بايدن يجدد دعمه لأفغانستان.. كابل تؤكد مقتل العشرات من طالبان وتفرض حظر تجول في 31 ولاية

أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية فرض حظر التجول في 31 ولاية من العاشرة مساء وحتى الرابعة صباحا منعا لنشاط حركة طالبان، واستثنت من القرار ولايات كابل وننغرهار وبنجشي، فيما جدد الرئيس الأميركي جو بايدن دعمه لكابل.

وأكدت وزارة الدفاع الأفغانية مقتل 50 مسلحا من حركة طالبان في غارات نفذتها قوات الحكومة في ولاية هلمند (جنوبي البلاد).

كما أعلنت بدء حملة عسكرية لاستعادة مديرية درة صوف بايين في ولاية سمنغان (شمالي البلاد).

أما في ولاية جوزجان فقد شنت القوات الحكومية غارات أسفرت عن مقتل 19 من مسلحي طالبان وإصابة 25 آخرين حسب وزارة الدفاع الأفغانية.

الرئيس الأفغاني أشرف غني قال إن الوضع الأمني بمحيط العاصمة كابل تحسن (الفرنسية)

رد طالبان

في المقابل، أعلن المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد أن قوات الحركة صدت هجوما لكتيبة من القوات الحكومية في منطقة طوقك التابعة لناحية نجراب بولاية كابيسا (شرقي البلاد).

وقالت حركة طالبان إن القوات الأميركية شنت عليها غارات جوية في ولايتي قندهار وهلمند (جنوبي أفغانستان).

واستنكرت الحركة هذه الغارات، معتبرة إياها انتهاكا صريحا لاتفاق الدوحة.

كما اعتبرت الحركة إعلان الرئيس الأفغاني عن خطط لشن عملية كبيرة ضد طالبان في الأشهر المقبلة تصعيدا عسكريا على الحكومة في كابل أن تتحمل تداعياته.

وشددت الحركة على أنها ستدافع بكل قوة عن مناطق سيطرتها، وستختار لأجل ذلك إستراتيجية الهجوم بدل الدفاع.

القوات الحكومية تشن محاولات لاسترداد مناطق سيطرت عليها طالبان (رويترز)

طمأنة رسمية

من جهته، قال الرئيس الأفغاني أشرف غني -خلال اجتماع في القصر الرئاسي صباح اليوم السبت- إن الأمن في المناطق المحيطة بالعاصمة كابل قد تحسن.

وخلال حضوره الاجتماع الأمني المعروف بـ"اجتماع السادسة والنصف صباحا" دعا الرئيس غني إلى تعزيز فكرة الاجتماع وتوسعتها.

وكانت الحكومة الأفغانية أقرت اجتماعات صباحية لضبط الأمن في العاصمة ومحيطها واتخاذ قرارات فورية سريعة في ما يتعلق بالشؤون الأمنية.

وأكد الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الأفغاني أشرف غني التزام الولايات المتحدة بدعم القوات الأفغانية، واستمرارها في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية.

وقال البيت الأبيض في بيان إن بايدن وغني اتفقا على أن ما سماه البيان "هجوم طالبان" يتعارض مع مطالب الحركة بدعم تسوية تفاوضية للصراع.

وأضاف أن بايدن أكد على استمرار المشاركة الدبلوماسية الأميركية في دعم تسوية سياسية دائمة وعادلة في أفغانستان.

وأشار البيان إلى أن الولايات المتحدة خصصت مبلغ 3.3 مليارات دولار لدعم قوات الأمن الأفغانية.

قلق أميركي

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال لشبكة "إن بي سي" (NBC) إن بلاده حريصة على ألا تتحول أفغانستان إلى ساحة تدريب للإرهابيين.

وعبر بلينكن عن قلق واشنطن العميق من الأعمال التي تقوم بها طالبان، والتي تشير إلى أنها ربما تسعى للسيطرة على البلاد بالقوة، وفق تعبيره.

وقال إن سيطرة طالبان على أفغانستان بالقوة سوف تحولها إلى دولة منبوذة وستحرمها من الدعم الدولي.

وأكد بلينكن انخراط بلاده في الجهود الدبلوماسية، لأنه لا حل عسكريا للصراع في أفغانستان، حسب تعبيره.

دعم المتعاونين

في غضون ذلك، صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي بأن الإدارة الأميركية تدعم القيادة الأفغانية برئاسة أشرف غني، كما تدعم المفاوضات الجارية بين الأطراف الأفغانية.

وأضافت ساكي أن واشنطن تؤمن بأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد للسلام الدائم في أفغانستان.

وقد أصدر الرئيس جو بايدن قرارا بصرف 100 مليون دولار من صندوق الطوارئ للمعرضين للخطر نتيجة الوضع في أفغانستان.

وذكر نص الأمر الرئاسي الفئات المعنية، ومنها المتقدمون لطلب تأشيرات الهجرة الخاصة إلى أميركا، والمقصود بهم المترجمون.

وقال البيت الأبيض إن بايدن وافق أيضا على صرف 200 مليون دولار في صورة خدمات ومهمات من مخزونات الهيئات الحكومية لتلبية نفس الاحتياجات.

وتستعد الولايات المتحدة لبدء إجلاء الآلاف من المتقدمين الأفغان للحصول على تأشيرات هجرة خاصة والمهددين بتعرضهم للانتقام من مقاتلي طالبان بسبب عملهم لصالح الحكومة الأميركية.

تأشيرات خاصة

ومن المتوقع أن يتم نقل الدفعة الأولى من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم وعائلاتهم قبل نهاية الشهر إلى قاعدة "فورت لي" العسكرية الأميركية في ولاية فرجينيا، حيث تتم المعالجة النهائية لطلباتهم للحصول على التأشيرات.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يوم الاثنين الماضي إنه يمكن نقل نحو 2500 أفغاني إلى المنشأة الواقعة على بعد 48 كيلومترا جنوبي ريتشموند.

وتقوم إدارة بايدن بمراجعة منشآت أميركية أخرى في الولايات المتحدة وخارجها، حيث يمكن استيعاب المتقدمين بطلبات للحصول على تأشيرات هجرة خاصة وعائلاتهم أيضا.

وتتوفر تأشيرات الهجرة الخاصة للأفغان الذين عملوا مترجمين أو في وظائف أخرى للحكومة الأميركية بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2001.

وأقر مجلس النواب الأميركي أول أمس الخميس قانونا سيضيف 8 آلاف تأشيرة إلى عدد تأشيرات الهجرة الخاصة التي يمكن منحها، ويقول المسؤولون الأميركيون إنه تجري دراسة 18 ألفا من مثل هذه الطلبات.

ويفترض أن تنهي القوات الأميركية انسحابها من أفغانستان نهاية أغسطس/آب المقبل، في وقت تحولت البلاد إلى مسرح لهجوم شامل تشنه حركة طالبان ويثير مخاوف من حدوث أزمة إنسانية.

وقالت الأمم المتحدة في الآونة الأخيرة إن نصف الأفغان المقدر عددهم بـ39 مليونا يحتاجون إلى مساعدات، داعية المجتمع الدولي إلى الإبقاء على دعمه المالي للبلاد.

المصدر : الجزيرة + وكالات