في معرض الرياض.. صناعة الكتاب التقليدي في مواجهة التكنولوجيا الحديثة للكتاب الصوتي

شهدت فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب حضورا لدور النشر التي تقدم خدمات "البودكاست" والكتب الصوتية التي باتت أحد البدائل للكتاب الإلكتروني والورقي.

الكتاب الصوتي يحقق زيادة كبيرة في عدد المستخدمين (الصحافة السعودية)

بات الكتاب الصوتي "البودكاست" مهدّدا كبيرا لنظيريه الورقي والإلكتروني نظرا لاتجاه عدد كبير من دور النشر إلى هذه الصناعة لسهولتها واعتمادها الكامل على التكنولوجيا والسرد فقط من دون حاجة إلى رأس مال للورق والطباعة، فضلا عن تقديم تكنولوجيا الهواتف الحديثة خدمات جليلة بأن تجعل الهاتف مكتبة متنقلة.

ورغم أن تحويل النصوص المكتوبة إلى مواد مسموعة معروف منذ ثلاثينيات القرن الـ20 تقريبا عندما كانت تستخدم في المناهج التعليمية بالمدارس والجامعات فإن الشكل الحديث لتحميل الكتب على منصات ومواقع إلكترونية وطرحها للبيع لم يظهر إلا بعد ذلك بنحو نصف قرن، وفي المنطقة العربية ظهرت هذه المواقع قبل سنوات قليلة.

وبعدما كانت المنصات الإلكترونية ومواقع الكتب المسموعة تقدم في بداياتها مجموعات شعرية وبعض المقالات فحسب، تحولت في الأعوام القليلة الماضية إلى تقديم نصوص أدبية وفكرية لكتّاب كبار، وحرص عدد من الروائيين على طرح إصداراتهم الجديدة في الأسواق مطبوعة ومسموعة في الوقت ذاته.

حضور كبير

وشهدت فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب حضورا لدور النشر التي تقدم خدمات "البودكاست" والكتب الصوتية التي باتت أحد البدائل للكتاب الإلكتروني والورقي.

المسؤول في تطبيق "كتاب صوتي" أحمد رويحل يرى أن الإقبال على الكتب المسموعة تزايد عربيا بعد أن كان ظاهرة غربية، وأسهم في ذلك ارتفاع أعداد الكتب العربية المسجلة، مشيرا إلى أنهم يعرضون ما يزيد على 20 ألف كتاب باللغة العربية، وما يقارب 60 ألف كتاب باللغة الإنجليزية.

وأوضح أن البودكاست عنصر مكمل بوصفه وسيطا جديدا لإيصال المحتوى المسموع، بخاصة مع النمو المتزايد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باتجاه الاستماع منذ بداية 2015، مضيفا أنه بفضل متغيرات الحياة ونمط الحركة ازداد الاهتمام بالبودكاست والكتب الصوتي.

الكتاب سيبقى

ورأى رويحل أن "الكتاب الورقي سيبقى ويستمر والبودكاست يكمله، ففي العالم حاليا ينشر الكتاب الواحد صوتيا وورقيا وإلكترونيا، ولكن على الساحة العربية يحدث الأمر بالتدريج"، موضحا أن أفضل الكتب للاستماع هي الكتب الإسلامية ثم المتخصصة بالتنمية البشرية والأعمال الكلاسيكية، وأن الكتب الصوتية تنقل المعرفة ولا تبسطها أو تسطحها بل تحقق المتعة والترفيه في تقديم الثقافة".

أُسّس تطبيق "كتاب صوتي" عام 2016 على يد رائدي الأعمال السويديين سيباستيان بوند وأنتون بولاك، ومنذ ذلك الحين أصبحت هذه المنصة من أكبر المنصات المتخصصة في الكتب الصوتية باللغة العربية في العالم، إذ تعمل مع أكثر من 100 راو محترف في شبكة من الاستوديوهات في المنطقة العربية لإنتاج أكبر عدد من الكتب الصوتية.

وشهد معرض الرياض أيضا عقد مؤتمر الناشرين فعالية بعنوان "العلاقة بين الكتب والبودكاست"، تناولت الزيادة الملحوظة في الإقبال على الكتاب الصوتي والعوامل التي أدّت إلى ذلك الاتجاه وأهمها تطور التكنولوجيا وزيادة نسبة مستخدمي الإنترنت في المنطقة العربية.

الشباب أكثر مستخدمي الكتاب الصوتي (الصحافة السعودية)

اهتمام الشباب

ويرى بريندان شيرار مؤسس شركة "بيبليو" أنه نتيجة لمسح بياني موسع لوحظت زيادة في عدد الشباب الذين يهتمون بالبودكاست، "لذلك وجدنا أهمية لضخ مزيد من الكتب الصوتية في المكتبة".

وأوضح أن الكتب الصوتية تضيف قيمة إلى المحتوى، وتقدم خيارات بديلة ورافدة لنقل التجارب والخبرات والثقافات، فضلا عن ميزة في التعابير والتفاعل الصوتي وقدرته على إيصال رسالة الكتاب بصورة أكبر.

وأشار إلى أن هناك اختلافات بين الأشخاص، فهناك الشخص الذي يتلقى المعرفة عن الطريق السمعي أكثر من البصري والعكس، لذلك فإن وجود مصادر متعددة وأشكال متنوعة يحقق إرضاء لمختلف الأذواق.

من جانبه، أوضح مؤسس "بودكاست ساندوتش ورقي" أنس بن حسين أن الكتب الصوتية والبودكاست عوامل داعمة للكتاب التقليدي، مضيفا أن الرؤية الأساسية للبودكاست أن يكون تجسيرا للمكتبة بين الكتاب والمتلقي، "والأهم في كل عمل بودكاست أننا نقدم تجربة قارئ مكتملة".

يذكر أن مؤتمر الناشرين الأول قدم على مدى يومي الاثنين والثلاثاء جلسات متنوعة في صناعة النشر، وذلك ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، ويأتي المؤتمر بتنظيم من هيئة الأدب والنشر والترجمة، وهو أول مؤتمر من نوعه يقام في السعودية لبحث تحديات صناعة النشر المحلية والإقليمية والدولية بمشاركة خبراء وقادة في صناعة النشر من مختلف دول العالم.

المصدر : الجزيرة