لماذا بدأت الصين في مشروع حفر بئر هي الأعمق في العالم بعد مشروع روسيا؟

يندرج هذا المشروع ضمن برنامج كبير لاستغلال باطن الأرض يسمى "ديب إيرث"

Work is now underway in the Tarim Basin. (Xinhua News Agency)
عمق الحفرة المنشود يبلغ 11 ألفا و100 متر، وتحقق أهدافا علمية وأخرى اقتصادية (وكالة الأنباء الصينية)

بدأت الصين في حفر بئر بعمق حوالي 11 ألفا و100 متر للاستكشاف العلمي وأيضا لأهداف اقتصادية، والبئر الجاري حفره يقع في حوض تاريم بمنطقة شينجيانغ الواقعة شمال غربي الصين، فما أهدافها من ذلك؟

يهدف المشروع إلى استكشاف أعماق الأرض واختراق عدة طبقات في محاولة جديدة لفهم ودراسة باطن هذه المنطقة وطبيعة قشرتها الأرضية، وهو ما اعتبره المشرفون عليه تحديا كبيرا.

وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها حفر بئر بعمق يتجاوز الـ10 آلاف متر، حيث سبق لروسيا في حقبة الاتحاد السوفياتي أن حفرت بئرا بعمق 12 ألفا و262 مترا عام 1989 بجزيرة كولا، وقد تم التخلي عنها لاحقا.

لكن الفارق اليوم يكمن في تقليص المدة الزمنية التي يستغرقها المشروع بفضل المعدات الحديثة التي تستخدمها الصين، إذ بإمكانها إنجازه في نحو 18 شهرا.

أهداف علمية

يندرج هذا المشروع ضمن برنامج كبير لاستغلال باطن الأرض يُسمى "ديب إيرث" (Deep Earth)، وهو من بين البرامج العلمية التي أطلقتها الصين مؤخرا على غرار "ديب سي" (Deep Sea) أي عمق البحر الذي انطلق فعليا في شهر مارس/آذار الماضي حسب تقارير علمية، و"ديب سبيس" (Deep Space) الذي يهدف بدوره إلى استغلال الفضاء.

وحسب ما نقله تقرير لموقع "ساينس ألرت" (Science Alert) يوم 8 يونيو/حزيران الجاري فإن الصين لم تعط تفاصيل كثيرة حول هذا المشروع إلا أنه على ما يبدو له عدة أهداف علمية، منها دراسة حركات الزلازل وكيف تتنقل الموجات الصادرة عن النشاط الزلزالي في المنطقة.

كما يهدف المشروع إلى دراسة وتحليل المكونات المجهرية للعوالق والبقايا الأحفورية التي يمكن العثور عليها على عمق 6 آلاف متر أو أكثر.

وقال الباحث المشارك في المشروع سان جينشانغ من الوكالة الصينية للهندسة حسبما نقله الموقع إن المهمة صعبة جدا، وهي تشبه في صعوبتها تسيير شاحنة من الحجم الثقيل على أسلاك معدنية.

drilling drill ground
من بين المؤسسات التي تسهم في هذا المشروع شركات بترولية لها خبرة طويلة في التنقيب عن البترول (شترستوك)

أهداف اقتصادية

لكن موقع "فوتورا" (Futura) ذكر في تقرير له أن المشروع له أيضا أهداف اقتصادية حيث تطمح الصين إلى التنقيب عن البترول والغاز في أعماق صحرائها لأن الحفر سيتجاوز حدود الصخور التي تكونت في العصر الطباشيري التي تشكلت قبل حوالي 66 مليون سنة إلى 145 مليون سنة، وهي من الناحية النظرية غنية بالبترول.

وأضاف الموقع أن من بين الشركات التي أسهمت في هذا المشروع هناك شركات بترولية لها خبرة طويلة في التنقيب عن البترول مثل شركة "سينوبك" (Sinopec).

وأوضح الموقع أن منطقة الحفر تُعتبر من أهم المناطق البترولية في الصين ويُعتقد أنها تنام على الكثير من الخيرات الجوفية من بترول ومعادن والتي يمكنها أن تسهم في دعم اقتصاد البلاد وخفض فاتورة استيراد بعض المواد الأولية.

وأوضح الموقع أن تكلفة المشروع ستكون باهظة جدا، حيث تم تقديرها بمئات الملايين من الدولارات، وسيتم فيها استخدام العشرات من المعدات الثقيلة وتحقيق عائدات اقتصادية ستكون من دون شك مفيدة جدا لإتمامه وإطلاق مشاريع أخرى مستقبلا.

المصدر : ساينس ألرت + مواقع إلكترونية