مسيرة غزة: قرار ترمب إعلان حرب سيواجه بانتفاضة

وقفة الفصائل بغزة قبل ساعات من إعلان ترمب موقف إدارته بشأن اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل
مسيرة الفصائل الفلسطينية بغزة قبل ساعات من إعلان ترمب موقف إدارته بشأن اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل (الجزيرة)

محمد عمران-غزة

صورة الخمسيني أبو بكر النحال، وهو يرتدي بزة عسكرية ويحمل مسدسين، تلخّص الأسلوب الذي طالب المشاركون في مسيرة الفصائل في غزة بإقراره رسميا وشعبيا للتعامل مع ما وصفوها بالحرب المعلنة ضد الفلسطينيين في حال الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي.

وبغضب شديد وجّه الفلسطيني رسالة باللغة الإنجليزية للرئيس الأميركي دونالد ترمب، مفادها أن الفلسطينيين لن يستسلموا لأي قرارات تنتزع حقوقهم بعاصمتهم الأبدية، قائلا "أخرج سفارتك من عاصمتنا، القدس مدينتا وتساوي حياتنا".

ويعتبر أبو بكر القرار الأميركي المزمع اتخاذه بشأن القدس تمزيقا لاتفاقات الفلسطينيين مع الاحتلال، التي وقعت في واشنطن وأقرت بحق الفلسطينيين في دولة وعاصمتها القدس. ويعيب أبو بكر في الوقت ذاته على المواقف العربية والإسلامية ضعفها، وعدم رقيها لحجم الجريمة التي ستقترف في حق مدينة السماء، حسب تعبيره.

 أبو بكر النحال في مسيرة الفصائل بغزة قبل ساعات من إعلان ترمب موقف إدارته بشأن اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل(الجزيرة)
 أبو بكر النحال في مسيرة الفصائل بغزة قبل ساعات من إعلان ترمب موقف إدارته بشأن اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل(الجزيرة)

وما كان لإدارة دونالد ترمب أن تفكر في الإقدام على الجريمة -حسب فلسطينيين تحدثوا للجزيرة نت– لولا اطمئنانها بأنها لن تجد من يتصدى لها عربيا في ظل تنامي الحديث السياسي والإعلامي عن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

تصعيد الانتفاضة
ودعت رحاب كنعان، وهي تتوشح بالعلم الفلسطيني، إلى تصعيد الانتفاضة لإفشال القرار الأميركي المرتقب كما تم إفشال مشروع البوابات الحديدية حول المسجد الأقصى. وتتوقع أن تتحوّل القدس والأراضي الفلسطينية إلى بركان ينفجر بوجه الاحتلال وداعميه، الذين يعبثون بعقيدة الفلسطينيين وعروبتهم، حسب قولها.

لافتات المشاركين في مسيرة غزة "القدس خط أحمر" و"يا أمة المليار القدس في خطر" و"الشباب ينتفض لأجلك يا قدس"، عبرت عن رفض الموقف الأميركي بشأن القدس، كما عبرت عن حجم الغضب الذي يعتلج صدور الفلسطينيين.

مسلماني: فلسطين مقبلة على وعد بلفور جديد لا يجب أن يمر(الجزيرة)
مسلماني: فلسطين مقبلة على وعد بلفور جديد لا يجب أن يمر(الجزيرة)

وردد المحتجون الهتافات بفداء للقدس بالروح والأنفس إذا فشلت الجهود السياسية فلسطينيا وعربيا في ثني الإدارة الأميركية عن المساس بالحقوق الفلسطينية في المدنية المقدسة، كما تمت الدعوة للمقاومة والاستعداد لمرحلة مواجهة مقبلة قد تفرض على الفلسطينيين.

وفي هذا الخضم دعا الناشط الشبابي معين الوحيدي السلطة الفلسطينية لتحذير الإدارة الأميركية من قلب الطاولة على الاحتلال وإيقاف العملية السياسية برمتها في وقت تسعد فيه غزة بشكل واسع لتنظيم حراك جماهيري كبير يشمل كافة الفئات الفلسطينية لمواجهة القرار الأميركي.

هجوم صهيوني
الكاتب والمحلل السياسي أسعد أبو شرخ طالب الدول العربية والإسلامية بقطع علاقتها السياسية والاقتصادية مع إسرائيل وأميركا، إضافة إلى دعم الفلسطينيين بالمال والسلاح. ويقول للجزيرة نت إن كثيرين قد يستهجنون مثل هذه المطالبات في ظل معطيات الضعف الراهنة، رغم أن إدارة ترمب تقدم على هجوم صليبي صهيوني سيطال العالم العربي والإسلامي كله إذا لم يتصد له.

صلاح البردويل يتوقع ثورة عارمة ومواجهة لقرار ترمب بشأن القدس(الجزيرة)
صلاح البردويل يتوقع ثورة عارمة ومواجهة لقرار ترمب بشأن القدس(الجزيرة)

من جهته وصف القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) صلاح البردويل القرار الأميركي المزعم اتخاذه بأنه "قرار حرب لن يواجه إلا بالحرب من خلال المقاومة التي تمتلك كافة خياراتها".

وتوقع القيادي في حماس في حديثه للجزيرة نت حدوث ثورة عارمة ومواجهة خطيرة بوجه الاحتلال لإفشال المؤامرة الحالية، كما فشلت سابقاتها، مطالبا في الوقت نفسه السلطة الفلسطينية بالانسحاب من اتفاقية أوسلو وقطع الدول العربية علاقاتها مع الاحتلال واتخاذ إجراءات كفيلة بحماية القدس.

أما القيادي بالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين مصطفى مسلماني، فأوضح أن فلسطين مقبلة على وعد بلفور جديد لا يجب أن يمرر مهما كان حجم التضحيات الفلسطينية. وحذر مسلماني في حديثه للجزيرة نت من اندفاع دول أخرى بعد الولايات المتحدة لتكرار القرار الأميركي والإقرار بشرعية الاحتلال على القدس.

المصدر : الجزيرة