احتفالات صاخبة ومظاهر متجددة.. أجواء المونديال تطغى على مظاهر الحياة في قطر

لا صوت يعلو فوق المونديال، على هذا النهج تعيش دول العالم أجمع أجواء نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم /قطر 2022/، خاصة قطر الدولة المضيفة التي تشهد أجواء احتفالية كرنفالية غير مسبوقة في ظل وجود مئات الآلاف من الجماهير من مختلف البقاع على أرضها.

وقبيل انطلاق المونديال تحولت قطر إلى ساحة احتفالات ضخمة عبر رسومات معبرة وجداريات ومجسمات ضخمة ومؤثرات صوتية وضوئية تعرض صور أبرز نجوم وأعلام المنتخبات المشاركة في مونديال قطر، على جدران المباني والمؤسسات العامة والخاصة في مختلف أرجاء العاصمة الدوحة.

ومنذ انطلاق الحدث العالمي ترسم الجماهير التي توافدت على الدوحة صورا من الفرحة والبسمة واحتفالات صاخبة في الساحات والشوارع، خاصة في المناطق المحيطة بالملاعب والمخصصة لفعاليات الجماهير سواء على كورنيش الدوحة أو البدع أو نادي 974 الشاطئي أو منطقة رأس أبوفنطاس أو درب لوسيل وغيرها من المناطق الأخرى.

تزيين مختلف أرجاء قطر بمظاهر المونديال جاء عبر التنافس بين مختلف جهات الدولة، سواء كانت عامة أو خاصة، وكذلك من المواطنين والمقيمين، في إبراز جماليات مونديال قطر، وإظهار الدولة بصورة جميلة وفريدة من نوعها أمام زوار البلاد وجماهير كأس العالم، وهو ما تم توثيقه على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي.

تجهيزات ضخمة

ملاعب المونديال الثمانية والمناطق المحيطة بها تشهد احتفالات صاخبة للجماهير وأجواء احتفالية في ظل تجهيزاتها الضخمة لاستقبال الجماهير، ووضع مجسمات لكأس العالم وواجهات للإعلانات والملصقات والصور الخاصة بالمونديال، بالإضافة إلى العروض الفنية والموسيقية والفلكلورية التي تعبر عن مختلف الثقافات.

منطقة أبراج الدفنة كانت أكثر المناطق صخبا عبر أعمال التزيين المختلفة سواء البصرية أو الضوئية، فظهرت الأبراج التي يتجاوز ارتفاعها 200 متر، تغطيها ملصقات ضخمة لصور أبرز لاعبي المنتخبات الـ32 المشاركة في المونديال، بجانب عروض ضوئية تعرض أعلام وأسماء الدول المشاركة.

أبرز مناطق العاصمة الدوحة تحولت إلى كرنفالات ضخمة، فمؤسسة الحي الثقافي كتارا التي تتزين بجداريات احتفالية بالمونديال تشهد إقبالا من جماهير المونديال التي تفضل زيارة هذا المعلم السياحي والاستماع بالمسارح المفتوحة التي تقدم الموسيقي للزوار وسط الأعلام الضخمة للدول المشاركة التي تغطي كورنيش كتارا، بالإضافة المجسمات المختلفة التي تعبر عن كرة القدم، وأبرزها أكبر مجسم لحذاء رياضي في العالم.

أشهر المعالم

ونال سوق واقف أحد أشهر المعالم السياحية، الحظ الأوفر سواء من التزيين أو احتفالات الجماهير المختلفة يوميا، كونه المعلم الذي يحرص الجميع على زيارته بعد كل مباراة للاحتفال، فتظهر ممراته الضيقة بشعارات المونديال، في حين تنتشر مجسمات الإبل والخيل والمها المزينة بشعارات البطولة في ساحاته.

أما كورنيش الدوحة فيمثل أطول مسرح لفعاليات المونديال على امتداد 6 كيلومترات، حيث يظهر يوميا بحلة احتفالية في وجود 4 مسارح ضخمة تشهد يوميا استعراضات وحفلات وألعابا نارية تتفاعل معها الجماهير الحاضرة للاستمتاع بالأجواء.

وبالنسبة لمنطقة درب لوسيل إحدى مناطق جذب الجماهير في المونديال كونها ملاصقة لملعب لوسيل الذي سيشهد المباراة النهائية، فتشهد احتفالات يوميا للجماهير حتى ساعات الصباح الأولى وخاصة بعد المباريات التي تقام على الملعب، في ظل الحيوية التي تتمتع بها المنطقة من مظاهر احتفالية وجود شاشات ثلاثية الأبعاد على مختلف المباني تستعرض أعلام وأسماء الدول المشاركة، فضلا عن المجسمات والإعلانات الترويجية للمونديال.

مظاهر متعددة

وتبرز الأجواء الاحتفالية في مختلف المحال التجارية التي تحتفي بالمونديال بعرض أعلام الدول المشاركة وشعارات المونديال ومجسمات مختلفة تعبر عن الحدث العالمي، بالإضافة إلى إذاعة أغاني ألبوم مونديال قطر بصورة مستمرة.

ويشارك مترو الدوحة أيضا في الاحتفالات تحت الأرض، إذ تم تزيينه بشعارات المونديال، وكذلك تزيين مداخل ومخارج المحطات التي تصدح داخلها موسيقى احتفالية، وذلك بجانب تزيين الحافلات العامة والمحطات في مختلف الساحات.

وظهرت الأبنية في مختلف جنبات الدوحة بشعارات وأعلام الدول المشاركة في الحدث العالمي، كما تم وضع ملصقات خاصة بشعارات المونديال أمام الفنادق والأبنية والقرى المخصصة لسكن جماهير المونديال.

أجواء المونديال لم تطل قطر وحدها، فغالبية دول العالم طغت عليها الأجواء بصورة أو بأخرى وخاصة على المستوى الرياضي، فتوقفت مسابقات كرة القدم في غالبية الدول، كما قررت بعض الدول خاصة المجاورة تأجيل أنشطة وفعالية كانت مقرره خلال فترة المونديال، فضلا عن أن بعض شركات المسلسلات والأفلام قامت بتأجيل عرض أعمالها لما بعد المونديال.

مؤشر نجاح

وتفاعل العديد من المشجعين مع الأجواء الاحتفالية والكرنفالية التي تعيشها قطر خلال المونديال، فبعضهم يشارك في الرقص على الأغاني في مناطق الفعاليات، والبعض يستمتع بالعروض المختلفة والألعاب النارية، وآخرون ينظمون تظاهرات جماهيرية لدعم منتخباتهم.

وترى المواطنة القطرية فايزة الكعبي أن الأجواء الاحتفالية في مختلف البلاد تعد مؤشرا لنجاح المونديال، خاصة في ظل توفير كافة عناصر النجاح للمونديال سواء داخل أسوار الملاعب أو خارجها.

وتقول الكعبي للجزيرة نت إن دولة قطر وفرت ملاعب فريدة من نوعها لاستضافة مباريات المونديال، فضلا عن بنية تحتية ضخمة لاستيعاب الجماهير من فنادق ومبان وقرى مشجعين وغيرها.

وأوضحت أن قطر قادرة على اكتساب احترام العالم بتنظيمها نسخة مختلفة ومميزة من المونديال، وكذلك إبراز الثقافة القطرية والعربية بصورتها الحقيقية أمام الجميع، وذلك عبر الفعاليات المصاحبة للمونديال.

في حين يعتبر المكسيكي لويس غالاردو أن الأجواء الاحتفالية في مونديال قطر مميزة جدا خاصة في مهرجان المشجعين بمنطقة البدع، حيث استمتع كثيرا خلال زيارته لهذه المنطقة، وكذلك بعروض الفرق التي تقدم الأغاني المكسيكية قبل مباريات المنتخب.

بينما يرى السعودي ريان الدوسري أن مونديال قطر فرصة لن تعوض لحضور مثل هذا الحدث العالمي الذي يشهد حضور جماهير من كافة أنحاء العالم، وشدد على استمتاعه بالأجواء المميزة والفعاليات الثقافية والترفيهية والاحتفالات الغنائية التي تملأ جنبات الدوحة، ومنها الفعاليات في منطقة "البيت السعودي" على كورنيش الدوحة.

أما الأردني محمد تلاحمة المقيم في الدوحة فيعرب عن سعادته بوجوده في قطر وعيش هذه التجربة المونديالية، حيث الأجواء الممتعة في كل شيء، خاصة في ظل الاحتفالات التي تشهدها الدوحة بصورة مستمرة، سواء قبل المباريات أو بعدها.