مقال بواشنطن بوست: لهذه الأسباب على أميركا إعلان أن ما يجري في تيغراي إبادة جماعية

Ethiopians who fled the ongoing fighting in Tigray region, carry their belongings from a boat after crossing the Setit river on the Sudan-Ethiopia border in Hamdayet village in eastern Kassala state
القتال بإقليم تيغراي تسبب في نزوح مئات الآلاف من السكان (رويترز)

على مدى الأشهر الـ 11 الماضية، قتلت حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد واغتصبت وعذبت أبناء الأقلية العرقية في تيغراي بشكل جماعي، فهل ستصنف الإدارة الأميركية ذلك على أنه إبادة جماعية وتفرض عقوبات مناسبة على الحكومة الإثيوبية؟

إذا لم يحدث ذلك، فإن الولايات المتحدة تكون قد أعطت الضوء الأخضر في ارتكاب مثل هذه الأعمال لأي زعيم عديم الرحمة يرغب في اتباع أسلوب آبي من خلال استخدام العنف الجنسي والمجاعة أسلحة يحارب بها شعبه.

هذا ما يراه الكاتب الصحفي الإثيوبي ماوي أسيدوم -في مقال له بصحيفة واشنطن بوست (Washington Post) الأميركية- أبرز ما فيه أن التجاوزات التي ارتكبتها الحكومة الإثيوبية، كما وصفها العديد من المراقبين الدوليين، ينطبق عليها التعريف الذي وضعته الأمم المتحدة للإبادة الجماعية.

وقال أيضا إن الأمم المتحدة تُعرِّف الإبادة الجماعية بأنها "أعمال تُرتكب بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية" معينة، وحددت 5 ممارسات تدخل ضمن الإبادة الجماعية.

وبحسب الكاتب فقد ارتكبت الحكومة الإثيوبية 4 من تلك الممارسات التي نصت الأمم المتحدة على أنها تدخل ضمن الإبادة الجماعية، منها "قتل أفراد مجموعة ما، فرض إجراءات تهدف إلى منع الإنجاب بين أفرادها، التسبب في ضرر جسدي أو عقلي خطير لأفرادها، إلحاق الأذى عمدا بالمجموعة من خلال فرض ظروف معيشية يُقصد بها تدميرها المادي".

تعتيم

وأشار المقال إلى ممارسات حكومة آبي أحمد الرامية إلى التعتيم على الجرائم التي ترتكبها في تيغراي، وقال إنها عمدت إلى قطع جميع الاتصالات بالإقليم وقيدت الوصول إليه منذ بداية الحملة العسكرية التي شنتها ضده في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.

وقال إن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لضمان التعتيم التام على ما يجري بالإقليم كانت قوية لدرجة أن القوات الحكومية أطلقت النار على عمال الإغاثة الأمميين الذين كانوا يحاولون مساعدة اللاجئين في تيغراي واعتقلت عددا منهم.

وأوضح الكاتب في مقاله أنه بالرغم من التعتيم والإنكار الذي ما فتئ رئيس الوزراء الإثيوبي يصر عليه، فإن جهود الصحفيين وبعض عمال الإغاثة ساهمت في إيصال صورة عن الفظائع التي ترتكبها حكومته في الإقليم للرأي العام.

وقد صدم رئيس الوزراء الإثيوبي العالم، الأسبوع الماضي، عندما أقدم على طرد موظفي الإغاثة بالأمم المتحدة الذين جاؤوا للمساعدة في التخفيف من حدة المجاعة، بما في ذلك رئيس بعثة اليونيسف في البلاد.

وقد أثارت تلك الخطوة، والكلام للكاتب، قلق جهات رسمية عديدة، وقد ورد تعليق السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، جين باساكي، بالقول "نشعر بقلق عميق لكون هذا الإجراء جزءا من نمط تتبعه الحكومة الإثيوبية لعرقلة تسليم المواد الغذائية والأدوية وغيرها من الإمدادات المنقذة للحياة لمن هم في أمس الحاجة إليها".

وختم الكاتب الصحفي الإثيوبي بأن على الولايات المتحدة إعلان ممارسات حكومة أديس أبابا بحق المواطنين الإثيوبيين في تيغراي إبادة جماعية من أجل سكان الإقليم، ومن أجل الناس في شتى أنحاء العالم.

المصدر : واشنطن بوست