ما وراء الخبر

من يستهدف مطار بغداد؟ ولماذا تقاعست قوى عراقية عن الإدانة؟

قال الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية زياد العرار إن استنكار رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي عدم إدانة بعض الجهات استهداف مطار بغداد يأتي رفضا لصمت هذه الجهات؛ مما يعني موافقتها على الهجوم.

وأضاف العرار -في حديثه لحلقة (2022/1/28) من برنامج "ما وراء الخبر"- أن تشديد الكاظمي على ضرورة إدانة الجميع استهداف المطار، وعلى نحو فوري، يأتي انطلاقا من كونه اعتداء على مؤسسة سيادية، كما أنه يؤثر على جهود الدولة في مكافحة الإرهاب.

وشدد العرار على أن حديث الكاظمي لا يعني بالضرورة اتهام فصائل الحشد الشعبي بالوقوف وراء الهجوم، لأن الحشد بات مكونا شبه رسمي وله مقرات منتشرة في جميع مناطق العراق.

وتابع أن الكاظمي عازم على كشف الجهة التي تقف خلف استهداف المطار وبشكل سريع، داعيا الأجهزة الأمنية للعمل على كشف الجهات المتسببة وإحالتها للقضاء، بل واستخدام القوة ضدها إذا تطلب الأمر لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.

وفي وقت سابق اليوم الجمعة، أعلنت خلية الإعلام الأمني العراقية أن هجوما بـ6 صواريخ استهدف مطار بغداد، وألحق أضرارا بطائرتين تابعتين للخطوط الجوية العراقية، واتهمت من وصفتها "بعصابات اللادولة الإرهابية" بتنفيذه.

وكان رئيس الوزراء العراقي دان بعبارات قوية وبلهجة صارمة الهجوم على مطار بغداد، ووصفه بأنه عمل إرهابي جبان، ومحاولة لتقويض سمعة العراق، متوعدا برد حاسم على هذا النوع من العمليات الخطيرة، التي تقف خلفها أجندات لا تريد للعراق خيرا.

وفي ما بدا امتعاضا من الكاظمي لعدم إدانة بعض الجهات ما حدث في المطار، قال إن من سماهم المجرمين يرون الصمت على هذا النوع من الهجمات غطاء سياسيا لهم، وفق تعبيره.

من يقف وراء الهجوم؟

وقال رئيس مركز ارتقاء للبحوث والدراسات عباس العرداوي إن العديد من الفصائل المنضوية تحت الحشد الشعبي دانت الهجوم على المطار، ولا تزال التصريحات تتوالى، والجميع متفقون على أن الهجوم عمل إرهابي ومدان.

وأضاف أن التفجير تزامن مع الاختلالات الأمنية على الحدود العراقية السورية بعد إطلاق سجناء تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية من سجن الحسكة. في إشارة منه إلى إمكانية وقوف التنظيم المحظور خلف هذا الهجوم.

وتابع أن أغلب فصائل ما أسماها "المقاومة العراقية" تعلن تبني الهجمات التي تقوم بها فورا، وهذا ما لم نشهده حتى اللحظة في هجوم المطار، متهما الأطراف المستفيدة من بقاء القوات الأميركية في البلاد بالوقوف خلف الهجوم.

ورأى الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري أن اتهام رئيس الوزراء العراقي "قوى اللادولة" بالوقوف خلف استهداف مطار بغداد قد يعني بها بعض فصائل الحشد الشعبي، الذي يتكون من 67 فصيلا، وجزء من هذه الفصائل يصنف على أنها فصائل إرهابية، ولها ارتباطات عابرة للحدود.

وأضاف أن الهجوم يأتي في سياقات عدة؛ منها الانتخابات وفصل المحكمة العليا في نتائجها، وإشكالية تشكيل الحكومة حتى الآن، واستهداف منزل رئيس البرلمان محمد الحلبوسي؛ وهي أمور تصب في تعطيل الحياة السياسية في البلاد إرضاء لبعض الأطراف الخارجية، حسب قوله.