الامتحانات مصدر قلق وخوف الأمهات والأبناء.. ما الحل؟

اختصاصية علم النفس التربوي أناستازيا المبروك تنصح الأم بعدم إظهار القلق الزائد على أطفالها يوم الامتحان حتى لا تنقل الخوف لهم فينزعجون.

وضع برنامج محدد للدراسة للامتحانات يسهل على الأهل وأطفالهم (بيكسابي)

بيروت- مع اقتراب موعد الامتحانات تسود حالة من الطوارئ داخل المنزل، وتعيش الأمهات كما الأبناء فترة صعبة فيها الكثير من القلق والتوتر بسبب الضغوط الناتجة من الجهود الزائدة أثناء الدرس، لذلك تبرز ضرورة تسليط الضوء على سبل تسهيل هذه الفترة على الأهل والأطفال بخطوات بسيطة.

ويجب الحرص على توفير الأجواء المناسبة التي تساعد الأبناء على الدراسة والاستعداد الجيد لاجتياز اختبارات نهاية العام وتحقيق النتائج المرجوة، والسطور التالية نتعرف فيها على تجارب من الواقع ورأي علم النفس التربوي.

عايدة مكية مع ابنتها تيا التي تعاني من الارق والعجز من النوم والقلق وتحاول تهدئتها قبل الامتحانات- (جزيرة نت).
تيا تعاني من القلق والعجز عن النوم وأمها تحاول تهدئتها قبل الامتحانات (الجزيرة)

أجواء قلق

عايدة مكية لها 3 أطفال، تحرص على الخروج معهم من وقت إلى آخر، إضافة إلى أوقات الراحة من حين لآخر حتى يستمروا بالاستيعاب، لكنها تلاحظ أن ابنها الأكبر هو أكثر من يخاف بين إخوته، حتى أنهم في المدرسة لاحظوا أنه يشعر وقت الامتحان بالكثير من التوتر ويظهر احمرار في وجهه، رغم أنه لا يظهر هذا القلق الواضح في المنزل قبل الامتحانات.

وتقول للجزيرة نت "ابني الأكبر ربيع يبدأ بالدرس قبل شقيقتيه الأصغر سناً، فهو اليوم سيقدم امتحانات الصف السابع، ومن الطبيعي أن يكون الضغط أكبر عليه، وهو أصلاً من النوع الذي يقلق أكثر. أما ابنتي الصغرى تيا، وهي في الصف الأول الابتدائي، فعلى الرغم من أن نتائجها ممتازة فهي تعجز عن النوم قبل الامتحانات فتصاب بالأرق وتكون قلقة وأحاول تهدئتها بشتى الطرق حتى تنام".

وتتابع شرحها بأنها شخصيا تعاني من نوبات التوتر والعصبية قبل موعد الامتحانات لكنها تحاول بشتى الوسائل عدم إظهار هذه المشاعر، وإنما تساعد أولادها وتشجعهم وتساندهم لإبعاد الخوف من قلوبهم ومنحهم الوقت للاسترخاء والشعور بالطاقة الإيجابية والتفهم والطمأنينة.

وتنبه مكية لأهمية تهيئة مكان للأطفال للدراسة وإظهار القدر الكبير من الحب والاهتمام فترة الامتحانات، وبأنها دائما إلى جانبهم حتى يتغلبوا على قلقهم وخوفهم ليكونوا مرتاحين نفسياً عند بدء الامتحان.

5الام عايدة مكية تحاول مساعدة اولادها وتشجعيهم ومساندتهم في ابعاد الخوف من قلوبهم ومنحهم الوقت للاسترخاء والشعور بالطاقة الايجابية والتفهم والطمأنينة- (بيكسلز).
امنحيهم الحب غير المشروط حتى يشعروا بالأمان (بيكسلز)

السكينة والطمأنينة

أما جيهان عبد الواحد فهي حريصة جدا على توفير الجو المناسب لطفلها آدم (7 أعوام) وأيضا حصوله على فترات راحة واسترخاء، والتغذية الصحية الجيدة، ووقت نوم كافٍ، كما يجب أن تذكر الابن بالتوكل على الله وقراءة بعض الأذكار والآيات القرآنية خلال توجهه للامتحان كي يشعر بالسكينة والطمأنينة، لأن التوتر قد يخلف عنده شعوراً بعدم القدرة على التركيز والإجابة بشكل جيد.

وتؤكد للجزيرة نت بأنها تتجنب الغضب والصراخ في وجهه حتى لا يفقد التركيز، وتشجعه على إبعاد القلق والخوف من الامتحانات ليكون مرتاحاً نفسياً، وتحاول عدم الضغط عليه حتى يكمل نشاطه وجهده في الدرس.

كما تنصح كل أم بأن تمنح طفلها الحب والقبول غير المشروط، فهذا سيشعره بالأمان ويكون بالنسبة إليه المحفز كي يصل لأعلى الدرجات بهدوء بعيدًا عن الضغط والقلق.

1الحرص على الأكل الصحي للطفل وتناوله الأطعمة المغذية المفيدة له في مرحلة الامتحانات- (مواقع التواصل).
الأكل الصحي المغذي مرحلة الامتحانات (مواقع التواصل)

نصائح

بحسب اختصاصية علم النفس التربوي أناستازيا المبروك، ثمة خطوات معينة على الأمهات القيام بها لتقليل التوتر وتخفيف الأعباء عليهن وعلى أطفالهن، ومن أبرزها:

  • الحرص على الأكل الصحي للطفل وتناوله الأطعمة المغذية المفيدة له في هذه المرحلة (لوز، فاكهة، ألبان وأجبان).
  • الحرص على راحته ونومه، خصوصاً أن النوم بمعدل كاف ليلاً يساعد في حفظ المعلومات في الدماغ بشكل أفضل.
  • وضع برنامج محدد للدراسة مما يسهل الأمور على الأهل وعلى الطفل.
  • السماح له بأوقات راحة ولعب لتحريك جسمه، لفترة نصف ساعة أو ساعة.
  • عند الشعور بأنه متوتر أو متعب يجب التركيز على تمارين التنفس التي تساعده على الاسترخاء.
  • تذكيره من وقت إلى آخر بنجاحاته السابقة.
  • طمأنته بأنهم يحبونه مهما كانت النتائج التي يحققها في المدرسة ودعمه بشكل دائم.
  • التشجيع على التركيز على الدرس وعدم اللعب أوقات الدرس وتجنب الألعاب الإلكترونية أوقات الراحة لأنها تتطلب مجهوداً فكرياً فلا تسمح له بالراحة.
  • تقبل تقلبات مشاعره هذه الفترة والتشتت في التفكير، والعمل على تهدئته واحتضانه.
  • التركيز على الثقة وتفادي الأقوال التي تشعره بالذنب، مثل مقارنته بإخوته، والتركيز على نقاط ضعفه.
    لا تصرخي في وجهه عندما يعجز عن فهم الدرس (غيتي)
  • تشجيع الطفل على طلب المساعدة في الدرس ومطالبته بتفسير الدروس.
  • طمأنته عندما يظهر تردداً في الأجوبة.
  • في أوقات الأكل والراحة، عدم ذكر الامتحانات.
  • الحفاظ على الهدوء في المنزل ليشعر بالطمأنينة وتفهم مخاوفه.
  • تفادي الأصوات المرتفعة بالمنزل لأنها تشتت تفكيره (تلفزيون، ضجيج الأشقاء…).
  • عدم الصراخ في وجهه عندما يعجز عن فهم الدرس.
  • عدم تحميل برنامج الدرس أنشطة عديدة متعبة.
  • يجب عليك مكافأة طفلك حال انتهائه من المذاكرة، لتشجسعه على الذهاب إلى الامتحان دون خوف.
  • تحدثي معه بأن الامتحان ما هو إلا اختبار بسيط يتناول الموضوعات التي ذاكرها طوال فترة الدراسة.
2ادعمي طفلك دعما إيجابيا، ما يؤثر على صحته النفسية بشكل جيد ويساعده على تخطي خوفه من الامتحانات- (مواقع التواصل).
دعم الطفل يؤثر جيدا على صحته النفسية ويساعده على تخطي رهبة الامتحانات (مواقع التواصل)

نقاط أساسية

وتشدد المبروك بأن فترة الامتحانات هامة مصحوبة بمشاعر القلق والتوتر والإجهاد. لكن هناك حداً مقبولاً من التوتر، لذلك لا تدعي أيتها الأم تلك المشاعر تسيطر على حياة أولادك، باتباع هذه الخطوات والتركيز يمكن اجتياز تلك الفترة بنجاح، مركزة على هذه النقاط:

  • عدم إظهار خوفك وقلقك الزائد على طفلك يوم الامتحان حتى لا تنقلي الخوف له فينزعج.
  • الحرص على تشجيعه على النجاح في المجال الدراسي، وكل مجالات الحياة، حتى يصبح متميزا.
  • يجب عليك تشجيعه وتحفيزه للتقدم، وزيادة ثقته بنفسه حتى يذهب للامتحان مطمئنا.
  • دعم طفلك إيجابيا، وهذا يؤثر على صحته النفسية بشكل جيد مما يساعده على تخطي خوفه من الامتحانات.

مهمة جدا

وتختتم الاختصاصية المبروك بتقديم نصيحة إضافية للامتحانات، تعتبرها في غاية الأهمية، وهي "إذا كان الطفل متعلقاً بملابس معينة أو عادات، فيجب عدم العمل على تغييرها خلال فترة الامتحانات، وعند الحاجة يمكن مناقشة ذلك لاحقاً".

المصدر : الجزيرة