نسبية آينشتاين لديها التفسير.. نجم يراه العلماء يموت مرتين لا مرة واحدة

تعدد هذه الفرص للرؤية الفلكية مردها بشكل مباشر لنظرية النسبية العامة لألبرت آينشتاين، وهي ترجمة لنظرية أخرى ثانية تعرف بنظرية "عدسة الجاذبية".

An artist’s impression of a supernova, or exploding star. Picture credit: ESA/Hubble,
علماء الفلك تابعوا نجما يموت خلال انفجار عظيم عام 2016 ويستعدون لرؤيته مجددا في 2037 (وكالة الفضاء الأوروبية)

قالت مجلة لوبوان (Le Point) الفرنسية إن علماء الفلك تابعوا نجما يموت خلال انفجار عظيم عام 2016، وإن سحر الزمكان سيجعل من الممكن أن يروا مجددا احتضاره المذهل عام 2037.

الانفجار مرئيا مرتين

وأكدت المجلة أنه بالرغم من كون الأمر قد يبدو بالنسبة للبعض من قبيل الخيال العلمي، فإن المجتمع الفلكي يستعد حاليا لرؤية هذا الانفجار العظيم نفسه يتكرر مرة ثانية بعد سنوات من الانفجار الأول.

وبحسب دراسة دولية جادة نشرت في دورية "نيتشر أسترونومي" (Nature Astronomy) البريطانية بتاريخ 13 سبتمبر/أيلول الجاري، فإن الانفجار الكبير للنجم الذي تمت مشاهدته خلال عام 2016 وعرف آنذاك بانفجار "إس إن 2016" (SN2016) أو "إس إن ريكييم" (SN-Requiem)، سيكون مرئيا مرة أخرى خلال العام 2037 في مكان آخر من الكون.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن انفجار موت النجم عندما تم اكتشافه أول مرة عام 2016 لم يُشاهد في نقطة واحدة فقط من الكون، بل كان متاحا أيضا في 3 مواقع أخرى.

 

</div

عدسة الجاذبية

ولكن كيف يكون هذا الأمر ممكنا؟ تعدد هذه الفرص للرؤية الفلكية مردها بشكل مباشر لنظرية النسبية العامة لألبرت آينشتاين، وهي ترجمة لنظرية أخرى ثانية تعرف بنظرية "عدسة الجاذبية".

وبشكل ملموس، فإن الأجسام الكونية الفائقة الكتلة إذا كانت قادرة على تشويه الزمكان، كما قد تفعل مثلا كرة حديدية متحركة على لوح ممتد، فمن المرجح أن يكون مسار كل فوتون -أي جسيمات الضوء المنبعثة خلال حدث مثل الانفجار المؤدي لموت النجم والتي تنتقل بعد ذلك في الكون- قابلا للانحراف عن مساره بسبب هذه التشوهات.

وفي حالة "إس إن ريكييم"، فإن الجاذبية الشديدة لمجموعة المجرات "ماكس جيه 0138.02155" (MACS J0138.02155) (وهي سبب ظاهرة عدسة الجاذبية)، تغير منحنى الزمكان لدرجة أن ضوء الانفجار المؤدي لموت النجم يميل في اتجاهنا بأشكال وطرق مختلفة.

ولتقريب الصورة يكفي تخيل أن عدة قطارات غادرت نفس المحطة (مكان حدوث الانفجار) تسير بنفس السرعة (سرعة الضوء) في نفس الاتجاه (نحو الأرض)، لكنها تسير في مسارات مختلفة، لكي نفهم أن هذه القطارات (مثل الفوتونات المنبعثة من الانفجار العظيم) لن تصل في نفس الوقت ولا إلى نفس المكان بالضبط.

المصدر : لوبوان