"راست" ليس الأول.. مشاهد تمثيل تحولت إلى حوادث مروعة

تسبب النجم الأميركي أليك بالدوين في مقتل مديرة تصوير فيلم "راست" بعد إطلاق النار عن طريق الخطأ أثناء تصوير أحد المشاهد (رويترز)

تعد وفاة مديرة التصوير هالينا هاتشينز أثناء تصوير فيلم "راست" (Rust) للنجم الأميركي أليك بالدوين في مكسيكو سيتي، تذكيرا صارخا لمجتمع صناعة الأفلام بأنه على الرغم من الإجراءات الاحترازية التي يتخذونها، فإنه أحيانا تقع حوادث مروعة. آخر تلك الحوادث وقعت يوم الخميس 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بعدما أطلق النجم أليك بالدوين النار أثناء تصوير فيلمه الأخير، مما تسبب في قتل مديرة التصوير هالينا هاتشينز، وإصابة المخرج جويل سوزا.

قال كيفن وليامز مشرف قسم الدعم الفني في مدرسة المسرح والسينما والتلفزيون "يو سي إل إيه" (UCLA)، إنه ظرف نادر جدا خاصة في الوقت الحاضر مع زيادة الإجراءات المعمول بها لحماية جميع العاملين. لكن بالعودة إلى تاريخ السينما، يبدو أن الأمر ليس نادر الحدوث، حيث نشرت أسوشيتد برس في تقرير لها عام 2016 أن هناك 43 شخصا على الأقل قتلوا بين عامي 1990 و 2016 وأكثر من 150 شخصا أصيبوا إصابات بالغة. نستعرض في هذا التقرير بعض هذه الحوادث المروعة.

مديرة التصوير هالينا هاتشينز التي راحت ضحية أحد مشاهد القتل في فيلم "راست" (الفرنسية)

براندون لي قتل دون شبهة جنائية

جذبت وفاة براندون لي، نجل النجم بروس لي، اهتمام العالم وقت حدوثها، ودفعت بتغييرات في طريقة التعامل مع الأسلحة النارية وسط المجموعات. توفي لي عن عمر يناهز 28 عاما أثناء تصوير فيلم "الغراب" (The Crow) في مارس/آذار 1991 بعد انفجار عبوة ناسفة صغيرة، استخدمت لمحاكاة إطلاق النار.

لم تعلن الشرطة يومها عن تفاصيل كثيرة، وأصدرت بيانا غير واضح، ورفضت تحديد الشهود أو إعلان تفاصيل الأمر. بعد يوم واحد أطلق مراسل "تايمز" (Times) المفاجأة التي كشف عنها تشريح الجثة، وهي أن الممثل لم يقتل بسبب انفجار العبوة الناسفة الصغيرة. أثبت التشريح أن لي قتل برصاصة من عيار 44 وجدت بالقرب من عموده الفقري.

بعد 4 أشهر من وفاة لي، ذكرت صحيفة التايمز أن والدته ليندا لي كادويل رفعت دعوى قضائية تزعم فيها أن موته كان بسبب إطلاق ذخيرة حية بعد نفاد الرصاص الوهمي. لكن في نهاية الأمر لم يتم توجيه أي اتهامات جنائية في وفاة براندون لي، ولم تجد الشرطة أي دليل على الإهمال أو القتل المتعمد.

أودري هيبورن وكسر في الفقرات

أثناء تصوير فيلم "غير مغفور" (Unforgiven) بطولة أودري هيبورن وبيرت لانكستر ومن إخراج جون هيوستن، أصيبت هيبورن بإصابات بالغة وبكسر في الفقرات عندما ألقاها الحصان من فوق ظهره. بقيت هيبورن في المستشفى لستة أسابيع من أجل العلاج، وإن لم تتعاف بالكامل، وأكملت دورها وهي ترتدي دعامة ظهر طبية. لم تكن إصابة الظهر هي الوحيدة، لكن هيبورن التي كانت حاملا في ذلك الوقت، تعرضت أيضا للإجهاض بعد مدة قصيرة من الحادث.

ألقى المخرج جون هيوستن اللوم على نفسه بسبب الحادث، وكره الفيلم بشكل ما. ومع ذلك لم تحمل هيبورن أي ضغينة تجاهه.

حروق إينا بوردوشينكو

في عام 1962 أثناء تصوير فيلم "خيط زهرة على الحجر" (A flower thread on the stone) أصيبت الممثلة السوفياتية إينا بوردوشينكو بحروق من الدرجة الثالثة أثناء تصويرها في ثكنة محترقة في يوليو/تموز 1960. ثم توفيت في المستشفى متأثرة بحروقها يوم 15 أغسطس/آب في السنة ذاتها. وما صعّب من أمر العناية الطبية بها أن بوردوشينكو كانت حاملا في شهرها الثالث وقت إصابتها.

سقوط ميتر تشيبانتشا من الطائرة

في عام 1970 وفي اليوم الأخير من تصوير فيلم "النسر الأحمر" (The red eagle) أصر نجم الحركة التايلندي ميتر تشيبانتشا على تصوير حركة النهاية بنفسه. كان المشهد يتضمن طائرة يتدلى منها سلم يتسلقه البطل ليصل إلى الطائرة. لم يتمكن ميتر من الإمساك بالحبل جيدا، في الوقت الذي أقلع فيه قائد الطائرة، وسقط تشيبانتشا على الأرض ومات على الفور. على الرغم من موت البطل، استطاع صناع الفيلم والمخرج الوصول إلى مواءمة وتم تصوير الحادث مجددا، وعرض الفيلم في دور السينما كما كان مقررا له.

سقوط من أعلى للمخرج كلاوديو غيرين هيل

ربما كان عنوان الفيلم "جرس من الجحيم" (A bell from hell) بمثابة نبوءة سيئة لمخرجه. في اليوم الأخير من تصوير الفيلم في عام 1973، فوجئ طاقم العمل بسقوط المخرج كلاوديو غيرين هيل من أعلى برج الجرس. لم يعرف أحد بالتحديد هل سقط دون قصد، أم اختار أن يقذف بنفسه من أعلى البرج. لكن في نهاية الأمر اكتملت الأجواء الكابوسية لفيلم الرعب بمقتل مخرجه. وقد أشرف على مرحلة ما بعد الإنتاج المخرج الإسباني الشهير خوان أنطونيو بارديم.

هجوم الحيوانات البرية على طاقم فيلم الحياة البرية

وصف فيلم "زئير" (Roar) بأنه أخطر فيلم أنتج على الإطلاق. كان الفيلم من بنات أفكار المخرج ألفريد هيتشكوك، لكن لم يتم إنتاجه بالفعل في ذلك الوقت بسبب تجاوز الميزانية الخاصة به كل الأرقام الممكنة. بعد أن فقدت هوليود اهتمامها بالفيلم، استعادته مرة أخرى بعد مرور 34 عاما، وبالتحديد في عام 1981.

تتبع القصة أحد دعاة الحفاظ على الحياة البرية الذي تزوره عائلته، وتهاجمهم الحيوانات في منزلهم. لكن يبدو أن الخيال تحوّل إلى حقيقة، حيث هاجمت الأسود فريق الفيلم والممثلين، تاركين أكثر من 70 مصابا بإصابات بالغة، بمن فيهم المصور جان دي بونت الذي التهم الأسد فروة رأسه، وبطلة الفيلم تيبي هيدرين التي جرحها فيل وعضها أسد في رقبتها، كما تعرضت الممثلة ميلاني غريفث للهجوم وتلقت أكثر من 50 غرزة في رأسها.

المصدر : مواقع إلكترونية