عن اللاجئين والهجرة والسجون.. 16 فيلما عربيا في مهرجان الجونة السينمائي

فيلم "البحر أمامكم" يشارك في مهرجان الجونة ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة (مواقع التواصل)

تمثل مشكلات المواطن العربي وأحلامه محور القضايا التي يتناولها 16 فيلما سينمائيا يشارك في الدورة الخامسة لمهرجان الجونة السينمائي، التي ستقام بين 14 و22 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، لتصبح أكبر مشاركة مصرية وعربية منذ بداية المهرجان.

3 جوائز في فينيسيا

تشارك مصر بـ7 أفلام ضمن أقسام المهرجان المختلفة، منها فيلم "أميرة" (Amira) للمخرج المصري محمد دياب، الذي حصل فيلمه على 3 جوائز في الدورة 78 من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، الذي استضاف عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة "آفاق"، ونال فيلم "أميرة" جائزة "لانتيرنا ماجيكا" التي تمنحها جمعية تشينيتشيركولي الوطنية الاجتماعية الثقافية للشباب (CGS)، وجائزة إنريكو فولتشينيوني التي يمنحها المجلس الدولي للسينما والتلفزيون والإعلام السمعي البصري بالتعاون مع منظمة اليونسكو، وجائزة إنترفيلم لتعزيز الحوار بين الأديان.

ويعبر الفيلم عن أزمة فتاة مراهقة -هي أميرة- تعيش حياتها معتقدة أنه تم إنجابها عبر تهريب السائل المنوي الخاص بوالدها، الذي يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي، قبل أن تكتشف أنه مصاب بالعقم ولا يمكنه الإنجاب، فتبدأ رحلة البحث عن هويتها. وتشارك في بطولته مجموعة من الممثلين العرب، منهم صبا مبارك وعلي سليمان وتارا عبود.

مخرج مصري في مخيم سوري

في مسابقة الأفلام الوثائقية، وقع الاختيار على فيلم "كباتن الزعتري" (Captains of Za’atari)، وهو الفيلم الذي حاز العام الماضي على جائزة منصة الجونة السينمائية لتطويره.

وقرر المخرج المصري علي العربي أن يقدم تجربة إنسانية مختلفة عن اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري بالأردن، بعيدا عن السرد الإخباري، ومن خلال محمود (16 عاما) وفوزي (17 عاما) يرصد العربي تجربة شابين يحلمان بأن يصبحا من أبطال كرة القدم، وبالفعل يحصلان على فرصة حياتهما حين تصل أكاديمية أسباير لاختيار مجموعة من اللاعبين للمشاركة في بطولة دولية.

فالظروف القاسية التي يعيشها سكان المخيم لم تمنع أن يكون من حقهم الحلم، وأن يكونوا جزءا من العالم، وهي رسالة للعالم بأن اللاجئ لا يعيش من أجل الأكل والشرب فقط؛ فهناك احتياجات أخرى له بعد أن فقد كل شيء في حياته.

العودة والهجرة

وعن أزمات الجيل الحالي في مصر؛ بين من يفكر في الهجرة ويسعى لها، ومن يفاجئ برغبته في الاستقرار في مصر أيضا، تأتي تجربة المخرجة سارة الشاذلي -حفيدة المخرج الراحل يوسف شاهين، وابنة المخرجة والمنتجة ماريان خوري- في فيلمها الأول "العودة" (Back Home)، المشارك في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة.

ومن خلاله، قررت سارة أن توثق تجربتها الخاصة بعد أن قضت 10 سنوات خارج مصر لدراسة السينما، إلا أنها بعد انتشار جائحة كورونا في العالم تضطر للعودة إلى مصر مجددا، فتعيش مع والدها، الذي بلغ عمره 80 عامًا، لكنه لا يزال حيويا، فتقرر سارة أن تستغل تلك اللحظات وتوثقها، ومع الوقت تشعر بأن قرار العودة كان صحيحا.

في حين تقرر بطلة فيلم "القاهرة برلين" (CAI-BE) -الذي يشارك في مسابقة الأفلام القصيرة- أن تترك بلدها وتهاجر إلى برلين، ويناقش المخرج أحمد عبد السلام في دقائق قليلة أزمات الجيل الحالي الذي دخل في موجة من الاكتئاب ويرغب في السفر، إلا أن البطلة تدخل في صراع كبير من المجتمع المتسلط حولها.

خديجة

وفي مسابقة الأفلام القصيرة، يعرض فيلم المخرج مراد مصطفى "خديجة" (Khadiga)، الذي تدور أحداثه حول امرأة شابة تضطر للعيش بمفردها مع ابنها، فزوجها يعيش في مدينة أخرى لتوفير نفقات الحياة، فتتجول خديجة في القاهرة وتقوم ببعض الزيارات إلا أنها تشعر بعدم الارتياح.

وعن المرأة أيضا تدور أحداث فيلم "ريش" (Feathers)، الذي حصل على الجائزة الكبرى لأسبوع النقاد في الدورة الأخيرة من مهرجان الجونة السينمائي، ويعرض ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة؛ فالفيلم الذي أخرجه عمر الزهيري عن زوجة وأم يتحول زوجها المتسلط إلى دجاجة من خلال الساحر، لتصبح الأم المسؤولة، والفيلم إسقاط عن الدكتاتورية والتسلط واكتشاف الذات، وكيف يمكن أن تكون الحياة من دون قائد، بشكل كوميدي ساخر.

وخارج المسابقة الرسمية، وفي قسم الاختيار الرسمي، يعرض فيلم "قمر 14" (Full Moon) للمخرج هادي الباجوري، وبطولة خالد النبوي وشيرين رضا وغادة عادل وأحمد الفيشاوي وياسمين رئيس وأحمد مالك وأحمد حاتم وأسماء أبو اليزيد، والفيلم تدور أحداثه في ليلة واحدة من خلال 5 قصص حب تكشف عن أفكار ومعتقدات المجتمع التي تقتل هذا الحب.

4 أفلام ترصد أزمات لبنان

ألهمت الأحداث الأخيرة في لبنان أيضا العديد من المخرجين لتقديم تجارب سينمائية مختلفة، إذ يشارك 4 أفلام من لبنان في المهرجان؛ ففي مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة يشارك فيلم "السجناء الزرق" (The Blue Inmates) للمخرجة زينة دكاش، صاحبة فيلمي "12 لبناني غاضب" و"شهرزاد".

ومن خلال فيلمها الجديد -الذي تبلغ مدته 75 دقيقة- ترصد زينة دكاش معاناة المرضى المساجين، الذين يقضون العقوبة في المبنى الأزرق لسجن رومية؛ فبعضهم يقضي عقوبة لأكثر من 35 عاما، فتحاول أن تسلط الضوء على أوضاعهم، وهل يمكن أن يتم شفاؤهم من دون متابعة، خاصة من يعانون من أمراض نفسية وعقلية.

وزينة دكاش سبق أن اهتمت في فيلمها "12 لبناني غاضب" بسوء معاملة للمساجين، وهو ما أدى إلى خفض العقوبة على بعض المساجين في لبنان، وفي فيلمها "شهرزاد" ركزت على السجينات اللاتي يعانين من العنف الأسري.

وعن المرض العقلي أيضا وتنميط المرضى بصورة غير واقعية في الثقافة العربية، تدور فكرة فيلم "تالاهاسي" (Tallahassee) في مسابقة الأفلام القصيرة، وهو إنتاج لبناني أميركي مشترك، ومن إخراج دارين حطيط. فبطلة الفيلم ميرا يطلق سراحها من منشأة للطب النفسي، فتعود لمنزل والدتها في بروكلين من أجل الاحتفال بعيد ميلاد جدتها، لتجد عائلتها في رحلة إلى فلوريدا، فتبدأ مواجهة الحياة وحدها.

الاغتراب والمقاومة

وفي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة يشارك فيلم "البحر أمامكم" (The Sea Ahead) للمخرج إيلي داغر، الذي حصل قبل سنوات على جائزة أفضل فيلم قصير في مهرجان كان السينمائي.

يقدم داغر في أول فيلم طويل له فكرة الاغتراب من خلال "جنى"، وهي فتاة لبنانية تعيش في فرنسا، وتقرر العودة إلى الوطن، فتجد كل الروابط التي كانت تشعر بالحنين لها أصبحت مختلفة بعد غيابها سنوات طويلة، ويسلط المخرج اللبناني الضوء على الأسباب التي تدفع اللبنانيين إلى الهجرة للهروب من واقع وطنهم الأليم، فيعيشون غربة خارج الوطن وداخله أيضا.

وفي المسابقة نفسها، يعرض فيلم المخرجة مونيا عقل "كوستا برافا" (Costa Brava)، الذي عرض عالميا للمرة الأولى في مهرجان البندقية، فمن خلال أسرة تعيش في جبال لبنان فرارا من المشاكل والهواء الملوث في بيروت، تشعر الأم -التي تجسدها المخرجة نادين لبكي- والأب -الذي يقدمه الفنان صالح بكري- بالذنب تجاه ابنتهما التي تعيش بعيدا عن المدينة، ويدخلان في مشكلة كبيرة على نحو غير متوقع حين يتم وضع نفايات خارج سور منزلهم، فتعيش الأسرة صراعا بين قرار الرحيل من المنزل أو المقاومة.

إنتاج فلسطيني قطري مشترك

وفي مسابقة الأفلام القصيرة، يعرض فيلم "ليل" (Night) للمخرج الفلسطيني أحمد صالح، والفيلم إنتاج فلسطيني إلى جانب قطر والأردن وألمانيا، وهو فيلم رسوم متحركة عن أم لا تستطيع النوم بعد اختفاء ابنها، فيرصد العمل ما يحدث من ويلات الحرب لمن يعيشون تحت أسر الاحتلال، وتحاول بطلة الفيلم "ليل" خداعها من أجل أن تخلد إلى النوم وإنقاذ روحها القلقة.

وفي مسابقة الأفلام القصيرة أيضا، يشارك الفيلم الأردني "عرنوس" (Arnoos) للمخرج سامر البطيخي، وتدور أحداثه في ساحة سوق عمان، من خلال الطفل المدلل سامي وبائع الذرة المحتال، اللذين يقرران سرقة هدية غير متوقعة لإثارة إعجاب حبيبة أحدهما.

وللسينما السعودية أيضا نصيب في الدورة الخامسة، إذ يشارك فيلم "نور شمس" (Nour Shams) في مسابقة الأفلام القصيرة، للمخرجة فايزة أمبة، والفيلم عن سائقة أوبر في مدينة جدة، وهي أم وحيدة تنشغل بابنها ماكي وحلواها الأفريقية، وتكرس حياتها لإقناع ابنها بأن يتزوج بطريقة تقليدية، وبأن يهتم بالحلوى التي تحبها، لكن الابن يرغب في الالتحاق بمسابقة "الهيب هوب" لكي يتمكن من السفر إلى فرنسا، فتشعر الأم بأنها ستفقد ابنها الوحيد وتعيش وحدها.

المقاومة "بالهيب هوب"

المقاومة من خلال موسيقى "الهيب هوب" كانت رسالة الفيلم المغربي "علّي صوتك" (Casablanca Beats) للمخرج نبيل عيوش، الذي سيعرض ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، فأنس كان يغني "الراب" سابقا، ويعمل في مركز ثقافي في حي شعبي بمدينة الدار البيضاء، ويشجع طلابه على أن يدافعوا عن حريتهم وأفكارهم من خلال "الهيب هوب"، ويوضح الفيلم المشاكل التي تواجه الشباب.

وأخيرا في مسابقة الأفلام القصيرة، يشارك الفيلم التونسي "سقالة" (A Dike) للمخرج بلال بالي. ويدور الفيلم حول فتاة شابة تعمل في حانة، وهو ما يعرضها لمخاطر مثل تهديد مديرها لها بالفصل وتعرضها للتحرش.

المصدر : الجزيرة