بلومبيرغ: أنظمة الصواريخ الأميركية الجديدة تغير مسار الحرب في أوكرانيا

صواريخ هيمارس التي زودت بها أميركا أوكرانيا يصل مداها إلى 80 كيلومترا (غيتي)

قال موقع "بلومبيرغ" (Bloomberg) الأميركي إن الحرب في أوكرانيا ربما تكون قد دخلت مرحلة جديدة، حيث تعيق أنظمة الصواريخ بعيدة المدى -التي أمدّت بها الولايات المتحدة أوكرانيا- التقدمَ الروسي في منطقة دونباس شرقي البلاد، وتفسح الباب لهجوم أوكراني مضاد.

وأشار الموقع إلى أنه بعد مرور أكثر من 150 يوما من "الغزو الروسي" لأوكرانيا، لا يتضح بعد ما إذا كان باستطاعة أوكرانيا الاستفادة من "الفرصة" التي قال ريتشارد مور رئيس "جهاز الاستخبارات البريطاني" "إم آي 6" (MI6) الأسبوع الماضي إنها متاحة في ضوء "ضعف معنويات القوات الروسية".

كما أشار بلومبيرغ إلى أن هناك عوامل عديدة في ساحة المعركة وخارجها تدفع القيادة في كييف إلى محاولة توسيع هجومها، ومن ضمن تلك العوامل انخفاض معدلات الضحايا، وتشدد الموقف الروسي المعلن بشأن الاستيلاء على مناطق من البلاد، والحاجة إلى إنعاش الاقتصاد الأوكراني، والركود الاقتصادي العالمي الذي قد تنجم عنه ضغوط على دول التحالف من أجل السعي لإنهاء الحرب.

ونقل الموقع عن "معهد دراسة الحرب" (The Institute for the Study of War) -وهو معهد للأبحاث مقره في واشنطن- قوله بتقريره اليومي عن الحرب إن أوكرانيا قد تكون بدأت بالفعل هجوما مضادا في منطقة خيرسون جنوبي البلاد.

كما أرجع تقرير المعهد التراجع الحاد في قصف المدفعية الروسية على جبهة دونباس الرئيسية منذ 15 يوليو/تموز الجاري إلى دخول صواريخ "هيمارس" الأميركية التي يصل مداها إلى 80 كيلومترا، وتمكنت من تدمير العشرات من مستودعات الأسلحة التي تزود القوات الروسية المقاتلة بالسلاح.

مرحلة جديدة أخرى

وأشار تقرير بلومبيرغ إلى أن القوات الأوكرانية أعلنت تمكنها من تدمير جميع الجسور التي تربط القوات الروسية في خيرسون بخطوط الإمداد على الضفة الشرقية لنهر دنيبرو.

ونقل الموقع عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قوله خلال اجتماع مع قادته الأمنيين الخميس الماضي "لدينا إمكانات كبيرة لتقدم قواتنا على الجبهة وإلحاق خسائر جديدة كبيرة بالمحتلين".

كما صرح زيلينسكي في مقابلة مع صحيفة "وول ستريت جورنال" (Wall Street Journal) نُشرت يوم الجمعة الماضي بأن الخسائر البشرية في ساحة المعركة في صفوف الأوكرانيين انخفضت إلى نحو 30 شخصا في اليوم، بعد أن كانت تتراوح بين 100 إلى 200 قتيل في اليوم خلال مايو/أيار ويونيو/حزيران الماضيين. واستبعد زيلينسكي موافقة بلاده على أي اتفاق لإطلاق النار يسمح لروسيا بالسيطرة على الأراضي التي احتلتها.

وأورد تقرير بلومبيرغ رأي فيليبس أوبراين، أستاذ الدراسات الإستراتيجية في "جامعة سانت أندروز" (University of St. Andrews) في أسكتلندا، الذي قال إن التطورات المذكورة آنفا تشير إلى أن الحرب تدخل مرحلة جديدة أخرى. فقد حاولت القوات الروسية في المرحلة الأولى من الحرب الاستيلاء على كييف في عملية سريعة، لكنها أخفقت في ذلك، وفي المرحلة الثانية، انسحب الجيش الروسي شرقا في محاولة لفتح طريق للنصر باستخدام المدفعية.

وأضاف أوبراين "إذا استمر تراجع قوة النيران الروسية في دونباس، فإن تلك الجبهة أساسا ستتجمد ويصبح السؤال هو هل يمكن للأوكرانيين إجبارهم على التراجع إلى الوراء؟".

المصدر : بلومبيرغ