عشرات القتلى ومئات المفقودين في فيضانات أوروبا وجهود متواصلة للإنقاذ

Death toll from floods in Germany rises to 133
السلطات الألمانية تتوقع أن المئات ما يزالون مفقودين في المناطق المتضررة (الأناضول)

ارتفع عدد ضحايا الفيضانات المدمرة غرب ألمانيا وبلجيكا إلى ما لا يقل عن 170 قتيلا، السبت، بعد فيضان الأنهار وحدوث سيول، مما أدى إلى انهيار منازل وتدمير طرق وخطوط كهرباء.

ولقى حوالي 143 شخصا حتفهم بالفيضانات في أسوأ كارثة طبيعية تشهدها ألمانيا منذ ما يربو على نصف قرن. وتشير تقديرات الشرطة إلى أن من بين هؤلاء نحو 98 قتيلا في منطقة آرفايلر جنوبي كولونيا.

مئات المفقودين

ولا يزال المئات في عداد المفقودين أو يتعذر الوصول إليهم لأن ارتفاع منسوب المياه يمنع الوصول إلى العديد من المناطق، ولا تزال الاتصالات مقطوعة في بعض الأماكن.

وزار الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير مدينة إرفتشتات بولاية "شمال الراين- وستفاليا" حيث لقي 45 شخصا على الأقل حتفهم في الكارثة.

وأكد شتاينماير أن تقدير حجم الدمار بالكامل قد يستغرق أسابيع، وأنه من المتوقع أن تتكلف إعادة الإعمار عدة مليارات من اليوروهات.

ومن جهتها قالت كارولين فايتسل، رئيسة بلدية إرفتشتات أن المنطقة التي تعرضت لانزلاق تربة مروع ناجم عن الفيضانات "علينا توقع العثور على مزيد من الضحايا".

ومن جانبها قالت السلطات إنها أجلت نحو 700 من السكان في ساعة متأخرة من مساء الجمعة بعد انهيار سد في مدينة فاسنبرغ قرب كولونيا.

ومن المتوقع أن تسافر مستشارة البلاد أنجيلا ميركل غدا إلى ولاية راينلاند بالاتينات، حيث تقع قرية شولد التي دمرتها الفيضانات.

وقالت متحدثة باسم وزارة الداخلية الإقليمية إن الزيارة ستتم بعد الظهر. وكانت ميركل قد تعهدت بتقديم "دعم في المدى القصير والبعيد" من الحكومة للبلديات المنكوبة.

A man and firefighter walk through debris in Schuld
الفيضانات دمرت عدة مناطق في ألمانيا وشردت الآلاف (رويترز)

بلجيكا وهولندا

وفي بلجيكا، ارتفع عدد القتلى إلى 27، بحسب مركز الأزمات الوطني الذي ينسق جهود الإغاثة. وأضاف أن هناك 103 أشخاص "مفقودون أو لا يمكن الوصول إليهم".

وأوضح أنه من المحتمل أن يكون السبب وراء تعذر الوصول إلى البعض هو أنهم لم يتمكنوا من إعادة شحن الهواتف المحمولة أو أنهم في المستشفيات بدون أوراق هوية.

وقد توجهت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو السبت لمعاينة المنطقة التي تعرضت لخسائر "غير مسبوقة" في حوض نهر ميوز. وكان قد أعلن الثلاثاء يوم حداد رسمي.

وخلال الأيام القليلة الماضية، أدت الفيضانات، التي اجتاحت شرق بلجيكا، وولايتي "راينلاند بالاتينات" و"شمال الراين- وستفاليا" إلى قطع الكهرباء والاتصالات عن مناطق سكنية بأكملها.

كما هطلت أمطار غزيرة على لوكسمبورغ وهولندا، وقد غمرت العديد من المناطق وأرغمت السلطات على إجلاء آلاف الأشخاص في مدينة ماستريخت الهولندية.

وظلت خدمات الطوارئ في هولندا في حالة تأهب قصوى، إذ هدد فيضان الأنهار البلدات والقرى في جميع أنحاء مقاطعة ليمبورغ جنوب البلاد.

التغير المناخي

وأعادت هذه الفيضانات المدمرة مسألة التغير المناخي إلى صلب الحملة الانتخابية في ألمانيا عشية الاقتراع المقرر في 26 سبتمبر/أيلول مع مغادرة ميركل السلطة بعد 16 عاما أمضتها على رأس القيادة.

ومن ناحيته قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إن العواصف التي اجتاحت أوروبا "بدون شك" ناجمة عن التغير المناخي، في حين دعا الرئيس الألماني إلى معركة أكثر "تصميما" ضد الاحترار المناخي في ضوء الكارثة.

وتحدث أرمين لاشيت من الاتحاد الديمقراطي المسيحي بزعامة ميركل والأكثر حظا لخلافتها بعد الانتخابات عن "كارثة غير مسبوقة" بولاية "شمال الراين- وستفاليا" التي يتحدر منها، وفي راينلاند بالاتينات.

وذكرت مجلة دير شبيغل الإخبارية أن العلاقة بين الاحترار العالمي والأحداث المناخية القاسية، مثل هطول الأمطار الغزيرة التي سببت الفيضانات- ستسلط الضوء على استجابة المرشحين لمسألة تغير المناخ.

وقالت "ستكون هناك تأكيدات الأيام المقبلة أن تلك المسألة لا تمثل مشكلة للحملة ولكنها بالطبع كذلك" مضيفة "يريد الناس أن يعرفوا كيف سيقودهم السياسيون في وضع كهذا".

وقالت شركة إعادة التأمين الألمانية العملاقة "ميونخ ري" إن على الدول أن تتوقع زيادة "وتيرة وشدة" الكوارث الطبيعية بسبب التغير المناخي، داعية لاتخاذ خطوات وقائية "ستكون نهاية الدراسات أقل كلفة".

المصدر : الجزيرة + وكالات