الدبكة الكردية.. وهج التراث وإيقاعات الحنين
وتؤكد الدراسات التاريخية أن الدبكة الكردية في أصولها تتكون من ثلاثة أنواع رئيسية وهي "الكرمانجية" و"السورانية" و"الفيلية" منها تتوزع إلى دبكات فرعية ولكن باختلافات بسيطة في طريقة تشابك الأيدي أو الحركات الفردية أو سرعة الإيقاع.
وتابع -في حديث للجزيرة نت- أنه في دبكة "رشبلك" على سبيل المثال يتشارك الرجال والنساء معا في بعض الأحيان، وتستخدم في الحفلات الصاخبة عند ذروتها، يخرج أحد المشاركين من حلبة الرقص ويرقص منفردا.
حضور التراث
أما دبكة "فقيانا" هذا النوع من الدبكة خاص "بطلبة الحجرة"، غالبا ما كان يشكل هؤلاء الطلبة حلبة رقص من هذا النوع بعد انتهاء الامتحانات الفصلية.
يلتقي الطلبة ويشكلون صفا في أول الأمر، ليبدؤوا برفع الأيادي، ثم رفع الرجل اليسرى، ويتجهون شمالا ويمينا وبسرعة فائقة، وهذه الدبكة خاصة بالرجال فقط.
ويضيف عبد الله أن هناك أنواعا صعبة من الدبكات تقتصر على بعض المناطق حيث يتعلمها الأبناء منذ الصغر منها دبكة "بابلكان"، وهذا النوع من الدبكة غالبا ما يكون في مناطق شيروان مازن وميركة سور أقصى شمال محافظة أربيل.
وتعد من أصعب أنواع الدبكات الكردية، إذ يقدم المشاركون فيها خطوة إلى الأمام من خلال الرجل اليسرى من دون العودة، يكرر ذلك ثلاث مرات وبسرعة فائقة، ثم يتجهون خطوة نحو اليمين ويهزون الأيدي. في بداية الدبكة يتم البدء بالأكتاف، ثم التقدم خطوة إلى الأمام مع العودة إلى اليسار، ثم خطوة إلى الأمام والعودة بواسطة الرجل اليمنى. بعد ذلك يتم ضرب الأرض مرتين بالرجل اليسرى.
ويقول أحد أعضاء فرقة روزهلات للفنون الشعبية محمد هوشيار للجزيرة نت إنهم يتدربون على دبكات حديثة يسمونها الشبابية منها "دبكة كولشيني"، وهذا النوع من الدبكات الشبابية -كما يقول-يشارك فيها الرجال والنساء معا، حيث تتشابك الأيدي بواسطة السبابة، ويقدم الجميع الرجل اليسرى خطوة إلى الأمام والعودة إلى الوضع الطبيعي ثم يتكرر ذلك، مع استمرارية الدوران في حلقة نصف دائرية.
ويؤكد محمد أن النساء لهن دبكة خاصة وهادئة بعض الشيء، والظاهر فيها حركة الأكتاف وتسمى "ملاني".
وباختلاف تفاصيلها وإيقاعاتها تعتبر الدبكة الكردية جزءا من الموروث الشعبي للأكراد أينما كانوا، وقد تحولت مع الزمن إلى تراث ثقافي يرسم ملامح ثقافتهم.