تايمز: تواتر الفيضانات والجفاف في أنحاء العالم يحتاج إلى تكثيف الجهود الجماعية

أمطار غزيرة في ألمانيا تسبب فيضانات في أنحاء البلاد (رويترز)

أكدت افتتاحية "التايمز" (The Times) اليوم السبت أهمية اتخاذ إجراء عاجل بشأن تغير المناخ بسبب تسارع وتيرة ارتفاع درجات الحرارة والفيضانات والجفاف في أنحاء العالم.

وأشارت الصحيفة إلى مشاهد للدمار مروعة سببتها عواصف هذا الأسبوع في ألمانيا وبلجيكا وهولندا، مؤكدة وفاة أكثر من 120 شخصا وأن أكثر من ألف ما زالوا في عداد المفقودين، وذكرت أن الأمطار التي تهطل عبر أجزاء من ألمانيا في غضون 3 أشهر نزلت في 48 ساعة فقط.

وفي منطقة واحدة من كولونيا كان معدل سقوط المطر 154 مليمترا خلال 24 ساعة، وكان الرقم القياسي السابق 95 مليمترا. وقد غمرت المياه بلدات بأكملها ولا تزال بعض القرى معزولة ومياه الفيضانات تستمر في الارتفاع.

وألمحت الصحيفة إلى أن لا أحد يستطيع أن يقول على وجه اليقين إن هذه الكارثة كانت بسبب تغير المناخ، على الرغم من أن السياسيين الألمان ليس لديهم أدنى شك، ولكنّ أحدا لم يلق باللوم على تغير المناخ وأنه من صنع الإنسان.

ومع ذلك فقد حذر العلماء على مدار سنوات من أن ارتفاع انبعاثات الكربون من شأنه أن يؤدي إلى الاحترار العالمي وتزايد الطقس المتطرف في شكل موجات من الجفاف والفيضانات وموجات من الحر والعواصف. وأصبحت هذه الأحداث المتطرفة الآن أكثر تواترا بكثير من توقعات العلماء أنفسهم.

وهذا ما ينبغي أن يقلقنا، كما قالت الصحيفة، لأن العواصف في شمال أوروبا جاءت بعد أسبوعين فقط من تسجيل أشد موجة حر شهدها الساحل الغربي للأميركتين، حيث ارتفعت درجات الحرارة إلى 49.6 درجة مئوية، وحدثت السنوات السبع الأكثر سخونة منذ بدء التسجيل منذ عام 2014.

هذه الأحداث المناخية المتطرفة تحذير للحكومات لكي تكثف جهودها للتكيف مع تغير المناخ الذي يحدث بالفعل، بغض النظر عما تفعله للحد من الانبعاثات في المستقبل.

ورأت التايمز أن هذه الأحداث المناخية المتطرفة تحذير للحكومات لكي تكثف جهودها للتكيف مع تغير المناخ الذي يحدث بالفعل، بغض النظر عما تفعله للحد من الانبعاثات في المستقبل.

أمطار غزيرة في بلجيكا (رويترز)

وذكرت أن التقاعس في ذلك يؤدي إلى مخاطر وأضرار تلحق بالتنوع البيولوجي والموائل والتربة والمحاصيل والماشية بسبب الجفاف والفيضانات، فضلا عن الاضطراب المحتمل لسلاسل التوريد وأنظمة الطاقة والبنية التحتية الأخرى في أرجاء العالم.

وعلقت الصحيفة بأن أي دولة لا تستطيع بمفردها وقف ظاهرة الاحتباس الحراري، إذ يوجد 23 من أكبر 25 مركزا حضريا مسؤولا عن 52% من انبعاثات العالم في الصين التي تواصل بناء محطات طاقة جديدة تعمل بالفحم.

ولذلك فإن الجهد العالمي فقط هو الذي يمكن أن يحدّ من غازات الدفيئة، وهذا هو السبب في أن قمة المناخ الـ26 لهذا العام ستكون مهمة للغاية.

ومع ذلك ترى الصحيفة أن احتمالات النجاح تبدو ضئيلة، فقد وقعت أكثر من 100 دولة نامية هذا الأسبوع على خطاب يطالب الدول الغنية بوضع خطط ذات مصداقية لتحقيق أغراضها المتعلقة بالانبعاثات والوفاء بوعد طويل الأمد بتقديم 100 مليار دولار سنويًا لمساعدة البلدان الفقيرة على تحمل تكلفة التحول. وحتى الآن، ليس هناك ما يشير إلى أن الدول الغنية مستعدة للقيام بأي من ذلك.

المصدر : تايمز