالية المسلمة دأبت على المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية بألمانيا‬ (الجزيرة-أرشيف)

مناخ التحريض
وأشار كيسكين إلى أن الفترة السابقة للانتخابات ولّدت لديه انطباعا بتجاهل السياسيين الألمان للمؤسسات الإسلامية بحكم تأثرهم بالمناخ التحريضي لحزب "بديل لألمانيا" تجاه الإسلام والأجانب.

وقال إن وصول حزب "بديل لألمانيا" إلى البرلمان من شأنه أن يزيد مخاوف المسلمين، ويشجع الأحزاب على عدم التعامل مع المؤسسات الإسلامية في المستقبل.

وحث الساسة الألمان على تهدئة مخاوف المسلمين من صعود الحزب اليميني المعادي لهم. وأشار إلى إمكانية تحسين المناخ الحالي من خلال الاعتراف بوضوح بأن المسلمين جزء مسالم من المجتمع الألماني وشريك مهم فيه.

 ويشارك في انتخابات البرلمان الألماني 42 حزبا سياسيا من بينهم "بديل لألمانيا" المعروف بتوجهاته المعادية للإسلام واللاجئين.

وقد كرر هذا الحزب -الذي ترشحه استطلاعات الرأي لدخول البرلمان للمرة الأولى- طوال الأيام الماضية مواقفه المعلنة سابقا، معتبرا أن الإسلام لا ينتمي لألمانيا ويمثل تحديا سياسيا لها.

وطالب حزب "بديل لألمانيا" بحظر بناء المساجد ومنع رفع الأذان وإلغاء أقسام تدريس العلوم الإسلامية بالجامعات الألمانية.

‪المجلس الأعلى للمسلمين أطلق حملة لحث مسلمي ألمانيا على المشاركة الفاعلة بالانتخابات‬ (الجزيرة)
‪المجلس الأعلى للمسلمين أطلق حملة لحث مسلمي ألمانيا على المشاركة الفاعلة بالانتخابات‬ (الجزيرة)

مليونا ناخب
وتقدر إحصائيات غير رسمية أعداد مسلمي ألمانيا الذين يحق لهم التصويت في هذه الانتخابات بنحو مليوني شخص، في وقت يبلغ تعداد الأقلية المسلمة نحو خمسة ملايين نسمة.

وكشفت إحصائية نشرتها صحيفة "دي فيلت" عن مشاركة أكثر من 70% من الناخبين الألمان المسلمين في الانتخابات الأخيرة والتي أجريت عام 2013.

وأشارت هذه الإحصائية إلى أن 64% من المسلمين صوتوا للحزب الاشتراكي الديمقراطي و12% لحزب الخضر.

لكن معاهد بحثية لفتت إلى أن اتجاهات التصويت لدى المسلمين مرشحة للتغير في هذه الانتخابات بسبب سياسة الأبواب المفتوحة أمام اللاجئين التي تتبناها المستشارة الحالية ورئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي أنجيلا ميركل.

وكانت ميركل التي ترشحت لولاية جديدة قالت في مناظرة انتخابية إن الإسلام المتوافق مع الدستور جزء من ألمانيا، وطالبت بتأهيل الأئمة بشكل أكبر في الجامعات الألمانية، ودعت علماء ومشايخ الدين لنفي علاقة الإسلام بالإرهاب.

وفي المناظرة نفسها قال منافسها مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي مارتين شولتس إن ألمانيا لن تسمح بوجود "أئمة ووعاظ كراهية مثل القادمين من السعودية".

المصدر : الجزيرة