بلينكن يدعو "للتهدئة".. استشهاد فلسطيني بالخليل واعتقالات بالضفة والخارجية الفلسطينية تدين الأعمال الإرهابية للمستوطنين

Israeli forces enter Shuafat Refugee Camp in Jerusalem
قوات الاحتلال اقتحمت مخيم شعفاط بالقدس المحتلة فجر اليوم الاثنين (الأناضول)

استشهد شاب فلسطيني -صباح اليوم الاثنين- متأثرا بإصابته برصاصة في الرأس أطلقها عليه جنود الاحتلال في مدينة الخليل بالضفة الغربية، في حين أعلن نادي الأسير الفلسطيني أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 12 فلسطينيا في مناطق متفرقة من الضفة المحتلة.

وبذلك يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين الذي سقطوا برصاص قوات الاحتلال خلال يناير/كانون الثاني الجاري إلى 35 شهيدا، وهو الشهر الأكثر دموية بالضفة الغربية منذ عام 2015، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

وقالت الخارجية الفلسطينية إن مستوطنين مسلحين ارتكبوا في ليلة واحدة 120 اعتداء على الفلسطينيين جنوب نابلس بالضفة، ودانت ما وصفته بإرهاب المستوطنين المسلحين، كما طالبت بإدراج تنظيماتهم المتطرفة على قوائم الإرهاب.

تأتي هذه التطورات في وقت وصل فيه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى القاهرة، في مستهل جولة تشمل الأراضي الفلسطينية وإسرائيل بهدف مناقشة عدة ملفات، منها التصعيد في الأراضي الفلسطينية والحفاظ على الوضع التاريخي للقدس وملف حل الدولتين.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس إن الوزير بلينكن ناقش الجهود الجارية لخفض التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين خلال اجتماع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

كما ندد بلينكن -خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المصري سامح شكري- بقتل المدنيين، داعيا إلى "الهدوء وخفض التصعيد" بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

من جهته، قال شكري إن التطورات الأخيرة بفلسطين مؤسفة، مؤكدا أن بلاده تعمل على احتوائها والتوصل لإعادة التهدئة.

وجاءت زيارة بلينكن بينما يواصل مدير الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" (CIA) وليام بيرنز مباحثاته في سياق جولة أجرى خلالها محادثات مع مسؤولين إسرائيليين، قبل أن ينتقل إلى رام الله للقاء قيادات سياسية وأمنية فلسطينية على رأسها رئيس السلطة الوطنية محمود عباس.

خطورة العدوان

وفي السياق، قالت الرئاسة الفلسطينية -في بيان- إن عباس أطلع بيرنز على خطورة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وأهمية التدخل العاجل للضغط على حكومة الاحتلال لوقف إجراءاتها الأحادية الجانب، والالتزام بالاتفاقيات الموقعة.

وأكد عباس ضرورة عودة الأفق السياسي على أساس الشرعية الدولية، بما يحقق الأمن والاستقرار للجميع في المنطقة، ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله في دولته وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.

يُشار إلى أن فلسطينيين اثنين كانا قد استشهدا أمس الأحد، أحدهما برصاص حارس أمن مستوطنة في قلقيلية والآخر متأثرا بإصابته برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مداهمته مخيم جنين للاجئين الخميس الماضي.

وتشهد الأراضي الفلسطينية تصاعدا في التوتر منذ مقتل 9 فلسطينيين بعملية عسكرية لجيش الاحتلال في مخيم جنين للاجئين الخميس الماضي، تلاه هجوم مسلح لشاب فلسطيني بالقدس المحتلة خلّف 7 قتلى وعدة إصابات. كما نفذ صبي (13 عاما) هجوما بالقدس الشرقية أول أمس السبت أسفر عن إصابة شخصين.

اعتداءات المستوطنين

وإثر العمليتين، اعتدت مجموعة من المستوطنين على مواطنين فلسطينيين في قرية جالود جنوب نابلس بالضفة، مما أدى إلى إصابة فلسطينيين اثنين.

وذكر شهود أن المستوطنين هاجموا منازل في القرية وأحرقوا مركبة على الأقل، كما هاجمت مجموعة أخرى مركبات فلسطينية بالحجارة عند مدخل القرية.

رسميا، بدأت حكومة الاحتلال أمس تنفيذ قرارات "انتقامية" ضد الفلسطينيين، ردا على العمليتين الأخيرتين بالقدس المحتلة.

وقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعزيز الشرطة بسرايا من الجيش، لمساعدتها في القدس والمناطق القريبة من خط التماس، وتوسيع تسليح المستوطنين.

ودفع جيش الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى الضفة والمدينة المقدسة المحتلتين لدعم القوات المنتشرة هناك، بحسب الحكومة الإسرائيلية.

وقال نتنياهو إن الإجراءات الانتقامية تشمل مصادرة الحق في السكن والإقامة والمواطنة لعائلات منفذي العمليات. وجاء ذلك خلال اجتماع للحكومة بعد ساعات من اتخاذ المجلس الأمني الوزاري المصغر (الكابينت) سلسلة قرارات انتقامية ضد الفلسطينيين، شملت إغلاق منزل منفذ عملية القدس الشهيد خيري علقم.

كما هدمت جرافات الاحتلال -أمس الأحد- منزل عائلة راتب شقيرات في جبل المكبر بالقدس المحتلة، بحجة عدم الترخيص.

واقتحمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال معززة بجرافات -اليوم الاثنين- حي العقبة في ضاحية بيت حنينا بالقدس المحتلة، تمهيدا لهدم منزل عائلة فلسطينية.

وهدمت الجرافات سورا إسناديا لمنازل عدة في بلدة سلوان، بالقدس المحتلة، كما هدمت منشأة تجارية ومستودعا للسيارات في بلدة جبل المكبر.

وقال شهود عيان إن قوات من شرطة الاحتلال اقتحمت هذه البلدات وطوقتها، قبل تنفيذ عمليات الهدم. كما بدأت عائلة فلسطينية في حي بشير بجبل المكبر بإخلاء منزلين لها، بعد أن أمهلتها مخابرات الاحتلال حتى غد الثلاثاء لهدمهما.

كما اقتحمت قوات إسرائيلية مخيم شعفاط بالقدس المحتلة فجر اليوم الاثنين، واعتقلت الشاب يوسف رمزي طه، وفقا لوسائل إعلام فلسطينية.

وقد بثت وسائل إعلام محلية مشاهد تظهر وجودا مكثفا لقوات الاحتلال، واقتيادها الشاب المعتقل من المخيم.

موقف فرنسي

على صعيد آخر، أفاد بيان للرئاسة الفرنسية بأن الرئيس إيمانويل ماكرون أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي قدم خلاله تعازيه لضحايا عملية القدس يوم الجمعة الماضي.

وأضاف البيان أن ماكرون عبّر عن تضامنه الكامل وتضامن فرنسا مع إسرائيل في "كفاحها" ضد ما وصفه بالإرهاب.

وأشار البيان إلى أن الرئيس الفرنسي شدد على ضرورة تجنب الجميع إجراءات من شأنها تغذية "دوافع العنف"، مضيفا أنه مستعد للإسهام في عودة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقفة تضامن

وقد نظمت الفصائل الفلسطينية ومنظمات حقوق الأسرى وقفة تضامنية مع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة.

وعبّر المشاركون في الوقفة عن دعمهم للأسرى، في ظل الهجمة الإسرائيلية بحقهم بدعوى احتفالهم بالعمليات الفدائية الفلسطينية.

وطالبت الفصائل المؤسسات الدولية والإنسانية، وعلى رأسها الصليب الأحمر، بتحمل مسؤولياتها ووقف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى.

كما نظم نشطاء عرب ويهود أميركيون تظاهرة في مدينة نيويورك للتنديد بالاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني.

وردد المتظاهرون في المسيرة -التي جابت شوارع حي "جي بي ريدج" في بروكلين- هتافات تضامنية مع الفلسطينيين رافعين العلم الفلسطيني وصور شهداء مخيم جنين.

كما دعوا لمحاسبة الاحتلال على جرائمه، ووقف دعم وتمويل إسرائيل.

المصدر : الجزيرة