النخيب عنوان لصراع جديد بالعراق

خارطة العراق وعليها محافظتي كربلاء والأنبار ومنطقة النخيب

undefined
تثار مخاوف من أن ينقلب خلاف إداري بين كل من محافظتي كربلاء والأنبار إلى صراع طائفي بشأن جزء متنازع عليه من الصحراء في غربي العراق بينما تخرج البلاد من حرب استمرت سنوات.

وتشكل الأراضي المتنازع عليها في العراق سببا لاضطرابات محتملة مع قرب رحيل القوات الأميركية نهاية هذا العام بعد أكثر من ثماني سنوات من الغزو، ومن بين ذلك الخلاف بين الأنبار وكربلاء على منطقة النخيب الصحراوية الشاسعة.

وتقع هذه المنطقة في النصف الجنوبي من محافظة الأنبار وتؤدي إلى سوريا والسعودية. 

خلاف يتأجج
ولم يكن الخلاف على النخيب الممتد منذ عقود معروفا على نطاق واسع, لكنه تأجج عقب كمين قتل فيه مواطنون معظمهم من كربلاء كانوا بطريقهم إلى سوريا برصاص مسلحين في سبتمبر/أيلول الماضي.

تبلغ مساحة منطقة النخيب المتنازع عليها أربعة آلاف كيلومتر مربع أي ما يعادل ثلث مساحة الأنبار, وتعد إستراتيجية لأنها منطقة عبور الحجاج إلى السعودية, وهي مركز كبير للمطاعم ومحطات الوقود على الطريق السريع المؤدي للأردن وسوريا

وقال مسؤول كبير في حكومة كربلاء -طلب عدم نشر اسمه لحساسية الموضوع- إن هجوم النخيب حقق نجاحا أكبر من المخطط له, وأوصل الخلاف إلى مستوى الانفجار, مضيفا أن حادثة أخرى مماثلة للتي وقعت الشهر الماضي مشابهة لما في النخيب قد تفجر كل شيء.

وفي كربلاء, تغطي الجدران الخارجية للمباني الحكومية كتابات ورايات سود حدادا على ضحايا كمين النخيب, وتطالب بالانتقام. وكُتب على بعض الملصقات "أقل ما يمكن أن نقدمه لشهداء النخيب إعادتها إلى كربلاء".

وكانت قوات من شرطة كربلاء قد توجهت عقب ذلك الكمين إلى الأنبار واعتقلت عددا من المشتبه فيهم مما فاقم التوتر.

وتمثل النخيب ثلث مساحة أراضي الأنبار تقريبا, وتبلغ مساحتها أربعة آلاف كيلومتر مربع من الصحراء تتناثر فيها الوديان والتلال,
وتنتشر في المنطقة كهوف كبيرة وهي مخابئ مثالية يمكن أن تستخدمها الجماعات المسلحة.

وتكمن أهمية النخيب في موقعها الإستراتيجي كمنطقة لعبور الحجاج إلى السعودية, وتقع قرب منطقة (الكيلو 160), وهي مركز كبير للمطاعم ومحطات الوقود على الطريق السريع المؤدي للأردن وسوريا.

وتقول بعض المصادر إن الخرائط الرسمية تظهر أن النخيب كانت جزءا من كربلاء طوال عدة سنوات في السبعينيات، إلا أن خريطة ترجع إلى عام 1969 تشير إلى أنها كانت جزءا من الأنبار, وتظهر خريطة للعراق منسوجة على بساط صنع عام 1939 ويعرضها المتحف البريطاني امتداد كربلاء إلى حدود السعودية.

وقال نصيف جاسم محمد الخطابي -نائب رئيس مجلس محافظة كربلاء- إن منطقة النخيب ظلت تابعة لكربلاء حتى عام 1977 عندما قرر مجلس قيادة الثورة السابق إلحاقها بالأنبار, مضيفا أن الهدف كان منع كربلاء من أن يكون لها منفذ على الحدود الدولية.

وفي المقابل, تجاهل الكثير من مسؤولي الأنبار وجود خلاف. وقال محافظ الأنبار قاسم محمد "ليس لدينا (في الأنبار) أراض متنازع عليها. من يتحدث في هذا الموضوع عليه أن يشرب من البحر".

المصدر : رويترز