بلومبيرغ: هل تراجعت أهداف بوتين في أوكرانيا أم توسعت؟

بوتين وسع جبهة الحرب في بدايتها لتحقيق أهدافه المتمثلة في "نزع سلاح" أوكرانيا و "القضاء على الفاشية" فيها (الجزيرة)

نشر موقع "بلومبيرغ" (Bloomberg) مقالاً جاء فيه أن روسيا قد قلصت أهدافها في أوكرانيا على ما يبدو، بعد اضطرارها للانسحاب من المناطق التي هاجمتها في بداية الحرب.

وقال الكاتب الصحفي ليونيد بيرشيدسكي في مقاله بالموقع إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسع جبهة الحرب في البداية لتحقيق الأهداف المعلن عنها والمتمثلة في "نزع سلاح" أوكرانيا و "القضاء على الفاشية" في البلد، لكنه اضطر لاحقا للانسحاب من كييف ومناطق أخرى، ومع تلك الانسحابات تراجعت الأهداف، التي بدت كأنها عبارات ملطفة لتغيير النظام الأوكراني.

ويرى بيرشيدسكي أنه قد يكون من الخطأ تسمية ما سبق أهدافا في هذه المرحلة، نظرا لكونها مستحيلة التحقيق في المستقبل المنظور من خلال الموارد التي يملكها الكرملين، لذلك فإن وصفها بـ"الأحلام" قد يكون أدق.

ومن ناحية أخرى، يقول الكاتب إنه يبدو أن أهداف روسيا فيما يتعلق بالمناطق الجغرافية التي تسعى لبسط السيطرة عليها قد توسعت، فبعد أن كانت طموحات موسكو المعلن عنها تقتصر على ضم منطقتي دونيتسك ولوغانسك، صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مؤخرًا بأن "الجغرافيا قد تغيرت" وأن روسيا مهتمة الآن أيضا بمنطقتي خيرسون في الجنوب و زاباروجيا في وسط أوكرانيا. وأشار الكاتب إلى أن لافروف هو أعلى مسؤول روسي يتحدث بصراحة عن مثل هذه الخطط.

وأوضح أن تصريح لافروف المذكور آنفا، إضافة إلى الأسس التي وضعتها الإدارات الموالية لموسكو من أجل تنظيم استفتاءات في المناطق الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا بشأن انضمامها إلى روسيا، دليل قاطع على أن بوتين ينوي ضم الأراضي بالكامل بدلا من تركها في منطقة رمادية.

تخبط وارتجال

ويقول بيرشيدسكي إنه من السهل تفسير جدلية تقليص أهداف موسكو المتمثلة في نزع السلاح والقضاء على الفاشية في أوكرانيا، مقابل توسيع أهدافها المتعلقة بالسيطرة على الأراضي، من خلال افتراض أن بوتين عندما فشل في تحقيق هدفه المتعلق بتغيير الحكومة الأوكرانية وإبدالها بأخرى موالية للكرملين، قرر الاستيلاء على مزيد من الأراضي الأوكرانية بدلا من ذلك.

لكنه يرى أن هذه الحرب الغريبة تتحدى التفسيرات السهلة، ويرجح أن تكون أي خطط يضعها الكرملين هذه الأيام عبارة عن رد فعل على مجريات الأحداث في الحرب وليست خططا إستراتيجية.

ويخلص الكاتب إلى أن توقعات الكرملين تتشكل من خلال الأحداث في ساحة المعركة، وأن كل تحول في الوضع العسكري يقود إلى وضع خطة جديدة، يتوقع من خلال تنفيذها أن تتيح الفرصة لبوتين ليعلن نصرا مؤزرا في الحرب.

المصدر : بلومبيرغ