قمة روسية صينية في موسكو وأميركا تشكّك

بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ اجتماعا في موسكو، اليوم الاثنين، وهو لقاء يهدف لتعزيز التحالف بين بكين وموسكو ضد الغرب.

وقال الرئيس الروسي لنظيره الصيني في الكرملين إنه اطلع على مقترحات الصين لحل الصراع في أوكرانيا، وإنه ينظر إليها بعين الاحترام والاهتمام. وذكر بوتين أن بلاده "منفتحة دائما على عملية التفاوض وتحترم الخطة الصينية بشأن أوكرانيا".

كما قال بوتين، خلال محادثات بالكرملين في بداية زيارة شي الرسمية إلى موسكو، إن روسيا "تحسد" الصين قليلا على تنميتها السريعة في العقود الماضية.

وأضاف بوتين لشي جين بينغ أن "الدولة الصينية صارت أقوى تحت إدارتكم"، مشيدا بمواقف بكين "المتوازنة فيما يخص القضايا الإقليمية والدولية".

من جهته، أكد الرئيس الصيني اهتمام بلاده بتطوير العلاقات مع روسيا "لأننا جيران وشركاء إستراتيجيون"، مشيرا إلى أن البلدين "لديهما أهداف متشابهة ونعمل على تطوير العلاقات بيننا".

وقال شي إن روسيا "استطاعت تحقيق نجاح كبير في تطوير الدولة، وشعبها يدعم رئيسه بقوة"، مشددا على ضرورة العمل المشترك "لتحقيق جميع الأهداف المتعلقة بالعدالة والمساواة في العالم".

وقال مراسل الجزيرة إن مباحثات الرئيسين الروسي والصيني استمرت 4 ساعات ونصفا.

2023 Munich Security Conference
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يشكّك بمقترحات الصين من أجل السلام في أوكرانيا (غيتي)

بلينكن يُحذّر

من جانبه، شكّك وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، بمقترحات بكين "للسلام" في أوكرانيا.

وقال بلينكن للصحفيين "على العالم ألا ينخدع بأي قرار تكتيكي من جانب روسيا، بدعم من الصين أو أي دولة أخرى، لتجميد الحرب بشروطها".

وأضاف أن الولايات المتحدة ترحب بأي مبادرات دبلوماسية من أجل "سلام عادل ودائم"، لكنه شكك في أن الصين تريد أن تحمي "سيادة ووحدة أراضي" أوكرانيا.

وتابع بلينكن "أي خطة لا تعطي الأولوية لهذا المبدأ الحاسم هي تكتيك للمماطلة في أحسن الأحوال أو تسعى فقط لتسهيل نتيجة غير عادلة.. هذه ليست دبلوماسية بنّاءة".

وأردف وزير الخارجية الأميركي أن "الدعوة إلى وقف إطلاق نار لا يشمل إخراج القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، ستكون عمليا دعما للمصادقة على الغزو الروسي".

وقال "إذا كانت الصين ملتزمة بدعم إنهاء الحرب على أساس مبادئ ميثاق الأمم المتحدة -كما هو مطلوب في النقطة الأولى من خطتها- فيمكنها التعامل مع الرئيس زيلينسكي وأوكرانيا على هذا الأساس واستخدام نفوذها لإجبار موسكو على سحب قواتها".

تعزيز العلاقات

ووصل الرئيس الصيني إلى روسيا في زيارة تستمر 3 أيام لتعزيز التعاون الإستراتيجي بين البلدين.

وقال الرئيس الصيني، في مستهل زيارته، إن بلاده مستعدة للوقوف بحزم إلى جانب روسيا لحماية القانون الدولي، وأضاف أن الزيارة ستكون "مثمرة وتعطي دفعة جديدة لتعزيز العلاقات مع روسيا".

وفي تعليق على الزيارة، أعلن الناطق باسم الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو، أن كييف تأمل في أن يستخدم الرئيس الصيني شي جين بينغ "نفوذه" لدى الرئيس الروسي "لوقف" الحرب الروسية على أوكرانيا.

وقال نيكولينكو بعيد وصول شي جين بينغ إلى موسكو إن "أوكرانيا تتابع عن كثب زيارة الرئيس الصيني إلى روسيا.. نحن نتوقع أن تستخدم بكين نفوذها على موسكو لكي توقف الحرب العدوانية ضد أوكرانيا".

في السياق ذاته، عبّرت بريطانيا عن "أملها" في أن يحض الرئيس الصيني نظيره الروسي على وقف الحرب و"الفظاعات" في أوكرانيا خلال زيارته إلى موسكو.

وقال الناطق باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بعد وصول شي جين بينغ إلى موسكو "نأمل في أن يستغل الرئيس شي هذه الفرصة لحض الرئيس بوتين على وقف قصف المدن والمستشفيات والمدارس في أوكرانيا، وأن يضع حدا للفظاعات التي نشهدها يوميا".

المصدر : الجزيرة + وكالات