قطعة لا تقدر بثمن تعود لزمن الحروب الصليبية.. العثور على سيف عمره 900 عام قبالة ساحل الكرمل

اكتشف كاتزين سابقا العديد من القطع الأثرية خلال الغوص، لكن السيف يعد القطعة الأثمن. وقد عُثر عليها جميعها في مساحة لا تتجاوز ألف قدم مربع.

السيف يزن حوالي كيلوغرامين وطوله نحو 4 أقدام، استُخدم قبل 900 عام خلال الحروب الصليبية (الفرنسية)

اكتشف أحد الغواصين سيفا عمره نحو 900 عام، ويرجح خبراء أنه فُقد في معركة على الشاطئ خلال الحروب الصليبية.

وفي تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" (nytimes) الأميركية، يقول الكاتب إدواردو ميدينا إن السيف الذي عُثر عليه في قاع البحر الأبيض المتوسط قبالة سواحل فلسطين المحتلة، مصنوع من الحديد، باستثناء المقبض الذي كان يُصنع في تلك الفترة من الخشب أو مواد أخرى.

وقد رصد الغواص الإسرائيلي شلومي كاتزين السيف على الأرض الرملية في أعماق البحر الأبيض المتوسط. ويرجح علماء الآثار أن السيف الذي يزن حوالي كيلوغرامين ويبلغ طوله نحو 4 أقدام، استُخدم قبل 900 عام خلال الحروب الصليبية.

وقال جاكوب شارفيت، مدير وحدة الآثار البحرية في هيئة الآثار الإسرائيلية، إن "كاتزين كان متفاجئا وسعيدا".

في حين أكد كاتزين أنه حرص على التقاط صورة مع السلاح المغطى بالطحالب والقشريات والصدف، قبل تسليمه إلى هيئة الآثار.

شارفيت: السيف قطعة "لا تُقدر بثمن" وسيوضع في أحد المتاحف الإسرائيلية بعد تنظيفه ودراسته (الفرنسية)

قطع نادرة

واكتشف كاتزين سابقا العديد من القطع الأثرية الأخرى خلال عمليات الغوص، حيث عثر على مراس حجرية وشظايا فخار تعود لمئات السنين، لكن السيف الذي وصفه شارفيت بأنه "نادر للغاية"، يعدّ القطعة الأثمن.

وقد عُثر على جميع القطع ضمن مساحة لا تتجاوز ألف قدم مربع، وذلك بعد أن تسببت عاصفة في إزاحة الرمال عنها.

وقال شارفيت إنه "من الطبيعي العثور على بقايا بعض السيوف، ولكن هذا السيف وُجد تحت الماء بحالة جيدة جدا. إنها المرة الأولى التي نعثر فيها على سيف جميل مثل هذا".

وتتميز المياه قبالة ساحل الكرمل باستقرار درجات حرارتها على مدار العام، وهو ما ساعد على بقاء السيف بحالة جيدة طوال هذه الفترة. وأكد شارفيت أن عملية تأكسد الحديد جعلت الأصداف والكائنات البحرية الأخرى -مثل الصمغ- تلتصق بالسيف وتُبقيه بحالة جيدة.

استقرار درجة حرارة المياه قبالة ساحل الكرمل على مدار العام ساعد على بقاء السيف بحالة جيدة طوال هذه الفترة (الفرنسية)

معارك قرب الشواطئ

يقول جوناثان فيليبس، أستاذ تاريخ الحروب الصليبية في كلية رويال هولواي بجامعة لندن، إن المسلمين هزموا الصليبيين الغربيين في دمشق خلال الحملة الصليبية الثانية.

وخلال الحملة الصليبية الثالثة، أطلق الملك الفرنسي فيليب أغسطس والملك ريتشارد الأول (المعروف باسم ريتشارد قلب الأسد) والإمبراطور الروماني المقدس فريدريك الأول (المعروف أيضا باسم فريدريك بارباروسا) معركة جديدة لاحتلال القدس.

ويؤكد الدكتور جون كوتس، أستاذ تاريخ العصور الوسطى في كلية ويتمان بولاية واشنطن، إن القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي، الذي كان يحكم مصر وسوريا والعراق، فتح القدس عام 1187.

وفي تلك الفترة، حاول البابا غريغوري الثامن إثارة مشاعر المسيحيين الغربيين لاستعادة القدس من المسلمين، لكن جيش المسلمين استطاع الحفاظ على المدينة.

ويؤكد الدكتور فيليبس أن صنع السيف كان مكلفا في ذلك الوقت، مضيفا أنه من المنطقي العثور عليه في البحر، لأن العديد من المعارك دارت قرب الشواطئ.

وقال شارفيت إن السيف سيوضع في أحد المتاحف الإسرائيلية بعد تنظيفه ودراسته، مؤكدا أنه قطعة "لا تُقدر بثمن".

المصدر : نيويورك تايمز