تتضمن 12 بندا وتهدف لبناء الثقة مع دول الخليج.. وزير خارجية لبنان: المبادرة الكويتية ورقة تفاهم ولا تحمل أي شروط

وزير الخارجية اللبناني (يسار) إلى جانب نظيره الكويتي في بيروت (رويترز)

قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب إن المبادرة الكويتية التي نقلها نظيره الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح إلى بيروت، وتستهدف بناء الثقة بين لبنان ودول الخليج، تتألف من 12 بندا ولا تحمل أي شروط.

وأضاف بوحبيب في تصريحات صحفية الأحد أن الورقة الكويتية هي للتفاهم حول كيفية تطبيق قرارات الأمم المتحدة الخاصة بلبنان.

وتابع أن المبادرة الكويتية هي ورقة تفاهم لمصلحة لبنان وللمصلحة العربية الكبرى.

كما أكد وزير الخارجية اللبناني أن هناك تمنيا كويتيا بأن تقدّم بيروت أجوبة على بنود المبادرة كي تُبحث خلال الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية العرب.

وكان وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح وصل السبت إلى بيروت والتقى نظيره اللبناني عبد الله بوحبيب ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي، وأجرى الأحد محادثات مع الرئيس ميشال عون في قصر بعبدا الرئاسي.

وتأتي زيارة الصباح بعد 3 أشهر على أزمة نشبت بين لبنان ودول خليجية على خلفية تصريحات وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي بشأن حرب اليمن.

عون خلال استقباله وزير الخارجية الكويتي في قصر بعبدا ببيروت (رويترز)

محتوى المبادرة الكويتية

وفي تصريحات أدلى بها في بيروت، قال وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح إنه يحمل إلى لبنان 3 رسائل، مشيرا إلى أن التحرك الكويتي يتم بالتنسيق مع دول الخليج لدعم لبنان.

وقال الصباح إن الرسائل هي لدعم لبنان، ومن أجل ألا يكون منصة عدوان، وأن يفي بتعهداته.

وأضاف أن ثمة رغبة متبادلة في أن يستعيد لبنان مجده من خلال عدم التدخل في شؤون الخليج.

وعقب لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون، قال وزير الخارجية الكويتي إنه ناقش ما سماها أفكارا وإجراءات لبناء الثقة مجددا مع لبنان، وأعرب عن أمله بأن يأتي الرد عليها قريبا.

من جهته، أعرب الرئيس اللبناني عن ترحيب بلاده بأي تحرك عربي لإعادة العلاقات بين لبنان ودول الخليج إلى طبيعتها، مؤكدا أن الأفكار التي سلمها الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح ستكون موضع تشاور لإعلان الموقف المناسب منها.

وكان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أكد -خلال استقباله وزير خارجية الكويت السبت- ضرورة استعادة متانة العلاقات بين لبنان والدول العربية.

ووفقا لمصادر حكومية لبنانية، فإن الأفكار التي عرضها الوزير الكويتي على المسؤولين اللبنانيين تتضمن تفعيل لبنان ما يُعرف بسياسة النأي بالنفس عن صراعات المنطقة، واحترام سيادة الدول العربية والخليجية، وتطبيق القرارات الدولية، بالإضافة إلى منع تهريب المخدرات إلى دول الخليج.

بدورها، نقلت وكالة رويترز عن مصادر دبلوماسية أن المقترحات تتضمن التزام لبنان باتفاق الطائف، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، وإجراء الانتخابات في موعدها.

وقالت المصادر للوكالة إن المقترحات شملت أيضا تشديد الرقابة على الصادرات للخليج لمنع تهريب المخدرات، والتعاون بين الأجهزة.

أسباب الأزمة

وتعود الأزمة بين لبنان ودول خليجية إلى أكتوبر/تشرين الأول من َالعام الماضي، حين نُشرت مقابلة مسجلة لوزير الإعلام حينها جورج قرداحي، قبل توليه منصبه، يصف فيها حرب اليمن بالعبثية.

وهذه التصريحات أثارت غضبا خليجيا تم التعبير عنه باستدعاء السعودية والإمارات والبحرين والكويت سفراءها من بيروت للتشاور، ثم استتبع ذلك سريعا بالطلب من السفراء اللبنانيين المعتمدين في هذه الدول مغادرة عواصمها، إضافة إلى وقف الرياض وارداتها من لبنان.

وقد بذلت الحكومة اللبنانية جهودا لرأب الصدع، وطلبت من عواصم كبرى، مثل واشنطن وباريس، التوسط للجم التدهور الحاصل في العلاقات مع دول الخليج.

وفي الثالث من ديسمبر/كانون الأول الماضي، قدم الوزير جورج قرداحي استقالته من منصبه، كـ"بادرة حسن نية لحل الأزمة"؛ وجاء ذلك عشية زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للسعودية.

وخلال زيارة ماكرون لجدة، ولقائه مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، جرى اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، قيل إنه لكسر الجليد؛ لكنه لم يُستتبع بأي خطوات أخرى منذ ذلك الحين.

المصدر : الجزيرة + وكالات