تعز تحتضن الفارين من سطوة الحوثيين

كثير من المؤسسات والقيادات وجدت في مدينة تعز ملاذا آمنا بسبب انسجامها مذهبيا وضعف الحوثيين فيها
كثير من المؤسسات والقيادات وجدت في مدينة تعز ملاذا آمنا بسبب انسجامها مذهبيا وضعف الحوثيين فيها (الجزيرة)

الجزيرة نت-تعز

أدت حملات القمع والانتهاكات التي وثقتها المنظمات الحقوقية في اليمن وارتكبتها جماعة الحوثي عقب اجتياحها العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول، إلى نزوح كثير من القيادات والمؤسسات والنخب المعارضة للجماعة من العاصمة.

ووجدت تلك القيادات والمؤسسات النازحة من صنعاء في مدينة تعز ملاذا آمنا لضمان استمرار نشاط مؤسساتهم، مستفيدين من خصوصية المدينة النابعة من انسجامها مذهبيا وتعايش أبنائها مع كل التيارات، بالإضافة لضعف تواجد الحوثيين فيها.

وزارت الجزيرة نت مؤسسات وشخصيات اجتماعية وسياسية اضطرت لنقل نشاطها إلى تعز للعمل بعيدا عن سيطرة الحوثيين، ومن ضمن المؤسسات الإعلامية التي التقيناها قناتا "يمن شباب" و"سهيل" اليمنيتان.

وقال مساعد مدير الإنتاج في قناة "يمن شباب" أسامة الصالحي إن صنعاء لم تعد مكانا آمننا للعمل الإعلامي، فالجميع بات يخاف على طواقمه ومعداته من بطش "مليشيات الحوثيين"، بالإضافة إلى انعدام جودة المحتوى الإعلامي بسبب غياب حرية العمل والتنقل، بحسب رأيه.

‪أسامة الصالحي: سنعود لصنعاء إذا استعادت الدولة سيطرتها عليها‬ (الجزيرة)
‪أسامة الصالحي: سنعود لصنعاء إذا استعادت الدولة سيطرتها عليها‬ (الجزيرة)

البحث عن الأمان
وأضاف الصالحي -في تصريح للجزيرة نت- أن القنوات والمؤسسات الإعلامية لم تعد قادرة على استضافة متحدثين لأن الحوثيين قد يستهدفونهم بمجرد خروجهم من الإستديوهات، خاصة إذا كانت آراؤهم تخالف توجهات الجماعة.

ويقول الصالحي إن "الانتقال إلى تعز كان بهدف البحث عن الأمان، فنحن لا نستطيع أن نبث مادة وتكون تكلفتها أحد أفراد طاقمنا، وإذا استعادت الدولة سيطرتها على صنعاء سنعود لممارسة عملنا من هناك".

عمليات انتقام
من جانبه، أفاد المذيع بقناة سهيل اليمنية ماجد دهيم أن جماعة الحوثيين تقوم بعمليات انتقام وملاحقة لكثير من الإعلاميين بشكل مباشر أو غير مباشر، وأن صنعاء لا يمكن اعتبارها حاليا عاصمة بل وكرا للمليشيات المسلحة، بحسب وصفه.

وأضاف دهيم -الذي التقيناه في تعز- أنه لم يعد هناك إمكانية لممارسة العمل الإعلامي بشكل صريح وعلني بسبب تردي الأوضاع في العاصمة، "فهناك من يعترض حرية الإعلاميين وهناك من يقتحم مقراتهم وبيوتهم".

يذكر أن تقارير حقوقية رصدت اقتحام جماعة الحوثيين ثماني مؤسسات إعلامية في صنعاء، منها قناة سهيل التي ما زالت مغلقة حتى اليوم.

‪ماجد دهيم: تعز تحتضن الفارين من سطوة الحوثيين‬ (الجزيرة)
‪ماجد دهيم: تعز تحتضن الفارين من سطوة الحوثيين‬ (الجزيرة)

خصوصية تعز
وفي سياق متصل، قال القيادي في المكتب التنفيذي لحزب التجمع اليمني للإصلاح في تعز ضياء الأهدل إن خصوصية تعز نابعة من انسجامها مذهبيا وتعايش أبنائها مع كل التيارات، مما جعل منها مدينة مستقرة حتى الآن، وبالتالي أصبحت جاذبة لمن يبحثون عن استقرار نسبي للعمل ويخشون استهداف الحوثيين لهم.

وأضاف الأهدل أن الاحتياطات الأمنية هي التي استدعت انتقال بعض القيادات السياسية والمؤسسات من صنعاء إلى تعز، مؤكدا أن تحركات الحوثيين في تعز ما زالت محصورة بالعمل السلمي حتى الآن، إضافة إلى افتقار الحوثيين في المحافظة للقاعدة الشعبية التي قد تساعد في سيطرتهم عليها مما يعطي المؤسسات المعارضة حرية العمل.

نفي حوثي
غير أن جماعة الحوثيين تصرح باستمرار عبر قنواتها والناطقين باسمها أنها لا تستهدف أي نشاط لمؤسسات مدنية أو سياسية أو إعلامية، وأنها لا تمنع أي جهة من ممارسة عملها في العاصمة، مؤكدة أن بيوت الناشطين التي تم اقتحامها -مثل بيت الفائزة بجائزة نوبل توكل كرمان وغيرها من المنازل والمؤسسات- هي أخطاء فردية تم الاعتذار عنها.

وتستدل جماعة الحوثيين بأن كثيرا من السياسيين والمؤسسات المعارضة لها ما زالت تمارس عملها من صنعاء بشكل طبيعي، وأن عناصر "أنصار الله" منتشرون في العاصمة لتوفير الأمن للجميع.

المصدر : الجزيرة