ما وراء الخبر

صاروخ روسيا المضاد للأقمار الصناعية.. هل يعد إيذانا بعودة الحرب الباردة مع أميركا؟

مع أن الباحث بالشؤون الأميركية محمد الشرقاوي استبعد أن يؤدي الصاروخ الروسي المضاد للأقمار الصناعية للعودة لسباق التسلح، فإن أستاذ العلوم السياسية عبد الله الشايجي رأى بهذا التطور عودة للحرب الباردة.

فبحسب وجهة نظر الشرقاوي فإن كلا من واشنطن وموسكو لا تريدان العودة لسباق التسلح الذي كان سائدا في ستينيات القرن الماضي، ولذلك رأى أن الرد الأميركي على التجربة الصاروخية الروسية جاء دبلوماسيا وهادئا لكنه قوي في الوقت ذاته.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد انتقد، اليوم الثلاثاء، التجرية الصاروخية الروسية، وقال إنها تهدد التجارب الفضائية للدول الأخرى، مؤكدا أن الشظايا التي سقطت من الصاروخ الروسي اليوم أثرت بالفعل على أقمار اصطناعية لدول أخرى.

وأوضح الشرقاوي أن واشنطن لا تريد أن تظهر بمظهر الضعيف أمام موسكو، التي بدورها تحاول استعراض عضلاتها والظهور بمظهر المشاكس وأنها هي الند الأول للولايات المتحدة الأميركية لا الصين كما تعتقد واشنطن.

وأشار الباحث الذي يقيم في الولايات المتحدة إلى مساعي موسكو لاحتواء الصين، لتضمن بقاءها متفردة في وجه الولايات المتحدة.

وفي هذا السياق، تحدث عن أزمات عدة تفتعلها موسكو بوجه أميركا بشكل خاص والغرب بوجه عام، مشيرا إلى أزمة اللاجئين الذين دفعت بهم إلى الحدود مع بولندا.

ومع أن أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت عبد الله الشايجي اتفق كثيرا مع ما ذهب إليه الشرقاوي، فإنه اعتبر أن الحرب الباردة وفي ظل الأزمات المتصاعدة بين واشنطن وموسكو أصحبت وشيكة، وأن الكثير من مبرراتها باتت موجودة على الأرض.

ونوه الشايجي إلى أن مراكز الدراسات والاستخبارات الأميركية أكدت أكثر من مرة أن الخطر الحقيقي بالمرحلة المقبلة هو التنمر الروسي والصعود الصيني، وقال إن هذين الأمرين أصبحا حقيقة كالشمس لا يمكن نكرانها، وإن هذه الحقيقة هي التي دفعت الولايات المتحدة لنقل تركيزها من الشرق الأوسط والذهاب إلى شرق آسيا لمواجهة روسيا والصين.

وفي هذا السياق، ينظر الشايجي باهتمام كبير للتجربة الصاروخية الروسية التي يرى أنها سيكون لها ما بعدها على صعيد العلاقات بين أميركا وروسيا.

ومع قناعته بأن روسيا هي التي افتعلت أزمة اللاجئين على حدود بولندا لتحرج الغرب وأميركا، فإنه رأى أن بإمكان الدول الغربية إحراق هذه الورقة على روسيا، بالاتفاق مع الدول التي ينتمي إليها اللاجئون على تأمين عودتهم لبلادهم، واصفا أزمة اللاجئين بأنها عار على جبين موسكو.