ترحيب بإعلان التحالف العسكري الإسلامي ضد "الإرهاب"

السعودية تعلن تشكيل تحالف إسلامي عسكري يضم أربع وثلاثين دولة إسلامية لمحاربة الإرهاب مقره الرياض

 رحبت منظمة التعاون الإسلامي بالإعلان عن تشكيل التحالف الإسلامي لمحاربة "الإرهاب"، ومقره الرياض. ودعت هيئة كبار العلماء الدول الإسلامية بالمسارعة للانضمام إلى التحالف، بينما باركته تركيا واعتبرت أنه رد على من يربط الإسلام بـ"الإرهاب".

وكان ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان أعلن اليوم الثلاثاء تشكيل تحالف إسلامي عسكري من 34 دولة لمحاربة "الإرهاب". وقال إن التحالف الجديد لا يستهدف تنظيم الدولة الإسلامية فقط، بل سيحارب الظاهرة في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي.

وكان الأمير محمد بن سلمان أوضح بمؤتمر صحفي في الرياض أن التحالف الإسلامي سيتصدى لأي منظمة إرهابية. وأشار إلى أن كل دولة في التحالف ستساهم وفق قدراتها. وقال إن التحالف الجديد سيقوم بالتنسيق مع جميع المنظمات الدولية ومع الدول المهمة في العالم، مشيرا إلى أنه سيحارب "الإرهاب" عسكريا وفكريا وإعلاميا.

ومن جانبها، أكدت منظمة التعاون الإسلامي، في بيان، تأييدها لكل الجهود الإقليمية والدولية الرامية لمكافحة ظاهرة "الإرهاب" معربة عن انشغالها العميق، بما يشهده العالم من جرائم "إرهابية" تتناقض مع القيم الإنسانية، الإسلامية منها والعالمية.

وباركت تركيا الإعلان عن ذلك التحالف الذي تشارك فيه، وقال رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو إن الموقف الموحد للبلدان الإسلامية ضد "الإرهاب" يشكل أقوى رسالة على من يربط "الإرهاب" بالإسلام.

ومن جانبه، أشاد رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري بالإعلان عن تشكيل التحالف بقيادة المملكة السعودية، واصفا الأمر بأنه "خطوة تاريخية في الطريق الصحيح.

وقال الحريري في بيان صادر عن مكتبه اليوم الاثنين إن "الإعلان الذي أصدرته 34 دولة إسلامية، من السعودية، خطوة تاريخية في الطريق الصحيح، للتعامل مع معضلة سياسية وأمنية وفكرية، باتت تشكل عبئا خطيرا على صورة الإسلام الحضارية والإنسانية، وتهدد الوجود الإسلامي وتعايشه مع المجتمعات العالمية".

وقد نوهت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بإعلان تشكيل التحالف الإسلامي. وأكدت في بيان أن "الإرهاب" يهدد العالم أجمع، وفي طليعته العالم الإسلامي الذي يُعدّ أكثر المتضررين به واتُّخذ ذريعة لتشويه صورة الإسلام الصافية، كما اتُّخذ ذريعة للعبث بأمنه ومصالحه الحيوية والتدخل في شؤونه.
 
وبينت الأمانة العامة أن محاربة الإرهاب هي من أوجب الواجبات التي يفرضها الدين الإسلامي، وهي واجب ينبغي للعالم الإسلامي أجمع أن يتنادى إليه ويتعاون عليه.
 
ودعت الأمانة العامة بهذه المناسبة إلى مسارعة دول العالم الإسلامي بالانضمام إلى هذا التحالف.

محاربة الإرهاب
وكان الأمير محمد بن سلمان قال في المؤتمر الصحفي إن التحالف سيحارب "أي منظمة إرهابية وليس داعش فقط".

وأكد أن التحالف سينسق الجهود لمحاربة الإرهاب في العراق وسوريا وليبيا ومصر وأفغانستان، لكنه لم يقدم تفاصيل عن كيفية مضي الجهود العسكرية. وقال إن العمليات في سوريا والعراق ستتم "بالتنسيق مع الشرعية في هذا المكان والمجتمع الدولي".

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي السعودي جمال خاشقجي للجزيرة إن دوافع التحالف تكمن في الإرهاب وحالة التداعي التي تعاني منها الأمة، إلى جانب تدخل بعض الدول -مثل إيران– بمشاريع "مفككة" للأمة الإسلامية.

وفي وقت سابق، صدر بيان مشترك بثته وكالة الأنباء السعودية، جاء فيه أن التحالف سيكون بقيادة السعودية التي ستستضيف مركز عمليات مشتركة "لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود".

وأورد البيان أن الدول التي وافقت على تشكيل التحالف تضم دولا عربية مثل مصر وقطر والإمارات، إضافة إلى دول إسلامية مثل تركيا وماليزيا وباكستان ودول خليجية وأفريقية.

وذكر البيان أن تشكيل التحالف جاء "انطلاقا من أحكام اتفاقية منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره والقضاء على أهدافه ومسبباته، وأداءً لواجب حماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة أيا كان مذهبها وتسميتها، والتي تعيث في الأرض قتلا وفسادا وتهدف إلى ترويع الآمنين".

المصدر : الجزيرة