اعتقال مقدسيين مع استمرار الاقتحامات للأقصى

اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي ستة فلسطينيين في مدينة القدس اليوم، ليرتفع عدد المعتقلين منذ الليلة الماضية إلى 13 بينهم ثلاثة أطفال وثلاث نساء.

يأتي ذلك، بينما يسود هدوء حذر منطقة الحرم القدسي ومحيطه بعدما اقتحمت جماعات يهودية متطرفة صباح اليوم المسجد الأقصى بحراسة قوات الاحتلال، وسط محاولات التصدي من قبل المرابطين ونواب عرب بالكنيست (البرلمان الإسرائيلي) وتأكيدات فلسطينية بأن سلسلة الاقتحامات الأخيرة تكرس التقسيم الزماني بين المسلمين واليهود في الأقصى.

ونقلت وكالة الأناضول، عن بيان للمتحدثة باسم شرطة الاحتلال بالقدس، أن الاعتقالات الأخيرة شملت ثلاثة قاصرين بتهمة رشق الحجارة وثلاث نساء بشبهة مهاجمة عابرين يهود في أزقة البلدة القديمة، مشيرة إلى اعتقال سبعة آخرين خلال ساعات الليلة الماضية.

وأفاد مراسل الجزيرة بالقدس المحتلة إلياس كرام أن الوضع الآن يشهد حالة من الهدوء بعد انتهاء فترة الاقتحامات عند الـ11 صباحا، حيث أغلقت قوات الاحتلال باب المغاربة الذي يستخدمه المستوطنون للاقتحام.

وكان عشرات الفلسطينيين قد أدوا صلاة الفجر عند أبواب الحرم بعدما منعتهم قوات الاحتلال من الدخول إليه.

وأشار المراسل إلى أن المرابطين بالمسجد الأقصى غادروه ليلا حيث أغلقت جميع أبواب الحرم ومنعت سلطات الاحتلال المرابطين داخل الخط الأخضر من الوصول إلى القدس، كما أوقَفت حافلة تقل مرابطين من مدينة "شفا عمرو" وأنزلت منها كل من هم دون الخمسين عاما.

وأثناء زيارته للمسجد الأقصى صباح اليوم للتصدي للاقتحامات، طالب النائب العربي بالكنيست جمال زحالقة الجماعات اليهودية المتطرفة بمغادرة الأقصى.

وقد أظهرت الصور زحالقة محاطا بعناصر من الأمن الإسرائيلي وفلسطينيين يرددون تكبيرات وسط ساحة المسجد.

ونقلت وكالة الأناضول عن أحد حراس المسجد أن شرطة الاحتلال أغلقت منذ الصباح ستة من أبواب المسجد من أصل عشرة، ولم تسمح لمن أعمارهم دون الخمسين عاما بالدخول لأداء الصلاة.

‪النائب العربي جمال زحالقة طالب الجماعات اليهودية المتطرفة بمغادرة الأقصى‬ (الجزيرة)
‪النائب العربي جمال زحالقة طالب الجماعات اليهودية المتطرفة بمغادرة الأقصى‬ (الجزيرة)

إجراءات وتحذير
ولفت مراسل الجزيرة إلى أن الاحتلال بدأ يتخذ إجراءات جديدة تعيق حركة الناشطين الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، والذين يرابطون في المسجد الأقصى.

ومن هذه الإجراءات تحرير مذكرات إبعاد عن الأقصى تصل لأشهر عدة، وكذلك إصدار مخالفات مرورية عشوائية بحق سائقي الحافلات التي تقل الناشطين إلى القدس الشريف، في محاولة لمنع رباط المسلمين في الحرم القدسي.

وكانت مصادر فلسطينية أكدت أن سلطات الاحتلال بدأت التقسيم الزماني الفعلي للأقصى من خلال الاقتحامات المتكررة في الفترة الماضية.

في السياق، أوضح مدير أوقاف القدس عزام الخطيب، في وقت سابق، أن الأقصى "هو مسجد خالص للمسلمين لا يجوز أن تتخذ أي إجراءات بحقه" وأوضح أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية بدأت باتخاذ قرارات ليس من حقها أن تتخذها بحق المسجد الشريف.

وإزاء تصاعد اقتحامات المستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة للحرم القدسي بحراسة قوات الاحتلال، حذرت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لـ حركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في بيان لها من أن المساس بالمسجد الأقصى سيؤدي إلى "انفجار لا يمكن تقدير قوته وتبعاته".

كما دعت كتائب الناصر -الجناح المسلح لحركة المقاومة الشعبية في غزة- الفصائل الفلسطينية لتشكيل غرفة عمليات مشتركة للدفاع عن المسجد الأقصى. ونقلت وكالة الأناضول عن المتحدث باسم تلك الكتائب أبو يوسف تحذيره إسرائيل من تداعيات إغلاق الأقصى واستمرار اعتداءاتها على مقدسات المسلمين.

المصدر : الجزيرة + وكالات