انقسام عراقي بشأن مستقبل الوجود الأميركي
كما أحدث تصريح قائد قوات التحالف الدولي ستيفن تاوسند الداعي إلى بقاء القوات الأميركية في العراق انقساما بين الطبقة السياسية، اعتبره بعضهم تدخلا في الشؤون الداخلية، بينما دافع بعضهم الآخر عن بقائها "كونها ضرورة تقتضيها المرحلة".
ويقول النائب عن التيار الصدري ناظم الساعدي إنهم لا يمانعون وجود قوات أميركية في العراق "إذا بقيت في حدود التدريب وتقديم الاستشارة والخبرات القتالية، لكن الإشكالية في مشاركتها في القتال على الأرض".
ويرى الساعدي أنه "لا وجود لهذه القوات حتى الآن في ساحات القتال"، مضيفا للجزيرة نت أن بقاءهم ومشاركتهم مرهون بموافقة الحكومة طوعا على ذلك وليس بإجبارها عليه".
وردا على ما يعتبره البعض "مطامع" للأميركيين في النفط العراقي قال الساعدي "هذه المطامع إذا كانت على أسس مشروعة كغيرها من دول العالم ودون امتيازات خاصة فإنها مقبولة، ما دام النفط العراقي يباع وفقا للأسعار العالمية للولايات المتحدة وغيرها، لكننا لن نقبل التجاوز على حدود العراق وسيادته".
استفادة
أما النائب عن تحالف القوى العراقية السنية عبد القهار السامرائي فيرى أن العراق يستفيد من وجود التحالف الدولي والقوات الأميركية خاصة في تسليح القوات الأمنية وتدريبها بالإضافة إلى الدعم والإسناد الجوي.
وفيما يتعلق بمستقبل وجود هذه القوات بعد استعادة ما تبقى من مدن من تنظيم الدولة يرى السامرائي أن كثيرا من المناطق "ستبقى ملتهبة ومضطربة والحدود مع سوريا ستظل مصدرا لهجمات مسلحة، لذا فإن وجود هذه القوات سيكون ضروريا".
كما يبرر رأيه بالقول "إن بعض التشكيلات العسكرية العراقية نشأت في ظروف غير طبيعية وبشكل عشوائي وغير منظم، وهي تحتاج إلى الاستفادة من الخبرات الأميركية "حتى لا يعود الإرهاب مرة أخرى".
ويرى السامرائي أن وجود قوات إسناد خارجي "لا يتعارض مع سيادة الدولة، خاصة وأن العراق يحتاج إلى جهود كبيرة في إعادة الإعمار وتأهيل البنى التحتية والاستثمار".
ويقول الكاتب والمحلل السياسي أحمد الملاح أن بقاء هذه القوات يخضع لكثير من الاعتبارات التي تراها الولايات المتحدة ضرورية فيما يتعلق بتوازن قواعدها في المنطقة مع القواعد العسكرية الروسية في سوريا.
ويضيف أن الحكومة العراقية "قد ترفض وجودا أمريكيا ضخما إذا ضغطت عليها إيران بشكل كبير، لكنه لا يعتقد أن العبادي قد يرضخ بسهولة للطلبات الإيرانية بهذا الخصوص".
وعن تلويح بعض فصائل الحشد الشعبي باللجوء إلى ضرب المصالح الأميركية داخل العراق وخارجه استبعد الملاح أن تكون هذه التهديدات جدية، مضيفا أن الساحة العراقية "هي الأفضل للصراع بين الولايات المتحدة وإيران"
وقال "قد تكون اليمن أو لبنان وحتى سوريا بدائل لساحات صراع بالوكالة بين الطرفين"، مستبعدا أن تلجأ إيران إلى فتح جبهة مع الأميركيين في العراق لمعرفتها أن الولايات المتحدة يمكن أن تحجم دورها بشكل كبير إذا أحست أنها لا تقبل بالشراكة معها.
ويرى الملاح أن العرب السنة والأكراد يدعمون زيادة الوجود الأميركي على الأرض العراقية، "لأنهم يحتاجون بشكل كبير إلى قوة تعيد شيئا من التوازن الدولي والإقليمي للوضع العراقي" مضيفا أن الأميركيين "حلفاء إستراتيجيون للأكراد على أقل تقدير".