الروائية البريطانية هيلاري مانتل تعتزم مغادرة إنجلترا لتعود "أوروبية"

أكدت مانتل أنها تحب المكان الذي تعيش فيه "بجوار البحر" جنوب غرب إنجلترا، موضحة أنها تشعر بالحاجة إلى حزم حقائبها "بأسرع ما يمكن"، لكي تصبح "أوروبية مرة أخرى".

Author Hilary Mantel attends a book signing for her new novel "The Mirror and the Light" at a book store in London
فاز جزآن من رواية ثلاثية للكاتبة البريطانية هيلاري مانتل بجائزتين بوكر مان (رويترز)

كشفت الروائية البريطانية هيلاري مانتل عن عزمها التقدم بطلب للحصول على الجنسية الأيرلندية، لتصبح "أوروبية مرة أخرى"، مما يعني مغادرتها بريطانيا، التي انفصلت عن الاتحاد الأوروبي في 31 يناير/كانون الثاني 2020.

وانتقدت الكاتبة في مقابلة نشرتها السبت صحيفة "لاريبوبليكا" الإيطالية النظام الملكي البريطاني الذي يجعلها "في حيرة" من أمرها، قائلة إنها ترتاح أكثر "في ظل نظام جمهوري".

وقالت مانتل المتحدرة من جدين أيرلنديين "آمل في أن أسلك قريباً الاتجاه المعاكس، لرحلة عائلتي، وأن أصبح أيرلندية".

وكانت جائحة كورونا أوقفت مشروعها، وفق ما قالت الروائية البالغة 69 عاماً، والتي فازت مرتين بجائزة بوكر الأدبية المرموقة، عن الجزأين الأولين من ثلاثية تناولت فيها توماس كرومويل، وزير ملك إنجلترا هنري الثامن.

وأكدت مانتل أنها تحب المكان الذي تعيش فيه "بجوار البحر" جنوب غرب إنجلترا، موضحة أنها تشعر بالحاجة إلى حزم حقائبها "بأسرع ما يمكن"، لكي تصبح "أوروبية مرة أخرى".

وانتقدت الكاتبة في المقابلة نفسها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي يدافع عن قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، مشيرة إلى أنها التقته مرات عدة.

وقالت إن "جونسون ينبغي ألا يكون في الحياة العامة، ومتأكدة من أنه يدرك ذلك. أشعر بالخجل من العيش في دولة انتخبت هذه الحكومة"، كما وصفت المؤيدين لبريكست بأنهم "انتهازيون غير ناضجين ومنافقون ومخادعون".

وتسبب بريكست في إقبال كبير على التقدم بطلبات الحصول على الجنسية الأيرلندية من بريطانيين تعود أصولهم إلى هذا البلد، رغبةً منهم في مواصلة الاستفادة من حرية التنقل بين دول الاتحاد الأوروبي.

وكان أبرز مؤلفي روايات الجاسوسية جون لو كاريه، والمعارض بشدة لـ"بريكست" حصل على الجنسية الأيرلندية قبل وقت قصير من وفاته في ديسمبر/كانون الأول 2020، وفق ما كشف أحد أبنائه في أبريل/نيسان الماضي.

سيرة تشبه شخصياتها

في عام 1972، تزوجت مانتل من عالم الجيولوجيا جيرالد ماكوين، وفي عام 1974، بدأت في كتابة رواية عن الثورة الفرنسية، ونشرت لاحقًا عام 1992، وفي عام 1977 انتقلت مانتل إلى بوتسوانا مع زوجها حيث عاشا لمدة 5 سنوات.

وأشاد النقاد برواية مانتل الطويلة لعام 2009 "قصر الذئاب" (Wolf Hall)، التي كانت أول ثلاثية توماس كرومويل، وتلقت عليها جائزة بوكر مان في العام نفسه، ووصفت لجنة الحكام الرواية بالقول إنها "قطعة غير عادية من رواية القصص"، بينما قالت مانتل عند تسلم الجائزة إنها ستنفق أموالها على النزوات الشخصية.

وأكملت مانتل في 2012 القصة بجزء ثان من الثلاثية حمل عنوان "أخرجوا الجثث" (Bring Up the Bodies)، لتفوز بجائزة بوكر مان للمرة الثانية، وتصبح أول كاتب بريطاني وأول امرأة تفوز بالجائزة المرموقة أكثر من مرة.

وحولت بعض الروايات إلى مسرحيات فنية أنتجتها شركة رويال شكسبير، كما تم إنتاجها كمسلسل مصغر لـ "بي بي سي".

وأدرجت جائزة بوكر مان رواية هيلاري مانتل "المرآة والضوء" (The Mirror and the Light) -وهي الأخيرة ضمن ثلاثية تروي سيرة رجل الدولة الإنجليزي في القرن الـ16 توماس كرومويل- في قائمتها الطويلة، لكنها لم تفز بالجائزة.

وتتكون رواية مانتل من قرابة 900 صفحة، وفي الجزء الثالث تروي حكاية مستشار الملك وكبير وزرائه، بعد أن افتتحت الرواية بقطع رأس زوجة الملك آن بولين في عام 1536، وترصد السنوات الأخيرة من حياة كرومويل الشخصية والسياسية.

المصدر : الجزيرة + الفرنسية