قبيل "مليونية" الخميس.. الشارع السوداني منقسم بين معسكرين والجيش يغلق كل الطرق إلى مقر قيادته

أغلق الجيش السوداني اليوم الخميس كل الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلى مقر قيادته وسط العاصمة الخرطوم، قبيل انطلاق مظاهرات تطالب بالحكم المدني وإنهاء الشراكة مع العسكريين في السلطة واستكمال الانتقال السلمي الديمقراطي.

وأغلق عناصر من الجيش الشوارع بحواجز إسمنتية وأسلاك شائكة لمنع أي دخول محتمل لمتظاهرين إلى محيط القيادة العامة.

كما انتشرت عربات عسكرية مدرعة، مع عشرات الجنود المدججين بالأسلحة، في الشوارع المؤدية إلى مقر قيادة الجيش.

وأمس الأربعاء، دعا تجمع المهنيين السودانيين كل القطاعات للمشاركة الفعالة في المواكب (المظاهرات) المليونية اليوم الخميس، في حين دعت واشنطن السودانيين إلى ممارسة حقهم في التجمع بسلام ودون عنف.

وأكد البيان على ضرورة التحول الديمقراطي المتكامل لأن الشعب سئم من سلسلة حكم الفرد، على حد قول البيان.

من جانب آخر، يواصل أنصار قوى الحرية والتغيير-مجموعة الميثاق الوطني اعتصامهم أمام القصر الجمهوري لليوم الخامس على التوالي.

ويطالب المعتصمون بتنحي الحكومة الانتقالية، وتوسيع قاعدة المشاركة في الفترة الانتقالية، والالتزام بتنفيذ بنود الوثيقة الدستورية، وتشكيل حكومة كفاءات.

كما خرج متظاهرون في أحياء مختلفة بالخرطوم وأم درمان، مطالبين بمدنيّة الدولة وإبعاد العسكريين عن الحكم.

يذكر أن مجموعات سياسية عدة أبرزها قوى الحرية والتغيير-مجموعة المجلس المركزي، كانت دعت إلى هذه المظاهرات.

تفادي العنف

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن -في تغريدة على تويتر- إن واشنطن تدعو الشعب السوداني إلى ممارسة حقه في التجمع اليوم الخميس بسلام ودون عنف، بما يتماشى مع الفترة الانتقالية.

كما دعت السفارة الأميركية في الخرطوم القادة المدنيين والعسكريين في السودان إلى العمل معا في شراكة للتغلب على خلافاتهم واتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ المعايير الأساسية للوثيقة الدستورية.

وقالت السفارة على صفحتها في فيسبوك إنها تشجع المتظاهرين على السلمية، وتذكرهم بالدعم الأميركي القوي للانتقال الديمقراطي لتحقيق الحرية والسلام والعدالة.

وقد اتهم مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور القيادي في قوى الحرية والتغيير-مجموعة الميثاق الوطني، تحالفَ قوى الحرية والتغيير-مجموعة المجلس المركزي بتعطيل مبادرة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك لحل الأزمة السياسية، وذلك بعدم تسمية ممثليهم في اللجنة السباعية المقترحة لحل الأزمة.

وقال القيادي في تحالف قوى الحرية والتغيير-مجموعة الميثاق الوطني إسماعيل جلاب إن رئيس الوزراء ليس محايدا في الأزمة الحالية، لأنه يساند تحالف قوى الحرية والتغيير-مجموعة المجلس المركزي.

ووصف جلاب في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء الأزمة بالكارثة، وقال إن مجموعة المجلس المركزي لا تتجاوز معرفتها بالسودان المقار الحكومية في الخرطوم.

إنجاح الفترة الانتقالية

في سياق مواز، قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان إن القوات المسلحة والمكون المدني حريصان على إنجاح الفترة الانتقالية، وصولا لتشكيل حكومة مدنية منتخبة تلبي تطلعات الشعب السوداني.

وشدد البرهان خلال لقائه في الخرطوم وزيرة الشؤون الأفريقية بالخارجية البريطانية فيكي فورد، على الالتزام بالوثيقة الدستورية، والحفاظ على الشراكة بين المكونين العسكري والمدني.

وقد أكدت آلية مبادرة رئيس الوزراء السوداني لحل الأزمة استمرار الثورة السودانية بالتفاف الجماهير حول شعاراتها لإكمال التحول الديمقراطي.

وعبّرت الآلية -في بيان- عن أملها في أن يواصل الشعب السوداني مسيرة النضال وتطلعاته المشروعة في بناء الدولة الوطنية، وناشدت قوات الشرطة أن تقوم بدورها في تأمين المظاهرات المقررة اليوم الخميس.

من جانبه، قال رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك إن السودانيين هم الأحرص على المضي بأهداف الثورة إلى نهايتها، وذلك خلال لقائه في الخرطوم بايتون نوف نائب المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي.

وقال مكتب رئيس الوزراء السوداني -في تغريدة- إن حمدوك شكر نائب المبعوث الأميركي للدعم المتواصل الذي توفره واشنطن لعملية الانتقال المدني الديمقراطي في السودان.

من جانبه، أكد نائب المبعوث الأميركي حرص بلاده على دعم التحول المدني الديمقراطي في السودان، كما ثمّن جهود حمدوك للوصول إلى حلول للقضايا والتحديات المحلية والإقليمية.

المصدر : الجزيرة