نتائج دراسة عن دواء جديد لألزهايمر تؤكد فاعليته وسط تحذيرات من بعض الآثار الجانبية

معدلات الآثار الجانبية لعقار "ليكانيماب" كانت حادة وأكثر تواترا بشكل ملحوظ مقارنة مع مجموعة المرضى الذين تناولوا الدواء الوهمي (شترستوك)

أعرب عدد من الباحثين عن ارتياحهم إلى النتائج التفصيلية لدراسة سريرية عن دواء جديد أكدت فاعليته في إبطاء التدهور المعرفي لمرضى ألزهايمر التنكسي العصبي، لكنهم حذروا في الوقت ذاته من بعض الآثار السلبية التي قد تنجم عن استخدام العلاج.

وأكدت النتائج الكاملة للدراسة السريرية المتقدمة (المرحلة الثالثة) التي أجريت على نحو 1800 شخص تمت متابعتهم على مدار 18 شهرا، انخفاضا بنسبة 27% في التدهور المعرفي لدى المرضى الذين عولجوا بدواء "ليكانيماب" (Lecanemab) الذي توصلت إليه مجموعة الأدوية اليابانية "إيساي" (Eisai) والأميركية "بايوجين" (Biogen).

وسبق أن اُعلن في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي عن هذه النسبة التي تُعتبر "مهمة إحصائيا" بحسب المجموعتين.

لكن الدراسة الكاملة التي نُشرت الأربعاء 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 في مجلة "نيو إنغلند جورنا أوف ميديسين"، بينت أيضا معدلات تسجيل الآثار الجانبية لعقار "ليكانيماب"، وهي تكون أحيانا حادة وأكثر تواترا بشكل ملحوظ من مجموعة المرضى الذين تناولوا الدواء الوهمي.

وتبيّن أن 17.3% من المرضى الذين تلقوا "ليكانيماب" عانوا نزفا دماغيا، في حين اقتصرت النسبة على 9% بين الذين تناولوا الدواء الوهمي.

وعانى 12.6% من الأشخاص الذين تلقوا هذا الدواء التجريبي من وذمة دماغية، مقارنة بـ 1.7% فحسب في مجموعة الدواء الوهمي.

غير أن معدل الوفيات الإجمالي هو نفسه تقريبا لدى مجموعتي المرضى في الدراسة (0.7% لدى الأشخاص الذين عولجوا بـ "ليكانيماب"، و0.8% لدى أولئك الذين عولجوا بدواء وهمي).

مدير معهد الأبحاث المتعلقة بالخرف في المعهد البريطاني بارت دي ستروبر، قال إن "هذا هو الدواء الأول الذي يقدم خيارا علاجيا حقيقيا للأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر. رغم أن الفوائد السريرية تبدو محدودة نوعا ما، فإن من المتوقع أن تصبح أكثر وضوحا إذا تم تناول الدواء لفترة أطول".

ويعاني مرضى ألزهايمر من لويحات بروتينية تسمى "أميلويد" تتشكل حول الخلايا العصبية وتدمرها في النهاية، ويتراكم بروتينان رئيسيان هما تاو وبيتا أميلويد بشكل غير طبيعي في الدماغ، مما يتسبب في موت خلاياه وتقلصه.

ومن أبرز نتائج ذلك فقدان الذاكرة وعدم القدرة على أداء المهام اليومية. ويعتبر هذا المرض من أهم مشاكل الصحة العامة إذ يصيب أكثر من 40 مليون شخص في كل أنحاء العالم.

ويستهدف عقار "ليكانيماب" رواسب بروتين بيتا أميلويد ولكن فقط في المراحل المبكرة من مرض ألزهايمر، مما قد يحد من استخدامه لأن هذا المرض غالبا ما يُشخص في وقت متأخر.

وكان دواء آخر توصلت إليه شركة "بايوجين" سمّي Aduhelm يستهدف أيضا لويحات الأميلويد، أثار الكثير من الآمال عام 2021 كونه أول دواء معتمد في الولايات المتحدة ضد المرض منذ عام 2003.

لكنه تسبب أيضا في جدل، إذ عارضت وكالة الأدوية الأميركية رأي لجنة خبراء اعتبروا أن العلاج لم يثبت فاعليته بشكل كافٍ خلال التجارب السريرية. وقيّدت الوكالة في وقت لاحق استخدامه، حاصرة إياه بالأشخاص الذين يعانون حالات خفيفة من المرض.

المصدر : الفرنسية