بعد وصوله إلى مكان عمله.. متى تصل أول الصور إلينا من تلسكوب جيمس ويب؟

جيمس ويب وصل إلى نقطة عمله بالفضاء على مسافة 1.5 مليون كيلومتر من الأرض (ناسا)

في 24 يناير/كانون الثاني الحالي، أعلنت وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا) أن التلسكوب الفضائي جيمس ويب قد وصل إلى نقطة عمله بالفضاء، والتي تقع على مسافة حوالي 1.5 مليون كيلومتر من الأرض في الجانب المقابل للشمس، وأنه الآن جاهز للعمل.

خطة عمل دقيقة

وخلال فترة أقصاها 3 أشهر من لحظة انطلاقه، سيبدأ جيمس ويب أولا في ضبط مراياه الذهبية سداسية الشكل (وعددها 18) بحيث تعمل معا كمرآة واحدة، هي الأكبر على الأطلاق في الفضاء.

بعد ذلك، وعلى مدى 3 أشهر إضافية، سيبدأ التلسكوب في التقاط صور غير دقيقة لمجموعات محددة سلفا من النجوم. هذه الصور لن تكون غير ذات غرض علمي، ولكنها إجراءات إضافية لضبط التلسكوب من أجل العمل بدقة محددة.

بعد مرور 6 أشهر من لحظة انطلاقه سيكون التلسكوب جيمس ويب قادرا على بدء أول مهامه (ناسا)

وبعد مرور 6 أشهر من لحظة انطلاقه، سيكون التلسكوب جيمس ويب قادرا على البدء في أول مهامه مما يسمى "دورة العمل رقم واحد" (Cycle 1) وهي مجموعة من 266 مهمة بحثية تم اختيارها من باحثين في 41 دولة حول العالم (ثلثهم بقيادة نساء) سيقضي التلسكوب هابل 6 آلاف ساعة عمل في هذه المهام.

حوالي ثلث تلك المهام ستكون متعلقة بدراسة المجرات، و23% منها ستهتم بالكواكب التي تدور حول نجوم غير الشمس، يلي ذلك 12% مخصصة لدراسة الفيزياء الفلكية الخاصة بالنجوم، ونصف تلك النسبة سيخصص لدراسة المجموعة الشمسية.

أكبر المهام

في أكبر مهامه، سيعطي التلسكوب جيمس ويب حوالي 209 ساعات عمل لهدف واحد رئيس، وهو التقاط صور لآلاف المجرات التي نشأت خلال مليار سنة من لحظة الانفجار العظيم، لم يتمكن تلسكوب من قبل من رصها بدقة بسبب المسافة الهائلة بيننا وبينها.

يمكن أن تساعد هذه الأرصاد في فهم جزء جوهري من تاريخ الكون يُعرف باسم "حقبة عودة التأين" (Reionization) وهي الفترة من 400 مليون إلى مليار سنة بعد الانفجار العظيم، حيث ظهرت النجوم والمجرات الأولى.

جيمس ويب يهتم بشكل خاص بدراسة النظام النجمي "ترابيست-1" (ناسا)

يلي ذلك مهمة تتعلق بدراسة الغلاف الجوي لعدد من الكواكب التي تدور حول نجوم أخرى، على مسافات شاسعة من الشمس، سيقضي التلسكوب حوالي 142 ساعة عمل في تلك المهمة.

وسيهتم جيمس ويب بشكل خاص بدراسة النظام النجمي "ترابيست-1" (TRAPPIST-1). وكان فريق بحثي دولي قد اكتشف وجوده عام 2017، ويتكون من 7 كواكب تدور على مسافات قريبة جدا من أحد أنواع النجوم يدعى "قزم أحمر" ويعتبر قريبا نسبيًا من الأرض.

كذلك سيفرد جيمس ويب حوالي 100 ساعة عمل لرصد الأجرام الصغيرة التي تقع خلف كوكب نبتون، وستهتم تلك الأرصاد بشكل خاص بالبحث عن مركبات مثل الماء أو ثاني أكسيد الكربون أو المواد العضوية المعقدة.

وتساعد دراسة تلك الأجرام في الكشف عن أصول كوكبنا نفسه، وبقية الكواكب، إلى جانب ذلك فقد ترجح تلك البيانات الفرضية القائلة إن الحياة ربما نشأت في أقاصي المجموعة الشمسية ثم سافرت إلى الأرض مع أحد المذنبات أو الكويكبات قبل مليارات السنين.

المصدر : مواقع إلكترونية + ناسا